ما هي أخطار دخول جبهة البوليساريو على خط الأزمة الجيورجية - الروسية

13-09-2008

ما هي أخطار دخول جبهة البوليساريو على خط الأزمة الجيورجية - الروسية

الجمل: تقول التسريبات الواردة من المغرب العربي بأن جبهة البوليساريو تنظر حالياً في إعلان اعترافها باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، هذا وبرغم أن حركة البوليساريو غير معترف بها رسمياً كحكومة، ولا الصحراء المغربية معترف بها رسمياً كدولة، فإن إعلان اعتراف البوليساريو باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا هو اعتراف يحمل في طياته أكثر من دلالة ومن معنى.
* البلدان العربية وعدوى تداعيات الأزمة الجورجية:
لم يهتم المحللون السياسيون العرب كثيراً بتداعيات الأزمة الجورجية على مستقبل الاستقرار والأمن في البلدان العربية واكتفت التحليلات بمجرد التعبير عن اعتبار الأزمة الجورجية كمؤشر لصعود قوة روسيا وتراجع النفوذ الأمريكي.
القول بصعود قوة النفوذ الروسي وتراجع النفوذ الأمريكي يسري بشكل صحيح على الأزمة الجورجية واستناداً إلى الحقيقة القائلة بمبدأ ترابط الظواهر فإن التغيير الذي حدث في الظاهرة القوقازية يجب بالضرورة أن يتردد صداه في الظواهر الأخرى ومن بينها الظاهرة العربية.
• دبرت أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي مخطط فصل إقليم كوسوفو واعترفت أمريكا وحلفائها بذلك من وراء ظهر المجتمع الدولي.
• دبرت روسيا مخطط فصل إقليم أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا واعترفت روسيا بذلك من وراء ظهر المجتمع الدولي.
• الفصل الأمريكي المتعلق بكوسوفو ترتب عليه رد الفعل الروسي المتعلق بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
إن هذه الحقائق الجيو-سياسية الماثلة تطر ح المزيد من التساؤلات الجديدة التي يمكن أن يتمثل أبرزها في الآتي:
• هل ستنتهي الأزمة على خط موسكو – واشنطن ضمن نطاق جورجيا أم ستمتد تداعياتها إلى مناطق أخرى؟
• ما هو تأثير الأزمة الجورجية على مستقبل خط موسكو – واشنطن، هل هو باتجاه التصعيد أم التهدئة؟
• ما هو تأثير توترات خط موسكو – واشنطن على خارطة التحالفات الإقليمية والدولية؟
• هل ستشهد المنطقة العربية ونزاعاتها الداخلية والإقليمية عملية اصطفاف وإعادة اصطفاف جديدة بفعل تأثير الاستقطابات التي تحدث إذا تم تفعيل خلافات خط موسكو – واشنطن في المنطقة العربية؟
بكلمات أخرى توجد في المنطقة العربية الكثير من الحكومات الموالية لأمريكا فهل ستتحرك موسكو لدعم الحركات الانفصالية الناشطة في بلدان هذه الحكومات؟ كما يوجد الكثير من الحكومات المعارضة لأمريكا فهل ستتحرك واشنطن لدعم الحركات الانفصالية الناشطة في هذه البلدان؟
لم نطرح هذه التساؤلات من الفراغ أو الافتراضات الخيالية، وإنما من دوافع معطيات الخبرة التاريخية المعاصرة التي أكدت بأن الصراعات تؤدي إلى حدوث النتائج التي تتضمن بدورها:
• التغيرات في موازين القوى.
• إعادة تشكيل الأوضاع الجيو-سياسية.
هذا، وبرغم فترة الستين عاماً التي مرت على انقضاء الحرب العالمية الثانية فإن وضع البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط ما زال يتسم بهشاشة القوام السياسي، بسبب عدم إنجاز العديد من الملفات الهامة التي من أبرزها ملف التكامل الوطني الاندماجي وبناء شبكات العلاقات البينية الداخلية والإقليمية إضافةً إلى تزايد اختلال توازنات المصالح.
* ماذا تقول سردية حركة البوليساريو؟
تداولت بعض الأجهزة الإعلامية تصريح الزعيم البارز في حركة البوليساريو محفوظ علي باييبا في لقائه التشاوري مع وزير خارجية إقليم أبخازيا الذي تحدث فيه محفوظ باييبا قائلاً أن حركة البوليساريو تسعى إلى:
• الاعتراف رسمياً باستقلال إقليم أبخازيا.
• تبادل العلاقات الدبلوماسية بين حركة البوليساريو وأبخازيا.
وأشار محفوظ تحديداً إلى أن نهاية العام الحالي 2008م ستشهد إنجاز ملف العلاقات بين البوليساريو وحكومة أبخازيا. وقد أكدت بعض التحليلات الروسية والغربية الآتي:
• إن علاقات البوليساريو مع أبخازيا لن يكون لها أي معنى سياسي على أساس الاعتبارات الدبلوماسية الرسمية.
• إن علاقات البوليساريو – أبخازيا لن تنطوي على أي قدر من توازن المصالح وتبادل المنافع لأنه لا توجد بالأساس أي مبادلات أو منافع اقتصادية بين الطرفين.
وبالتالي فإن العلاقات على خط البوليساريو – أبخازيا تهدف إلى تحقيق المزيد من الأهداف التكتيكية – التعبوية التي قد يكون لها أثر كبير على التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط:
• في حالة الدعم الروسي لحركة البوليساريو فإن المقابل لذلك سيكون الدعم الأمريكي للنظام الملكي المغربي.
• إشعال منطقة الصحراء المغربية سيؤدي إلى إشعال موريتانيا والجزائر والمغرب.
• احتدام الصراع في مناطق المغرب العربي سيؤدي إلى تفعيل صراعات وسط القارة الإفريقية الغربي وبالذات صراع الطوارق – النيجر وصراع الطوارق – مالي، إضافةً إلى صراعات تشاد الحالية التي ستلقي تداعياتها على السودان وليبيا وإفريقيا الوسطى.
• تورط موسكو في المغرب العربي سيؤدي إلى المزيد من التورط الأمريكي وهو أمر لن تكون فرنسا بعيدة عنه لأن باريس ما زالت حاضرة وبقوة في المغرب العربي ووسط إفريقيا.
سيناريو حرب الاعترافات وعلى خط موسكو – واشنطن إذا تصاعدت تداعياته سيترتب معليه المزيد من فتح الملفات الإقليمية الشائكة والمتزايدة التعقيد وعلى سبيل المثال لا الحصر لن تكون مناطق كردستان، جنوب السودان، غرب السودان، جنوب مصر، جنوب الجزائر، شرق السعودية، جنوب اليمن، وما شابه ذلك بمعزل عن التأثيرات المدمرة لحرب تبادل الاعترافات المعادية على خط موسكو – واشنطن خاصة وأن كل واحدة من هذه المناطق تتضمن العناصر والأقليات الانفصالية.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...