مبادرة إيران لأمن منطقة الخليج العربي

15-04-2007

مبادرة إيران لأمن منطقة الخليج العربي

الجمل:     برغم التوترات السياسية والحشود العسكرية الجارية حالياً في منطقة الخليج العربي، قامت إيران بطرح مبادرة للأمن الإقليمي، بحيث تشكل غطاء لأمن منطقة الخليج العربي.
تضم منطقة الخليج العربي ثمانية بلدان، هي: إيران، العراق، السعودية، الكويت، قطر، البحرين، الإمارات، وسلطنة عمان.. إضافة إلى كيان سياسي إقليمي يتمثل في مجلس التعاون الخليجي.
المبادرة الإيرانية تم طرحها في جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي بواسطة حسين روحاني- رجل الدين والمفاوض الإيراني السابق في الملف النووي الإيراني، خلال فترة الرئيس محمد خاتمي.
وتتكون المبادرة الإيرانية من عشر بنود هي:
- إنشاء منظمة الأمن والتعاون الخليجي، بحيث تتضمن عضويتها دول مجلس التعاون الخليجي الست، جنباً إلى جنب مع العراق وإيران، بما يتماشى وينسجم مع الفقرة (8) من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598.
- إعداد وتجهيز الأسس الأمنية المشتركة، من أجل محاربة الإرهاب، والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، إضافة إلى الاهتمامات الأمنية الأخرى.
- الإزالة التدريجية لكل القيود المفروضة على المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
- تطوير الروابط التجارية بالاستناد إلى قدرات البلدان الأعضاء، والقيام بإجراء الاستثمارات المشتركة في المشاريع الاقتصادية بما يؤدي لتحقيق وإنجاز آلية التجارة الحرة الإقليمية.
- ضمان الأمن وتأمين الصادرات النفطية للبلدان الأعضاء على النحو الذي يؤمن المصالح ويؤدي لتحقيق نقلة معتبرة في مجالات الطاقة النفطية اللازمة للنشاط العالمي.
- بناء الثقة بين بلدان المنطقة في الأمور المتعلقة بالمجال النووي.
- إنشاء تجمع مشترك من أجل التعاون في مجالات تخصيب اليورانيوم بين بلدان المنطقة، بما يؤدي إلى جعل البلدان الأعضاء تحصل على الوقود النووي وإقامة الأنشطة النووية السلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- القيام بالتعاون الجاد بين بلدان المنطقة بما يؤدي لجعل الشرق الأوسط خالياً من أسلحة الدمار الشامل.
- وضع حد لسباق التسلح في المنطقة، بتقديم الموارد اللازمة من أجل التنمية الاقتصادية ومحاربة الفقر.
- إخراج القوات العسكرية الأجنبية من المنطقة وتحقيق الأمن الكامل بواسطة بلدان المنطقة.
تتميز خطة النقاط العشرة الإيرانية بالطموح الشديد، وذلك لأنها تتجاوز الواقع القائم حالياً في المنطقة، والذي يتمثل في:
- تصاعد الخلافات حول البرنامج النووي بين إيران والولايات المتحدة.
- دخول مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي على الخط في أزمة البرنامج النووي الإيراني، ووقوفهم إلى جانب أمريكا.
- فرض العقوبات الدولية ضد إيران، والسلبية النسبية التي أبدتها روسيا والصين داخل مجلس الأمن الدولي إزاء قضية الملف النووي الإيراني.
- تورط إيران في الصراع العراقي الداخلي بين السنة والشيعة.
- ارتباط بلدان مجلس التعاون الخليجي باتفاقيات أمنية وعسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
- وجود القواعد العسكرية الأمريكية في بلدان المنطقة منها (15 قاعدة عسكرية توجد في بلدان مجلس التعاون الخليجي وحدها).
- بقاء العراق تحت الاحتلال العسكري الأمريكي، لفترة لم تحدد نهايتها بعد.
التعاون الأمني بين دول منطقة الخليج، هو أمر مطلوب، ويتطلب المزيد من المصداقية وتبادل الثقة بين الأطراف الخليجية، ومازال الإدراك السياسي الخليجي للإيرانيين متأثراً بفترة الحرب العراقية- الإيرانية، والتي سعت فيها القيادة الإيرانية آنذاك من أجل تصدير نموذج الثورة الإسلامية الإيرانية إلى بلدان الخليج.
ويعتقد بعض المحللين، مثل د.كافي أفراسيابي من صحيفة آسيا تايمز بأن القيادة الإيرانية تطورت على مرحلتين، الأولى تمثلت في مرحلة التشدد، وامتدت من عام 1979 وحتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، والثانية تمثلت في مرحلة الواقعية السياسية، وامتدت من عام 1990 وحتى الآن، وتميزت فيها القيادة السياسية الإيرانية بالمزيد من الذرائعية والبراغماتية في تعاملها مع الكيانات السياسية الخارجية.
وعموماً فإن التعاون الخليجي، يمكن أن يتم ويتحقق، ولكن ليس على خلفية نموذج العلاقات المتعددة الأطراف ضمن المنطقة الخليجية، ولا على خلفية العلاقات الثنائية بين إيران وكل دولة عربية على حدة، وإنما على غرار النموذج الإقليمي المتعدد الأطراف، والذي يربط كل الدول العربية مع إيران، وذلك على النحو الذي يعزز الثقة والحوار المشترك العربي- الإيراني.
لقد أصبحت إيران، لاعباً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط، وتقدمت خطى العلاقات البينية العربية- الإيرانية بخطى حثيثة، وأصبحت لإيران علاقات عميقة الجذور مع الكثير من الكيانات السياسية والاجتماعية العربية، وحتى مع حكومات تتحالف مع الغرب وتعادي إيران كما في حالة حكومة السنيورة، فإن علاقة إيران تتخطى الحدود، وتتجاوز الإطار المؤسسي النظامي، وتدخل مباشرة إلى النسيج الاجتماعي اللبناني عن طريق الشيعة اللبنانيين الذين يشكلون 40% تقريباً من سكان لبنان وعن طريق بعض الطوائف والفئات الإسلامية الأخرى.
كذلك بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد ظلت إيران تلعب دوراً إيجابياً يتنافى ويتناقض مع الدور السلبي الذي كانت تلعبه خلال فترة حكم الشاه إزاء القضايا العربية والإسلامية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...