محادثات أردنية إسرائيلية سرية في عمان

21-11-2008

محادثات أردنية إسرائيلية سرية في عمان

أعلن امس، عن زيارة طارئة قام بها كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك ورئيس الموساد مئير داغان، للاجتماع بالملك الأردني عبد الله الثاني في عمان. وقد وصل كل من أولمرت وباراك إلى الأردن في مروحيتين عسكريتين إسرائيليتين بعد ظهر يوم الثلاثاء، فيما يقال ان المداولات استمرت حتى وقت متأخر من الليل.
وقد تضاربت الأنباء حول ما جرى بحثه في هذا اللقاء الذي تم بدعوة من الملك الأردني. ومع ذلك، من الجلي ان تسريب النبأ كان مقصودا بحد ذاته لصحيفتين، إحداهما عربية والأخرى إسرائيلية. وقد رفضت مصادر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، تأكيد أو نفي خبر اللقاء الليلي الطارئ في العاصمة الأردنية. غير أن نشر النبأ في صحيفتين، عربية وإسرائيلية، وفي الوقت نفسه، يشير الى ان تسريب الأمر متعمد، وربما من الطرفين معا.
وبدا ان التسريب في الجانب العربي، ركز على ان المداولات جرت حول المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وان الملك الأردني طلب فك الحصار عن غزة. وفضلا عن ذلك، فإن هذا التسريب أشار إلى ان الملك طلب من المسؤولين الإسرائيليين الامتناع عن اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وخصوصا في قطاع غزة. وبحسب الصحيفة العربية، فإن الملك الأردني شدد على أن قيام الدولة الفلسطينية مصلحة أردنية إستراتيجية وشرط لتحقيق السلام في المنطقة.
غير ان التسريب من الجانب الإسرائيلي تحدث عن ان الملك الأردني طلب من إسرائيل التخلي عن القيام بحملة عسكرية في غزة خشية أن تكون لها آثار خطيرة على الأردن أيضا. وكتب المراسل السياسي لـ»يديعوت احرونوت« شمعون شيفر، انه على خلفية التدهور المتواصل في الوضع الأمني وفي أعقاب المطالب المتصاعدة من الوزراء في الحكومة للخروج في حملة واسعة النطاق في قطاع غزة لوقف نار القسام وصواريخ غراد على سديروت وعسقلان، طلب الملك عبد الله من اولمرت ومن وزير الدفاع الوصول على عجل الى قصره في عمان.
في اللقاء الذي عقد امس الاول، في ساعات متأخرة من الليل، تبين ان عبد الله قلق على مصير الأردن في حالة مواجهة بين اسرائيل والفلسطينيين. وبحسب التقديرات، فان اكثر من ٦٠ في المئة من سكان الأردن هم فلسطينيون، وتخوف عبد الله من انه اذا ما دخل الجيش الاسرائيلي غزة، فان هؤلاء سيهزون حكمه ويحرقون المملكة. ورغم مناشدات عبد الله، شرح اولمرت وباراك بأنه اذا واصلت حماس والمنظمات الفلسطينية في غزة إطلاق الصواريخ نحو المناطق الاسرائيلية، فلن يكون بوسع اسرائيل ان تتجلد أكثر وستضطر للخروج بعملية واسعة.
تجدر الإشارة الى أن اولمرت يعتقد ان الجيش الاسرائيلي سيكون مطالبا بكل الأحوال بالدخول الى أراضي القطاع كي يضع حدا لنار الصواريخ وليدمر الكميات الهائلة من الوسائل القتالية التي هربتها حماس والجهاد الى القطاع. أما باراك، في المقابل، فيأمل بانه لا يزال ممكنا إعادة التهدئة الى سابق عهدها وتقليص نار الصواريخ على اسرائيل الى الحد الأدنى من دون ان يدخل الجيش الاسرائيلي الى غزة ويتدهور الوضع الأمني اكثر من ذلك.
غير ان القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أشارت إلى أمرين لم يتطرق إليهما التسريبان في الصحيفتين العربية والإسرائيلية. فقد ذكرت أمر حضور رئيس الموساد مئير داغان هذه اللقاءات بصفة الرجل المسؤول عن الملف الأردني في المؤسسة الإسرائيلية. ولم تستبعد القناة أن يكون للقاء صلة بمعلومات طازجة للأردن على صلة بها وأراد إبلاغها للملك مباشرة.
كما أشارت القناة إلى أن التزامن بين تسريب خبر اللقاء ونشر الإعلان حول المبادرة العربية في الصحف الإسرائيلية، قد لا يكون مصادفة. ولم يستبعد مراسل القناة العاشرة أن يكون للتزامن بين تسريب أمر اللقاء ونشر إعلانات المبادرة العربية في الصحف الإسرائيلية، ارتباط بإدراك العرب لقرب تسلم اليمين الإسرائيلي الحكم. وهذا يعني الخشية على انتهاء العملية السياسية، مما يعني أن نافذة الفرص للتسوية سوف تغلق.
والأهم أن المراسل السياسي للقناة العاشرة، أوضح أن المداولات بين الملك الأردني وضيوفه الإسرائيليين، دارت كذلك حول ما سيحدث في الضفة الغربية بعد انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التاسع من كانون الثاني المقبل. وأوضح أن الملك أبدى قلقه الشديد من اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية واحتمال تنفيذ حركة حماس انقلابا هناك على شاكلة الانقلاب في غزة. وقد طلب الملك معرفة ما الذي سيفعله الإسرائيليون في مثل هذه الأحوال.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...