محسن بلال: "لا توجد مفاوضات مع إسرائيل"

10-07-2008

محسن بلال: "لا توجد مفاوضات مع إسرائيل"

صرح وزير الإعلام السوري محسن بلال في مقابلة مع وكالة "انتر بريس سيرفس"  أنه لا توجد مفاوضات مع إسرائيل وإنما "ما يجري في إسطنبول هو عبارة عن تبادل رسائل أو إيصال آراء، بشكل غير مباشر، عبر الوسيط التركي الذي نثق فيه كصديق وكجار، من أجل جس نبض حكومة تل أبيب".

وشرح الوزير أن "ما يجري في إسطنبول هو مرحلة تحضيرية، وتهيأة لإيجاد أرضية مشتركة من أجل إستنئناف عملية السلام الحقيقية التي بدأت في مدريد بمؤتمر 1991، وعلي أساس منهجية مدريد "الأرض مقابل السلام"، وإستنادا لقرارات مجلس الأمن 242 و 338 و450".

وفيما يلي أبرز ما دار في المقابلة مع وزير الإعلام السوري، الذي درس الطب في إيطاليا، وتخصص في الجراحة، وعمل في الولايات المتحدة كأخصائي في زرع الكبد، وكان نائبا برلمانيا وسفيرا لبلاده في أسبانيا.

سؤال: ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لسوريا؟. هل تقبلون بجولان منزوع السلاح وتحت إشراف قوات سلام دولية؟.

جواب: سوريا تذهب من أجل إستعادة حقها الكامل، وإستعادة الجولان الكامل، وإنسحاب إسرائيل الكامل حتي خطوط 4 حزيران 1967. المطلوب من إسرائيل إستعدادها الذي لا يقبل الجدل ولا التفاوض، للإنسحاب الكامل حتي هذه الخطوط، وعودة الجولان بلا أي شرط، كاملا.

سؤال: لماذا تتمسك سوريا بإنخراط الولايات المتحدة وليس مجلس الأمن علي سبيل المثال؟.

جواب: أولا، نحن نصر علي أن المفاوضات الجدية، والشروع في مفاوضات من أجل إستعادة الجولان، يجب أن تعود إلي الرعاية الأمريكية وإلي الحضور الأمريكي، لأن الولايات المتحدة واكبت عملية السلام في مدريد منذ أكتوبر 1991 وحتي عام 2000، حين توقفت بسبب الحكومة الإسرائيلية وتصرف الجنرال (إيهود) باراك ليس إلا. هو الذي في اللحظة الأخيرة لم يقدم علي أن يقول كلمة "نعم" للإنسحاب حتي حدود 4 حزيران 1967.

الآن توصلوا لقناعة العودة لعملية مدريد، لعملية السلام المبنية علي قرارات مجلس الأمن وعلي مبدأ مدريد "الأرض مقابل السلام". نحن تقبلنا هذه الفكرة بخطوة إيجابية.

والعامل الثاني هو العلاقة العضوية المطلقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل. لقد خاطب الرئيس جورج بوش الإسرائيليين من منبر الكنيست قائلا: أنتم لم تعودوا ستة ملايين، أنتم الآن 300 مليون زائد ستة ملايين!.

إنطلاقا من هذه العناصر وغيرها، تري سوريا أن الراعي للمفاوضات المباشرة اللاحقة، فيما وصلنا إليها، يجب أن يكون الإداررة الأمريكية، حتي تلزم الحكومة الإسرائيلية بما سيتفق عليه، وهو إعادة الجولان المحتل كاملا إلي حضن وسيادة سوريا وبلا أي شرط.

سؤال: ما هو الجدول الزمني لهذه العملية؟.

هذه عي مسألة تفاصيل وأجندة...

سؤال: ... هل ستتم تحت الإدارة الأمريكية الحالية؟.

جواب: هذه الإدارة خلصت. وما نتحدث به اليوم هو ما بعد إنتخابات الرئاسة الأمريكية. ونأمل أن يختار الشعب الأمريكي الأدارة الأفضل للسلام والأمن والإستقرار في العالم.

سؤال: شدد مسؤلون سوريون أن المسار السوري لا يمكن أن يأتي علي حساب المسار الفلسطيني...

جواب: أصلا سوريا تعمل من أجل القضية المركزية للأمة العربية كلها، وهي القضية الفلسطينية. وأصلا لا سلام في المنطقة إلا إذا قامت الدولة الفلسطينية السيدة المستقلة، وعاصمتها القدس، وتحقق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، المتواجد منهم في سوريا نصف مليون، وحوالي 400,000 في لبنان، وما مجموعه زهاء ستة ملايين خارج فلسطين، لهم حقهم الكامل في العودة إلي وطنهم.

لذلك سوريا تعتبر أن المسارات كلها يجب أن تسير سوية، دون أن يُستفرد بمسار ويُلعب علي مسار، وتُغلب المسارات الأخري. كل المسارات يجب أن تسير متزاوية.

هناك دول عربية وقعت معاهدات لإنهاء حالة الحرب، والسلام مع إسرائيل، ومن بينها دول ذات حجم كبير في المنطقة. هل بتوقيعها هذا حل السلام بالمنطقة؟. علي العكس، (الأوضاع) تعقدت. ولذلك لا حل إنفرادي للسلام.

سؤال: بإفتراض التوصل إلي حل للجولان وليس بعد للمسار الفلسطيني، هل سينفذ؟. هل سيعلق؟. هل سيرهن بإتمام المسار الفلسطيني؟.

جواب: كله موجود في إطار. تحقيق آي نجاح علي المسار السوري أو اللبناني أو الفسطيني، لابد أن يمهد الطريق للمسارات الأخري ويعززها. ولذلك تصر سوريا علي أن التسوية في المنطقة هي التسوية الشاملة، إنجاز السلام الشامل والعادل والدائم. لن نقع في لعبة ضرب مسار بالمسار الثاني. رؤيتنا واضحة: حق الجولان، نعم، ولكن في إطار التسوية الشاملة...

سؤال: بغض النظر عن تزامن إنجازات المسارات....؟.

جواب: أبدا! لن تستطيع أي دولة التلاعب علي المسارات.

سؤال: بغض النظر عن التزامن؟...

جواب: هناك إطار، سوريا لن تكتفي بإستعادة الجولان، لأن هناك دولا عربية إستعادت أرضها المحتلة، لكنها لم تصل بالمنطقة إلي السلام الشامل والدائم والعادل.

سـؤال: ماذا عن شهر العسل الحالي بين فرنسا وسوريا؟.

جواب: هم (الفرنسييون) عادوا لنا. الرئيس (السابق) جاك شيراك تصرف مع سوريا تصرفات خرجت عن الحدود. الآن تدرك أوروبا أن من يريد تسيير عملية السلام في الشرق الأوسط، عليه أن يلتقي سوريا ويصافحها.

الرئيس بشار الأسد سيزور فرنسا في زيارة دولة يوم 12 من الشهر الجاري، ثم يحضر يوم 13 قمة الإتحاد من أجل المتوسط، وفي يوم 14 يحضر العرض والإحتفال الكبير بالعيد الوطني الفرنسي.

ما يجري الآن هو الطبيعي.

سؤال: يتكرر الحديث عن هجوم إسرائيلي أو أمريكي علي إيران، ما الذي سيحدث في هذه الحالة؟.

جواب: يقول بعض القادة في الغرب أن المسألة الإيرانية هي المسألة الأكبر في العالم. إيران دولة من الدول الحاسمة جدا في الشرق الأوسط. لديها برنامج نووي لإغراض مدنية. لم تتحدث إيران مطلقا عن سلاح نووي.

نحن في سوريا ضد الأسلحة النويية في منطقتنا وفي أي منطقة في العالم. سوريا قدمت ورقة لمجلس الأمن، لإستصدار قرار بإعتبار الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، بما فيها تلك التي تملكها إسرائيل.

برنامج إيران برنامج سلمي من أجل الطاقة النووية المدنية السلمية.

سؤال: وفي حالة هجوم علي إيران...؟.

جواب: التفكير في ضرب إيران هو تهديد لمستقبل المنطقة ولمستقبل العالم.

باهر كمال

المصدر: آي بي أس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...