محمد عمارة: علمانية عبد الرحمن الكواكبي افتراء ودعوى خطيرة

11-11-2007

محمد عمارة: علمانية عبد الرحمن الكواكبي افتراء ودعوى خطيرة

ينفي الكاتب المصري المحسوب على التيار الاسلامي محمد عمارة "تهمة" العلمانية عن المفكر عبد الرحمن الكواكبي حتى انه يراها "دعوى خطيرة" يجب عليه أن يبرئ الكواكبي منها.

وقال في مقدمة تبلغ 38 صفحة كتبها عام 2006 للطبعة الجديدة من الاعمال الكاملة للكواكبي ان "المصلح الاسلامي العظيم" الذي رحل قبل أكثر من مئة عام لم يكن رائدا للدعوة لفصل الدين الاسلامي عن الدولة وان هذا "افتراء" على الرجل الذي انحاز الى "اسلامية الدولة" على حد قول عمارة.

واستعرض في المقدمة التي حملت عنوان (الكواكبي.. هل كان علمانيا؟) ما اعتبره موقف الدين من الدولة قائلا ان الاسلام "جاء ثورة على السلطة الدينية وتحريرا للضمائر والعقائد.. والسلطة المدنية التي قررها انما هي بقرار الشرع وليست من العلمانية الثائرة ضد الشرع والدين."

وسجل اعتراضات لفكرة فصل الدين عن الدولة منها ما نشره محمد رشيد رضا (1865-1935) قائلا ان "الخليفة هو رئيس المسلمين القائم على مصالحهم الدينية والدنيوية وان كل حكومة تخرج عن طاعته الشرعية فهي منحرفة عن صراط الاسلام وان القول بفصل الحكومة والدولة عن الدين هو قول بوجوب محو السلطة الاسلامية من الكون ونسخ الشريعة الاسلامية من الوجود وخضوع المسلمين الى من ليس على صراط دينهم ممن يسمونهم فاسقين وظالمين وكافرين... ولن يعود للاسلام مجده الا باحياء منصب الخلافة واتفاق المسلمين على امام واحد."

وأصدرت (دار الشروق) بالقاهرة "طبعة (ثالثة) مزيدة في الدراسة والنصوص" يضمها مجلد عنوانه (عبد الرحمن الكواكبي.. الاعمال الكاملة) يقع في 610 صفحات كبيرة القطع.

ويشمل القسم الاول من الكتاب دراسة عن حياة الكواكبي وثقافته وأفكاره السياسية والاجتماعية والدينية أما القسم الثاني وعنوانه ( اثار الكواكبي) فيشمل نص كتابه الشهير (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) وكتاب (أم القرى) و(صحافة الكواكبي) التي تسجل كفاحه من خلال مقالاته التي نشرها في صحيفتيه الاسبوعيتين (الشهباء) و(اعتدال) إضافة الى قسم يضم صورا ضوئية لبعض أعداد الصحيفتين وبعض رسائله الشخصية.

وقال عمارة ان علاقته بالكواكبي (1854-1902) بدأت منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين حين كان طالبا بجامعة القاهرة وانه أعد الطبعة الاولى لاعمال الكواكبي وصدرت عام 1970 مشددا على أن الاثار الفكرية للكواكبي "تضعه ضمن أعلام مدرسة الاحياء والتجديد الاسلامي الحديثة التي دعت الى تجديد الدين الاسلامي لتتجدد به دنيا المسلمين" متوقفا أمام بعض من يراهم رموزا لهذه المدرسة مثل الشيخ محمد عبده (1849-1905) ورفاعة الطهطاوي (1801-1873) قائلا ان الاخير انتقد "العلمانية اللادينية وفلسفتها الوضعية".

وأضاف أن حفيد الكواكبي واسمه عبد الرحمن أيضا حدثه عن "جهود الباحث اللبناني جان داية عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي" في بحثه عن اثار مفقودة للكواكبي ثم تعارف عمارة وداية.

وبعد العثور في ألمانيا على بعض أعداد الصحف التي أصدرها الكواكبي نشر داية كتاب (صحافة الكواكبي) عام 1984 ثم أصدر عام 1988 كتاب ( الامام الكواكبي.. فصل الدين عن الدولة).

وشدد على وضوح "الفكرة المحورية الحافزة لباحث مسيحي سوري قومي" على الاهتمام بأفكار الكواكبي واثاره لاثبات علمانيته ودعوته الى فصل الدين عن الدولة وعلمنة الاسلام.

كما كرر عمارة ألفاظ "الباحث المسيحي عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي" عدة مرات في وصف داية قائلا انه يحاول اثبات علمانية الكواكبي "التي خالف فيها وبها كل العلماء وزعماء الاصلاح في الاسلام" مضيفا أن دعوى اثبات علمانية الكواكبي "ومن ثم علمنة الاسلام" ليست مجرد اجتهاد من داية "وانما هي دعوى الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيمه ومنظره أنطون سعادة (1904-1949") ولم ينس عمارة أن يقول ان داية ينتمي الى هذا الحزب.

وقال ان الكواكبي كان منحازا الى العرب "ناقدا نقدا شديدا بل وحادا للاتراك العثمانيين" وانه كان يهدف الى احياء الخلافة الاسلامية " التي طوى العثمانيون صفحتها" واعادتها للعرب واقامة "اتحاد اسلامي" تعاوني بين الدول الاسلامية.

وأضاف أن الكواكبي "قطع الطريق على أي محاولة لاتهامه بالعلمانية."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...