محور واشنطن – تل أبيب وسيناريوهات ما بعد الانتخابات الإيرانية

02-06-2009

محور واشنطن – تل أبيب وسيناريوهات ما بعد الانتخابات الإيرانية

الجمل: سيذهب الإيرانيون يوم 12 حزيران القادم إلى صناديق الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم واختيار من يتولى منصب الرئيس في إيران خلال الفترة القادمة، وحالياً برغم تعدد المرشحين، فإن الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد هو الأكثر احتمالاً لجهة الفوز في الانتخابات بما يتيح له البقاء لولاية رئاسية جديدة.
* المسرح الانتخابي الرئاسي: قائمة المرشحين:
تقول المعلومات أن مجلس الحرس الإيراني قد أعلن يوم 20 أيار 2009رسمياً قائمة المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية وتتضمن القائمة الأسماء الآتية:
• مهدي خردبي.
• كير حسين موسوي.
• محمود أحمدي نجاد.
• محسن رضائي.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الحرس الإيراني قد رفض قبول ترشيح كل من: رافات تبايات – أكبر علامي – قاسم شولي سعادي، إضافة إلى الرئيس السابق محمد خاتمي الذي سحب ترشيحه.
* رهانات المسرح الانتخابي الرئاسي: إلى أين؟
تقول المعلومات أن التنافس الانتخابي قد انحصر وبين:
• تيار الإصلاحيين ويمثله كل من مهدي خردبي ومير حسن موسوي.
• تيار المحافظين ويمثله محمود أحمدي نجاد ومحسن رضائي.
تجدر الإشارة إلى أن مفاعيل المنافسة الانتخابية ستحتدم أكثر فأكثر بين الأطراف الانتخابية وبكلمات أخرى فقد كان من المتوقع أن يتضمن سيناريو المنافسة الآتي:
• تزايد شعبية تيار الإصلاحيين لو كان في القائمة المرشح محمد خاتمي.
• تزايد المنافسة داخل معسكر المحافظين لو كان في القائمة المرشح أكبر هاشمي رفسنجاني الذي تم استبعاده من المنافسة بسبب تقدمه في السن.
بالتالي فقد أدى غياب خاتمي عن قائمة الإصلاحيين إلى ضعف موقفهم بسبب عدم وجود الشخصية القائدة التي تتمتع بالقوة الكاريزمية – الرمزية التي تؤهلها للوقوف في مواجهة مرشح المحافظين نجاد الذي يتمتع بتفوق القدرة الكاريزمية – الرمزية.
والشيء ذاته بالنسبة لمعسكر المحافظين فبرغم ترشح محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، فإنه لن يستطيع منافسة نجاد فالوحيد الذي كان قادراً على ذلك هو رفسنجاني الذي ما زال يتمتع بالشعبية القوية وسط تيار المحافظين. تشير آخر استطلاعات الرأي الإيرانية إلى أن موقف المرشحين في المنافسة بحسب مسوحات يوم أمس 1/6/2009 تشير إلى الآتي:
• 53% من الإيرانيين يؤيدون ترشيح الرئيس الحالي أحمدي نجاد.
• 36% من الإيرانيين يؤيدون مير حسن موسوي.
بسبب ضعف موقف المرشحين الآخرين فإن المنافسة الانتخابية ستكون حصراً بين نجاد وموسوي مع ملاحظة تقدم نجاد بفارق كبير يعزز الاحتمال القائل بأن الرئيس نجاد سيحصل على فرصة تجديد ولايته الرئاسية.
* محور واشنطن – تل أبيب وسيناريوهات ما بعد الانتخابات الإيرانية:
راهن محور واشنطن – تل أبيب على إمكانية أن تؤدي الضغوط إلى دفع الإيرانيين للوقوف إلى جانب الإصلاحيين ولكن ما كان مفاجئاًَ ومخيباً لآمال هذا المحور أن الإيرانيين أصبحوا أكثر دعماً وتأييداً لتيار المحافظين والسبب يتمثل في الآتي:
• تمسك الرأي العام الإيراني بأهمية المضي قماً في تنفيذ البرنامج النووي الإيراني، وقد أدت معارضة الإصلاحيين للبرنامج إلى انخفاض شعبيتهم في الشارع الإيراني.
• تزايد معاداة الرأي العام الإيراني لمحور واشنطن – تل أبيب بسبب الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان والممارسات الإسرائيلية العدوانية في الشرق الأوسط وقد أدى موقف الإصلاحيين المطالب بضرورة تقديم التنازلات لاسترضاء أمريكا وحلفائها إلى انخفاض شعبيتهم في الشارع الإيراني.
راهن الإصلاحيون على التنمية الاقتصادية في ظل تعزيز العلاقات مع أمريكا وبلدان الاتحاد الأوروبي وراهن المحافظون على بناء القدرات النووية في ظل علاقات روسيا والصين وبلدان الشرق الأوسط.
الآن بدا واضحاً أن رهان المحافظين أصبح هو الأقرب للتحقق لجهة الفوز بجولة الانتخابات الرئاسية الإيرانية الجديدة.
* سيناريوهات السياسة الخارجية والسياسة الداخلية الإيرانية القادمة:
تتفاوت التوقعات إزاء شكل السياسة الخارجية الإيرانية في مرحلة ما بعد الانتخابات وبرغم أن الرئيس نجاد سيكون باقياً في منصبه فهناك بعض الخلافات حول احتمال استمراره في نفس التوجهات، هذا ويمكن استعراض ذلك على خلفية المحددات الآتية:
• احتمالات أن يكون الرئيس نجاد قد أعد العدة لعقد صفقة أمريكية – إيرانية حول العراق وأفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، وربما الخليج العربي والشرق الأوسط وهي احتمالات ضعيفة لأن واشنطن لن تقبل بأن تقدم لإيران هذا الكم الضخم من التنازلات مقابل تنازل طهران عن برنامجها النووي.
• احتمالات أن يستمر الرئيس نجاد في موقعه المتشدد هي الأكثر إمكانية للتحقق ولكن هناك بعض التوقعات التي تفيد لجهة احتمالات أن يسعى نجاد إلى عقد صفقة تتيح الآتي:
- أن يقبل محور تل أبيب – واشنطن بالتعايش مع البرنامج النووي الإيراني على غرار اعتبارات الأمر الواقع.
- أن تتعاون طهران مع واشنطن في الملف العراقي والملف الأفغاني والملف الشرق أوسطي.
هذا، وبرغم تعدد الاحتمالات والخلافات حول مكوناتها فإن سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران ما زال يخضع لمسارين الأول يتمثل في مسار الضربة الإسرائيلية ضد إيران وهي ممكنة في ظل حكومة نتينياهو الحالية، والثاني مسار الضربة الأمريكية لإيران وهي غير ممكنة لأن الإدارة الأمريكية الحالية تعارض تنفيذ الضربة.
من الممكن أن يؤدي فشل المفاوضات الإيرانية – الأمريكية إلى سعي واشنطن من أجل فرض المزيد من العقوبات ضد طهران وتقول المعلومات أن الإدارة الأمريكية حثّت تل أبيب على لسان روبرت غيتز وزير الدفاع الأمريكي بضرورة صرف النظر عن الضربة العسكرية لأنها لن تقضي على البرنامج النووي الإيراني ولأن أمريكا لن تستطيع حماية إسرائيل من الضربات الانتقامية الإيرانية إضافة إلى أنه حتى إذا نجحت إيران في الحصول على القنابل النووية فإن العقوبات الاقتصادية والحصار الكامل بلا شك سيدفع إيران إلى تفكيك قدراتها النووية.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...