مستقبل أوربا الديني

27-11-2006

مستقبل أوربا الديني

يشهد متحف شتابفرهاوس في لينتسبورغ السويسرية، منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، معرضا حول الإيمان في حياة الإنسان. وتتناول مواد المعرض، الذي يتواصل حتى نهاية أبريل/نيسان 2007، مدى ارتباط المؤمنين بعقيدتهم وعلاقاتهم في ما بينهم ومستقبل أوروبا الديني.

وتقول مديرة المعرض ليلى هونتسيكر للجزيرة نت، إن الحديث عن الإيمان تحول إلى موضوع الساعة، ليس في سويسرا فحسب، بل أيضا في الغرب بشكل عام، وذلك بسبب ظهور العامل الديني في خلفيات الأحداث السياسية، لاسيما في الشرق الأوسط، أو في تناول ملف اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية.

- المعرض لم يكتف بتقديم المعلومات الأساسية حول الأديان أو الفرق بينها بشكل كلاسيكي، بل طلب من زواره المشاركة الفعلية فيه، عن طريق الإجابة على مجموعة من الأسئلة المهمة بعد معاينة كل مرحلة، ففي الجزء الأول يتعرف الزائر على الحقائق الأساسية عن كل دين، ثم يدون من خلال الكمبيوتر رأيه في ما قرأه، وهل يتناقض أو يتطابق مع رأيه عن هذا الدين، مع الإجابة عن مجموعة من الأسئلة بالنفي أو الإيجاب حول الإيمان في حياته اليومية.
بينما يتطرق الجزء الثاني إلى التطبيق العملي للأديان، فيرى الزائر تسجيلا لمناسك الحج والصلاة والاحتفال بشهر رمضان، ومشاهد من صلوات المسيحيين في مناسباتهم، واليهود في طقوس سبتهم، والبوذيين في تأملاتهم، ثم يصل في آخر أجزائه إلى مقاطع تم تركيبها بالفيديو، تضع احتمالات عدة لمستقبل الإيمان في أوروبا وخريطتها الدينية المتوقعة.
وتشير النتائج الأولية التي رصدها الحاسوب لمداخلات الزائرين في الشهر الأول من المعرض إلى أن هناك اهتماما كبيرا بالإيمان، ولكن مع اختلاف واضح في الشعور به وتطبيقه. 
أما الخريطة الدينية لأوروبا فستكون، وفقا لتوقعات الخبراء المكلفين بالمعرض، على الأرجح واحدا من 3 احتمالات، فإما عودة تدريجية إلى الإيمان المستند إلى التعاليم الدينية، كرد فعل تلقائي للحفاظ على الهوية الأوروبية من التيارات الوافدة على القارة من مسلمين وهندوس وبوذيين، أو انتشار الإسلام تدريجيا كنتيجة طبيعية لتزايد أعداد المسلمين المقيمين في أوروبا، إذ إن نسبة المواليد في الأسر المسلمة في الغرب تعادل 3 أضعاف مثيلتها لدى غير المسلمين.

أما الاحتمال الثالث والأخير فربما يكون قبول المجتمع الغربي بالتعددية الدينية وتلاشي الزعم القائل بأن أوروبا قارة مسيحية فقط.

- وتضيف مديرة المعرض "باستثناء مداخلات المسلمين، فإن 77% من الزوار أقروا بأنهم يؤمنون، كل على طريقته، ولكنهم يرفضون مفهوم الربوبية والألوهية، بل ينسبون إيمانهم إلى قوة عظيمة هي التي تنظم ما يعتبرونه خوارق طبيعية مثل اختلاف الليل والنهار ودورة الحياة، ويبحثون عن فلسفة الوجود والهدف منه في كتابات المفكرين".
ويعتقد بعض المحللين الاجتماعيين أن اهتمام المسلمين بدينهم وتمسكهم بهويتهم ودفاعهم عنها، من بين الأسباب التي دفعت غير المسلمين إلى البحث عن معنى الإيمان، ويؤكدون أنها بادرة طيبة من شأنها أن تساعد على العثور على القواسم المشتركة بين من يحترمون الإيمان ويثمنون دوره في الحياة.
ويضع المعرض صورة بيانية تقريبية لشخصية "المؤمن" بواسطة الكمبيوتر، بعد تحليل البيانات الأساسية عن كل دين والربط بينها، فهو يجب أن يكون عقلانيا ومنطقيا، منفتحا على الآخرين ومتسامحا، يسعى للتطوير ويثق بأن مصدر طاقته تنبع من إيمانه، ويرسمها الحاسوب على شكل سداسي متساوي الأضلاع، ومع إجابة كل زائر على الأسئلة المطروحة عليه خلال المعرض، يمكنه في النهاية أن يرى الفرق بين صورته الإيمانية الخاصة والشكل المثالي الذي وضعه الكمبيوتر. 

تامر أبو العينين

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...