مستقبل القيادات الفلسطينية: الكرفتة بدل الحطة

09-12-2007

مستقبل القيادات الفلسطينية: الكرفتة بدل الحطة

كشفت مصادر غربية رفيعة المستوى، عن وجود دعم أوروبي  أمريكي لنشوء نماذج قيادية جديدة في النظام السياسي الفلسطيني بحيث تكون قادرة على إدارة أوضاع الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية بطريقة مغايرة عن النماذج القيادية التي قادت الثورة الفلسطينية على مدار عقود من الزمن.

وتستند الرؤية الأمريكية  الأوروبية في دعم تبديل النماذج القيادية الفلسطينية، إلى مفهوم استبدال الحطة وكل ما تعنيه من رمزية للثورة والقيادات الفلسطينية التي انخرطت فيها ب”الكرفتة” والتي تعكس إلى حد كبير نموذجا قياديا حديثا وعصريا قادرا على التعامل بمرونة مع متطلبات العصر وتكريس حكم الاقتصاد، بدل القيادات التي أدارت حكم الفلسطينيين بطريقة عشوائية وعبر قوة السلاح او عبر ديمقراطية البنادق كما كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يفاخر بها.

وأكد مسؤول أوروبي رفيع المستوى ل”الخليج”، وجود توافق أوروبي  أمريكي يدعم وصول نماذج قيادية عصرية لقيادة السلطة الفلسطينية وإدارة أوضاع الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، موضحا ان هذا الموقف يستند إلى ان عهد “الطخطخة” بات في طريقة للانتهاء ويجب دعم نشوء قيادات ليبرالية جديدة وتمكينها في النظام السياسي الفلسطيني.

ويتضح من حديث ذلك المسؤول الأوروبي انهم يتابعون تطورات الأوضاع الفلسطينية الداخلية ويرصدونها بعناية فائقة ويدعمون كل خطوة باتجاه تمكين النماذج القيادية التي بدأت تلعب دورا مؤثرا في إدارة الحكم في السلطة الفلسطينية، وقال “نحن نريد وندعم بروز قيادات جديدة لديها القدرات والمهارات القيادية في مجال السياسة والاقتصاد وتحظى بمصداقية في أوساط الفلسطينيين”.

التوجه الأمريكي الأوروبي لم يكن وليد الحالة الفلسطينية القائمة، بل برز في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حينما كان محاصرا في مقر المقاطعة برام الله، حيث جرت ممارسة ضغوط كبيرة عليه من اكثر من جهة أمريكية وأوروبية وحتى فلسطينية داخلية للقبول بتغيير بعض النماذج القيادية في السلطة وإفساد الطريق لتولي قيادات جديدة مهام وزارية في الحكومة حينها، حيث استجاب الراحل عرفات بحذر شديد لبعض تلك الضغوط وقبل بتشكيل حكومة “تكنوقراط” أبقاها تحت مراقبته وسيطرته.

ويحظى موضوع تغيير النماذج القيادية الفلسطينية الجديدة، بدعم الرئيس محمود عباس مباشرة حيث يقول مقربون منه، إن عباس يدعم بشدة الخصخصة وبناء المؤسسات وفق منظور علمي ومهني ويسعى جاهدا للانطلاق نحو المأسسة تمهيدا لمرحلة ما بعد الدولة، واتضح ذلك منذ انتخابه رئيسا للسلطة حيث باشر بإحداث تغيير جوهري في بنية مؤسسة الرئاسة أولا، ودعم بشكل مباشر تشكيل حكومة بمشاركة نماذج قيادية جديدة خاصة في أعقاب أزمة تشكيل حكومة حماس وانهيار حكومة الوحدة.

يقول عضو اللجنة التنفيذية ل (م.ت.ف)، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبدالرحيم ملوح ل”الخليج”، نلمس وجود مؤشرات واضحة على وجود مثل هذا المخطط منذ فترة طويلة، ولكن المفصل الرئيسي يكمن بالأساس بمدى تأييد الشعب لأية نماذج قيادية جديدة. ويتفق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، داوود تلحمي، حول إمكانية العمل من جانب الولايات المتحدة و”اسرائيل” على وجه الخصوص لاحلال قيادات بديلة بما يساعد في تمرير مخططاتها، ويرى ان المؤشرات باتت جلية باتجاه اعتماد نماذج اقتصادية وأكاديمية لإدارة شؤون السلطة.

وفي وقت يؤيد النائب د. مصطفى البرغوثي، وجود مثل هذه المساعي إلا انه يرفض ربط الكرفتة بالموضوع، وقال “هناك الكثيرون ممن يلبسون الكرفتة ولكنهم مناضلون حقيقيون، وليس كل من يرتدي الكرفتة يكون متناسقاً مع التوجهات الأمريكية أو الأوروبية أو حتى الإسرائيلية”.

منتصر حمدان

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...