مشردو نيويورك: الشارع أفضل‎

14-01-2016

مشردو نيويورك: الشارع أفضل‎

تمضية الليلة في الشارع في نيويورك، خلال فصل الشتاء، تجربة صعبة، لكن العديد من المشردين غير واهمين إزاء الجهود المبذولة لتسوية هذه المشكلة، ويرفض بعضهم حتى الإقامة في مراكز استقبال ويقارنونها بـ"السجون".
يقدر عدد المشردين، بين ثلاثة إلى أربعة آلاف، يفترشون الأرض في الحدائق العامة، ومحطات المترو والقطارات، أو قرب باب في مدينة تضم أكبر عدد من أصحاب المليارات في العالم بحسب مجلة "فوربس".
وأصبحت هذه المسألة محرجة سياسياً بالنسبة إلى رئيس بلدية المدينة الديموقراطي بيل دي بلازيو الذي أعلن مكتبه الإثنين، أنه سيستثمر ثمانية ملايين دولار، لفتح ثلاثة مراكز استقبال جديدة، يمكن للمشردين استخدامها للاغتسال والأكل وتلقي العلاج والتدفئة.رجل بلا مأوى يستريح في الشارع في مدينة نيويورك
وطلب حاكم الولاية أندرو كوومو، الذي يقيم علاقات متوترة مع رئيس البلدية، مطلع الشهر الحالي، أن يلجأ المشردون إلى مراكز الاستقبال، عندما تتدنى درجات الحرارة تحت الصفر.
ونجحت رئاسة البلدية، الأسبوع الماضي، في توجيه 97 شخصاً إلى مراكز الاستقبال في ليلة شديدة البرد.
وأكّد أيدي (61 عاماً) لوكالة "فرانس برس"، وهو يتكىء إلى عصا أنّ "هناك الكثير من الأشخاص لا يحبون الملاجىء".
وأضاف: "عندما تصلون إلى الملجأ، يعاملونكم وكأنكم في سجن. سيبدأون بتفتيشكم جسدياً".
ودان مراقب نيويورك المالي سكوت سترينغر، الشهر الماضي، "الشروط المريعة" في البنى التحتية التي تستقبل أسر المشردين، مشيراً إلى وجود فئران.
وإضافةً إلى الأشخاص الثلاثة إلى أربعة آلاف، الذين يعيشون في الشوارع، تعد نيويورك 60 ألف مشرداً تستضيفهم المدينة بينهم أكثر من 23 ألف طفل ضمن أسر. وهذا رقم قياسي منذ الثلاثينات، وفقاً لبعض الخبراء، مع سبعة آلاف شخص إضافي خلال عامين.

ملاجىء قذرة يسودها العنف
 ورأى إيدي أنه "بدلاً من بناء فنادق لاستقبال السياح، يجب أن تستقبل هذه الأبنية المهجورة المشردين"، مشيراً إلى مبان قديمة.
وأكّد مشرّدون، أنهم يكرهون الملاجىء لأنها قذرة ويسودها العنف.
ولم يتمكن العسكري السابق والجد تروي، البالغ 48 عاماً من العمر، من النوم في هذه الملاجىء منذ أكثر من عام. ويجلس على صندوق بلاستيكي فوق شبكة تهوية تمنحه القليل من الحرارة.
ورأى بأن الملاجىء "أشبه بالسجون". وأضاف: "هناك الكثير من المواقع كهذا المكان"، وهو يحاول تدفئة يديه فوق شبكة التهوية. وتابع: "أذهب إلى الملجأ لألتقي صديقي عندما أتمكن من الاستحمام، أو أذهب إلى المركز الاجتماعي وأستحم".
وأوضح داشون براون (38 عاماً) لـ"فرانس برس"، معلقاً على أسوأ تجربة له في مركز استقبال: "تشاجرت مع شخص وتجمعوا ضدي وتعرضت للضرب". ويحتمي من البرد في محطة بن ستايشن. وبراون طويل القامة وأسنانه غير سليمة، وكان يشوي شرائح من اللحم عندما كان مراهقاً ولم يعد يعمل مذذاك.
وأعلنت رئاسة بلدية نيويورك، عن سلسلة تدابير في الأشهر الأخيرة، بعد أن أعرب رئيس البلدية عن تصميمه على "عكس ظاهرة" المشردين.
وأكدت رئاسة البلدية، أنها ساعدت 22 ألف شخص على مغادرة الملاجىء، ووسعت الخدمات المتوفرة لمساعدة 91 ألف نيويوركي إضافي.
لكن رئيس البلدية، أكد أن المشكلة تعود إلى 30 أو 40 عاماً، وأن المعركة لن تكون سهلة.
واعتبر عضو مجلس البلدية الديموقراطي كوري جونسون، أن "رئيس البلدية ليس مسؤولاً عن هذه الأزمة"، وأكّد أنّ "هذه الإدارة ورثت أوضاعاً يرثى لها".
لكن تروي سئم. ويريد العودة إلى شيكاغو، حيث لديه أقارب، واقترح صديق أن يدفع له بطاقة السفر.
وأضاف "أن المعيشة هنا غالية وعلي أن أكسب 20 دولاراً على الأقل في الساعة، إذا توظفت فقط لأدفع الإيجار".


 (أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...