مشفى يتسبب بوفاة مريض لعدم سداد كامل أجرة العملية

02-12-2010

مشفى يتسبب بوفاة مريض لعدم سداد كامل أجرة العملية

أثارت حادثة وفاة المواطن محمد ياسر. رجب البالغ من العمر 48 سنة صباح 20/11/2010- . وهو اليوم الخامس لعيد الأضحى المبارك في أحد المشافي الخاصة قبل إجراء العمل الجراحي الذي يحتاجه بالسرعة الكلية رغم قيام ذويه بتأمين المطلوب له من كميات الدم اللازم والبلازما ودفعهم سلفة من أجور العملية مقدماً- أثارت حفيظة الكثيرين في حلب وأهل المريض وذويه الذين حملوا المشفى ا والدكتور الجراح ح. ك والطاقم الطبي المعني مسؤولية الوفاة، معتبرين أنها حصلت بسبب التباطؤ والتأخير بإجراء العمل الجراحي المطلوب مدة 15 ساعة للضغط عليهم لدفع كامل المبلغ المطلوب، وبسبب طلب أهل المريض استشارة طبيب قلبية آخر معروف من قبلهم. ‏

أهل المتوفى قاموا بزيارة مكتبنا في حلب وشرحوا لنا ما تعرضوا له والمريض من ظروف وإشكالات في المشفى قبل حصول حادثة الوفاة، مطالبين بنشر الموضوع والتحقق من أقوالهم وادعائهم لمحاسبة المتسببين بوفاة هذا الرجل الأب لطفلتين صغيرتين لاتزالان بعمر الورود. ‏

تسلخ الشريان الأبهري ‏
وقال السيد عمار رجب شقيق المتوفى، إنه بتاريخ يوم الجمعة 19/11/2010 وهو اليوم الأخير لعيد الأضحى المبارك تعرض شقيقهم محمد ياسر وقت الظهيرة لآلام صدرية شديدة راجع بعدها أحد الأطباء في عيادته. وبعد إجراء عمليات الفحص والاستقصاءات والتصوير الطبقي المحوري تبين أنه مصاب بحالة (تسلخ الشريان الأبهري) التي تستدعي إجراء العمل الجراحي السريع له. ‏

‏ العملية بأسرع ما يمكن ‏
وأضاف: وبتوجيه وتوصية من الدكتور المشار إليه توجه شقيقنا إلى المشفى حيث تم قبوله فيها بعد دفع سلفة مبدئية في الصندوق مقدارها 310 آلاف ليرة سورية وتزامن ذلك مع وصول الدكتور الجراح ح.ك الذي أقر بأن الحالة المرضية هي فعلاً حالة (تسلخ أبهري صاعد) وأن ذلك يستدعي عملاً جراحياً فورياً (وخلال نصف ساعة) وإلا المريض سيفقد حياته إذا لم تتم هذه الجراحة بالسرعة الكلية مبيناً أن تكاليف هذه العملية تصل إلى 400 ألف ليرة سورية تدفع في صندوق المشفى مقدماً وتتطلب تأمين ستة أكياس من الدم وست وحدات بلازما. ‏

المال أولاً ‏
ونظراً إلى أن هذا اليوم هو الجمعة وهو اليوم الرابع لعيد الأضحى ولا توجد لدينا سيولة مالية تكفي لتسديد المبلغ المطلوب الـ400 ألف ليرة سورية فقد طلبت والدتنا من الدكتور ج.ت صاحب المشفى القبول بمبلغ السلفة المدفوع 310 آلاف ليرة سورية إلا أنه رفض وبشكل قطعي وجازم إلا أن يتم تسديد كامل المبلغ المطلوب قبل أن يقوم المشفى بأي إجراء تجاه المريض. ‏

وهنا طلبنا من إدارة المشفى الموافقة لنا على إحضار طبيب قلبية من قبلنا للاستشارة ولم يعترض وتكثفت وتسارعت جهودنا لتأمين المال المطلوب حيث استطعنا تأمينه عند حوالي الثانية صباحاً إضافة إلى تأمين 4 أكياس من الدم وستة أكياس من البلازما عندها طلبنا من المناوبين الليليين الاتصال بالدكتور ح.ك للحضور لإجراء العمل الجراحي المطلوب تنفيذه بالسرعة الكلية إلا أن المناوبين رفضوا الاتصال به بذريعة أنه أمرهم ألا يتصلوا به حتى الساعة الثامنة صباحاً. ‏

‏ التأجيل الأول ‏
ويقول شقيق المريض: كانت الساعات تمر علينا وعلى المريض طويلة وصعبة وكنا كلما لاحظنا أن المريض يتعرض للآلام المبرحة نطلب من الطبيب المقيم الاتصال بالدكتور ح.ك أو بالكادر الطبي الجراحي ويقول لنا أنهم أعطوه إبرة مورفين وأن طاقم التخدير غير جاهز حالياً ولا يمكن إحضاره في هذا الوقت المتأخر من الليل، وأبلغونا تأجيل العمل الجراحي إلى الساعة الثامنة صباحاً، ولم نفهم أسباب هذا التأجيل؟! ‏

‏ تدهور حالة المريض ‏
وبعد الساعة 3 صباحاً بدأت حالة مريضنا بالتدهور وأصبح يعاني من آلام شديدة لا تطاق إلى أن وصلنا إلى الساعة الثامنة صباحاً، وعندها طلبنا منهم إعداد المريض للعملية فأبلغونا بأن غرفة العمليات قد شغلت من قبل مريض آخر!! وصرنا نتساءل: لماذا يعاملوننا بهذا الشكل.؟! ‏

‏ التأجيل الثاني ‏
وبعد إلحاح منا على العاملين في قسم الاستعلامات للاتصال بالدكتور ح.ك عند الساعة الثامنة والنصف أبلغونا بأن العمل الجراحي قد تأجل إلى الساعة الثانية بعد الظهر فصرنا نبحث عن سبب مقنع لهذا التأجيل وخاصة أن الدكتور ح.ك نفسه كان قد ذكر لنا بعد اطلاعه على حالة المريض أن العمل الجراحي يجب أن يتم بأسرع وقت ممكن وخلال مدة لا تتجاوز نصف ساعة مع الإشارة إلى أنه تم تسديد كامل المبلغ المطلوب لدى محاسب المشفى بموجب إيصالات مع تأمين كمية الدم المطلوبة أيضاً فكيف يتم التأجيل لمرتين متتاليتين؟؟ ولم نجد تفسيراً لذلك سوى أن الدكتور ح.ك قد بيت ذلك في نفسه لأننا طلبنا استشارة طبيب القلبية الدكتور مازن أشرم ولهذا صار يسوف ويؤجل الساعة بعد الأخرى، إلى أن يعتذر الدكتور مازن عن الحضور والدخول إلى غرفة العمليات. ‏


وفاة المريض ‏
وعند الساعة الثانية عشرة ظهراً ازرق وجه أخينا المريض وانتفخ بشكل مخيف ثم فارق الحياة. ‏

‏ مع صاحب المشفى ‏
الدكتور ج.ت صاحب المشفى قال: دخل المريض محمد ياسر الرجب إلى المشفى الساعة 9.15 من مساء يوم 19/11 وشوهد من قبل الدكتور ح.ك الذي طلب له إجراء تداخل جراحي نتيجة إصابته بحالة التسلخ الأبهري وتبين أن الأهل قد فوجئوا بالعمل الجراحي المطلوب، وأنهم غير مستعدين له، حتى إن والدة المريض طلبت من الدكتور ح.ك تأجيله لمدة يومين أو ثلاثة، لكن الدكتور ح.ك أفهمهم بأن العمل يجب أن يتم بأسرع وقت ممكن ولا داعي لضياع الوقت الذي يجب كسبه لتحضير المريض للعمل الجراحي من جميع النواحي وضرورة تأمين الدم بكميات كبيرة لكننا وجدنا أن الأهل غير جاهزين لهذا العمل وهم مترددون. ‏

طلب أجور العملية ‏
بعد ذلك ومصادفة التقيت شقيق المريض السيد أنس رجب في بهو المشفى بحضور الدكتور ح.ك وطلبنا منه دفع سلفة العمل الجراحي البالغة نحو 400 ألف ليرة سورية وسرعة تأمين الدم اللازم حيث تم اسعاف المريض إلى الجناح المختص وقدم له الدواء المناسب بعد استشارة اختصاصي التخدير واتفق الجميع على اجراء العمل الجراحي عند تأمين الدم اللازم وتجهيز المريض للعمل الجراحي وكذلك طلب أهل المريض استشارة للدكتور مازن أشرم فوافقنا عليها وحضر إلى المشفى الساعة 11.30 ليلاً وبعد زيارته للمريض تحدث مع الدكتور ح.ك وأقر بضرورة إجراء العمل الجراحي بعد تأمين مستلزماته. ‏

الموعد المقرر للعملية ‏
وتم تحديد اليوم الثاني الساعة الثانية بعد الظهر لإجراء العملية المطلوبة وقد قام الأهل في الليلة نفسها بدفع سلفة للمريض مقدارها 310 آلاف ليرة سورية وأحضروا كمية من الدم لكنها غير كافية للعملية لان هذا النوع من العمليات يتطلب حداً أدنى يتراوح ما بين 6-10 أكياس من الدم في حين أخبرنا الطبيب المقيم ان الدم الذي أحضر هو 4 أكياس فقط وهذا غير كاف، فقال له الدكتور ح.ك: لا يمكن فتح الصدر إلا بوجود كامل كمية الدم اللازمة، مع كمية احتياطية كون العملية هي ام دم أبهريه متسلخة وقد ينفجر الصدر عند فتحه ويسبب نزيفاً كبيراً يؤدي أحياناً إلى الوفاة على طاولة العمليات ولهذا نطلب عادة من أهل المريض دماً احتياطياً، فقرر أهل المريض الذهاب إلى محافظة إدلب لجلب الكمية الكافية من الدم المطلوب. ‏

الدم المطلوب ‏
وعند صباح اليوم الثاني لدخول المريض رجب المشفى وهو يوم السبت 20/11 وأثناء وجود الدكتور ح.ك في غرفة المحاسب دخل شقيق المريض ودفع بقية السلفة المطلوبة ووجه سؤالاً عن سبب تأخير العملية هل كان بسبب مادي أم لشيء آخر؟ فأجابه المحاسب: لقد أدخلنا مريضكم المشفى وتم تقديم الإسعاف اللازم له دون أن نطلب منكم سلفة في بادئ الأمر، والتأخير لم يتوقف على المادة بل على تأخير تأمين كمية الدم اللازمة لإجراء العمل الجراحي والكمية التي أحضرتموها غير كافية. ‏

‏ المعالجة بالمسكنات ‏
وجواباً على سؤالنا عن أسباب تدهور حالة المريض بعد أن كانت مستقرة قال الدكتور ج.ت: لقد تمت مراقبته أثناء وجوده في الجناح بشكل جيد لكنه بدأ يشكو بعد الساعة 9 من صباح يوم السبت 20/11 من ألم بسيط جداً ما لبث أن ازداد هذا الألم عند الساعة 10 وأصبح شديداً ما دفع المعني لإعطائه إبرة مورفين عيار 2 ملغ ثلاث مرات، مع العلم أن مرض تسلخ الأبهر يترافق عادة بألم شديد جداً وعند الساعة 10.5 اتصل السيد جبارة بالدكتور ح.ك وأبلغه بتطور حالة المريض فأشار عليه أن يعطيه المسكنات الإضافية ريثما يتم إحضار الدم. ‏

ختام المسرحية ‏
ويختم الدكتور ج.ت بالقول: وعند الساعة 11 صباحاً أحضر الأهل كيسين من الدم المطلوب وتم استلامهما من قبل المخبرية لإجراء تحاليل التصالب المطلوبة عليها لكن المريض قد توقف قلبه وتنفسه عند الساعة 12 وجرت محاولة إنقاذه وإنعاشه فوراً من قبل الطبيب في العناية المشددة مع محاولة تنبيهه وإجراء الصدمات الكهربائية له لكن من دون استجابة حيث حصلت الوفاة. ‏

بعدها أخذ المرافق كمية الدم الموجودة في المخبر وهي 6 أكياس وقال للمخبرية: إن المريض قد توفي ولا حاجة لإكمال عملية التصالب. ‏

‏ الدكتور ح.ك ينفي ‏
وجواباً على سؤالنا للدكتور ح.ك: لماذا أجل العمل الجراحي للمريض وهل كان بسبب طلب أهله استشارة للدكتور مازن أشرم، قال: لقد اتصل معي الدكتور مازن أشرم حوالي الساعة 11 من ليلة 19/11 وأبلغني بأن أهل المريض يرغبون باستشارته وسألني إن كان لدي مانع لذلك... فأجبته أن لا مانع لدي أبداً من استشارته ووجوده ومشاركتي معه. وفعلاً حضر الدكتور مازن الساعة 11.5 وبعد فحصه للمريض طلب مني الإذن لحضور العملية واتفقنا مادام وضع المريض مستقراً أن يتم العمل الجراحي الساعة الثانية من يوم السبت 20/11/2010. ‏

موافقة الأهل ضرورية ‏
وجواباً على سؤالنا للدكتور ج.ت: هل سبب تردد أهل المريض أمامكم بإجراء العملية يقف وراء قراركم تأجيلها لليوم الثاني، أم أن سوء حالته الصحية والإسعافية يستدعي ذلك، قال: تتم عادة تأخير العمل الجراحي إذا لم يوافق الأهل على إجراء العمل المطلوب أولاً: وثانياً يتم تأخير العمل الجراحي إذا كان طلب من الأهل تأمين مستلزمات العملية كالدم أو البلازما ولم يحضروها. ‏

ومعروف لدى الجميع أن الدم موجود حصراً في بنك الدم لإجراء الفحوص الطبية عليه، وممنوع على المشافي إجراء عمليات سحب الدم من المواطنين وإعطائه إلى المرضى مباشرة نظراً لخطورة هذا الأمر وامكانية تعرض الدم للتلوث ووجود إصابات مرضية خطيرة في بعض الأحيان. ‏

الوفاة
وجواباً على سؤالنا: بماذا تلخص أسباب حصول الوفاة للمريض؟ ‏

قال: إن نسبة حصول الوفيات في مثل هذه الحالة عالية جداً في الدول المتقدمة وتصل إلى نسبة 50% ومنهم من يتوفى قبل أن يصل إلى المستشفى و25% يتوفى أثناء التحضير. ‏

وجواباً على سؤالنا: متى بدأت حالة المريض تتدهور حسب الطبلة لديكم.؟ ‏

قال: بدأت حالة المريض تتدهور بعد شكايته من تصاعد الألم لديه تدريجياً عند الساعة 10 صباح السبت 20/11/2010 حيث أعطي المورفين مع استمرار حالة العلامات الحيوية.. وعند الساعة العاشرة والنصف ازداد الألم لديه ولم تكن لدينا كمية الدم اللازمة لبدء العملية.. وعند الساعة 11 أحضر الأهل كيسين من الدم من محافظة إدلب وعند الساعة 12 حدثت لدى المريض حالة توقف القلب ونقل إلى العناية المشددة حيث توفي حوالي الساعة 12.30 رغم محاولة إنعاشه من قبل الطبيب الاختصاصي بوساطة التنبيب الرغامي والصدمات الكهربائية للقلب واتخاذ كل ما يلزم من آليات الإنعاش لكن الأجل المحتوم قد حل. ‏


المفاجأة ‏
ورغبة منا بتدقيق المعلومات وإجراء التقاطعات اللازمة عليها، اتصلنا هاتفياً بالدكتور مازن أشرم واستعلمنا منه عن كل التفاصيل التي حدثت معه بخصوص هذه الحادثة سواء لجهة طلب أهل المريض استشارته أو لجهة اتصاله بالدكتور ح.ك حيث تطابقت جميع المعلومات التي ذكرها الدكتوران ج.ت والدكتور ح.ك، لكن المفاجأة كانت عندما نفى الدكتور مازن أشرم علمه بما ذكره لنا كل من صاحب المشفى والدكتور الجراح عن تحديد وقت الساعة 2 من يوم السبت تاريخ 20/11/2010 لإجراء العمل الجراحي بناء على حالة الاستقرار التي وجداها لدى المريض، ثم تعرضه لحالات الألم الشديد الذي أصابه وإعطائه ابر المورفين ما يؤكد شبهة أهل المريض حول امتعاض الدكتور ح.ك من عملية استشارة الدكتور مازن أشرم ورغبته بمشاركته في العمل الجراحي للمريض ثم تأجيله الموعد المقرر بحجة عدم تأمين الدم الذي أحضره الأهل للمشفى عند الساعة الثامنة صباحاً وأن قرار التأجيل لم يكن بسبب نقص الدم فقط. ‏

إننا لن نمارس هنا دور الحكم والقضاء أو التأكيد أو النفي بصحة أو عدم صحة أقوال أي جهة كانت ونترك للقراء الأعزاء التحليل وإقرار الحقيقة. ‏


عز الدين نابلسي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...