معارك البارد تدخل شهرها الثالث

21-07-2007

معارك البارد تدخل شهرها الثالث

بعد مواجهات عنيفة استمرت طوال الأسبوع الماضي داخل مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، وخصوصا في ما اصطلح على تسمية “المربع الآمن” الذي لا يزال يتحصن فيه من بقي من مسلحي “فتح الإسلام” الذين واصلوا أمس إطلاق صواريخ كاتيوشا على قرى وبلدات مجاورة، لف أمس هدوء حذر محيط المخيم، وواصل الجيش اللبناني استقدام تعزيزات إضافية إلى مواقعه في محاور الجبهة، ودعا مجددا عناصر “فتح الإسلام” إلى تسليم أنفسهم في انتظار ما بات مراقبون كثيرون يجمعون على أنه التمهيد لإنهاء المرحلة الأخيرة من معركة “تطهير” مخيم نهر البارد من مسلحي “فتح الإسلام”، أي في انتظار إطلاق ساعة الصفر لإنهاء هذه المعارك التي دخلت شهرها الثالث، وكانت قد اندلعت في 20 مايو/ أيار الماضي. وتسببت حتى الآن في مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم 111 جنديا من الجيش اللبناني.

وفي انتظار ذلك، وفيما لا يزال عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين يعانون أوضاعاً صعبة في مخيمات النزوح في نهر البارد أو برج البراجنة، حلق أمس طيران “إسرائيلي” في أجواء مخيم نهر البارد وأجواء عكار، على علو متوسط. في وقت سيطر أمس الهدوء الحذر على محاور المواجهات في عمق مخيم نهر البارد القديم، وكانت تقطعه بين حين وآخر رشقات المدافع الرشاشة، لا سيما عند محور مركز الشفاء والمحيط الجنوبي لمجمع ناجي العلي الطبي ومبنى التعاونية، حيث القسم الأكبر من مسلحي “فتح الإسلام” ومسانديهم.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أمس أن محاور الجهة الجنوبية الغربية للمخيم شهدت مناوشات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، بعد أن كانت وحدات الجيش قد تمكنت من إحراز تقدم في اتجاه المدخل الرئيسي للشارع العام، متجاوزين مبنى الصاعقة في اتجاه الشمال، والسيطرة على محيط المدافن القديمة عند المدخل الجنوبي للمخيم عند الواجهة البحرية الغربية.

وأضافت الوكالة أن الجيش بات يحكم السيطرة بالنار على القسم الأكبر من الجيوب التي ما زالت العناصر المسلحة تتحصن فيها في محيط مركز الشفاء عند الجهة الشرقية الشمالية للمخيم، والمواقع العسكرية التي كانت للفصائل الفلسطينية عند الواجهة البحرية الجنوبية، وأخلتها قبيل الانسحاب الأخير لعناصر هذه الفصائل، لا سيما مواقع الجبهتين الشعبية والديمقراطية والقيادة العامة، وهي مواقع محصنة ومجهزة وفيها مخابئ تحت الأرض أعدت لمواجهة غارات الطيران الحربي، ومنها يطلق المسلحون الصواريخ في اتجاه المناطق السكنية اللبنانية المحيطة بالمخيم، في عكار أو المنية ودير عمار وبعض قرى الضنية. وما زال المسلحون يتحصنون في جيوب في الجهة الشرقية للشارع الرئيسي للمخيم القديم، حيث يشنون هجماتهم في اتجاه مواقع الجيش.

وذكرت الوكالة أنه سُمع الليلة قبل الماضية وصباح أمس أصوات مكبرات الصوت للجيش اللبناني تدعو فيها المسلحين إلى الإفراج عن المدنيين الذين لا يزالون داخل المخيم، ومنهم عائلات المسلحين، وحملتهم مسؤولية عائلاتهم ونصحتهم بالاستسلام للجيش. وواصل الجيش أمس استقدام تعزيزات إضافية إلى محاور المواجهات، استعدادا على ما يبدو لإنهاء المرحلة الأخيرة من أزمة مخيم نهر البارد منذ بدء المعارك في 20 مايو/ أيار الماضي، حيث بدأت أمس شهرها الثالث، وقضى فيها 111 جنديا من الجيش اللبناني، ونحو مائة من مسلحي “فتح الإسلام” والمدنيين.

وكان الجيش قد أعلن أن ما يعيق تقدمه السريع في المعارك استخدام مسلحي “فتح الإسلام” عائلاتهم، وبينهم نحو 20 امرأة و45 طفلا، كدروع بشرية، بعد أن كان قد تم إخلاء جميع سكان المخيم تقريبا البالغ عددهم نحو 31 ألف نسمة.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...