موسكو تقتل أمير الكومندوز وآخر زعماء الثوار الشيشان

11-07-2006

موسكو تقتل أمير الكومندوز وآخر زعماء الثوار الشيشان

الجمل : قتل زعيم الثوار الشيشان شامل باساييف ليل الاحد الاثنين في عملية خاصة في القوقاز كما افاد مدير الاستخبارات الروسية نيكولاي باتروشيف الذي اوردت تصريحه وكالة انترفاكس الروسية للانباء. واوضح باتروشيف خلال لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان شامل باسييف 41" عاما "الذي يقف وراء سلسلة من الهجمات في السنوات الاخيرة في روسيا قتل مع عدة مقاتلين اخرين "عندما كانوا يعدون لاعتداء في انغوشيا" . ونقلت الوكالة عن باتروشيف قوله لبوتين ان باساييف الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على مدرسة في بيسلان عام 2004 والذي قتل خلاله اكثر من 330 نصفهم أطفال وعن سلسلة من الهجمات الاخرى لقي مصرعه هو ومقاتلون شيشان اخرون.
وقال قائد الامن الروسي ان باساييف كان يخطط لشن هجوم ارهابي في جنوب روسيا ليتزامن مع استضافة البلاد لقمة مجموعة الثماني التي يحضرها زعماء العالم مطلع الأسبوع القادم. وذكرت وكالات انباء روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ باتروشيف عقب سماعه نبأ مقتل باساييف أن قتله على أيدي قوات الامن الروسية "جزاء استحقه" .

أما انصار شامل بساييف فيرون فيه مناضلاً ثائراً عرفته الجبال الشيشانية وعرفها, مقاتلاً عنيداً ضد الوجود الروسي الإحتلالي لبلاده ،  وقد كان قائد فرق كوماندوز تثير الرعب قبل أن تبلغ طلائعها الميادين. قائد يعترف له خصومه بالمهارة والفدائية وإن وصموه بالإرهاب,  فهو زعيم فريد يأخذ بألباب أعدائه كما أنصاره سواء بسواء. حياته القصيرة  كانت حافلة بالأحداث  وتثير العجب  حيال  المناصب العديدة التي تقلدها وعمليات كثيرة أشرف عليها, فهو عسكري من الطراز الأول يفر دوماً من المناصب السياسية التي تلاحقه أنى ذهب.  في قرية فيدينو جنوب شرق الشيشان المعروفة بنضالها ومشاركة أهلها المعروف في المقاومة الشيشانية ولد باساييف في العام 1965, وقضى سني الطفولة, ثم انتقل إلى موسكو حيث تخرج فيها من معهد الهندسة أوائل التسعينات بعد أن انتسب إليه في العام 1987, وبعده انتقل إلى الجيش السوفيتي ليؤدي الخدمة العسكرية فيه, وبعد قليل غادر إلى بلاده بعد إعلان الرئيس الشيشاني الراحل الجنرال جوهر دوداييف عن استقلالها عن الجمهورية الروسية في أعقاب انفراط عقد الاتحاد السوفيتي أوائل التسعينات.
شارك في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا المتنازعين على إقليم ناجورنو قرة باغ ضمن الوحدة العسكرية التابعة لكونفدرالية الشعوب القفقاسية التي انضم إليها في العام 1991, وبعد عام واحد صار قائداً لتلك الوحدات بعدما رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في الشيشان أمام الرئيس الشيشاني السابق جوهر دوداييف ومن ثم عينه الأخير قائدا للوحدات الخاصة, ودعم مع هذه الوحدات النضال التي خاضته أبخازيا المسلمة في العام نفسه من أجل استقلالها عن جورجيا وقد لعب دورا فعالا للغاية في تحرير أبخازيا من الاحتلال الجورجي.
 وفي هذا العام تزوج باساييف من زوجته الأولى الأبخازية أثناء مشاركته في الحرب التي خاضتها أبخازيا, و له من هذه الزوجة صبي وأربعة بنات. وفي حين كانت الأوضاع ملتهبة في الشيشان قبل إعلان استقلالها, كان باساييف في أفغانستان لمدة شهرين في العام 1994 حيث تعرف إلى أوضاع المجاهدين الأفغان في عام هو الأكثر حساسية في الشأن الجهادي الأفغاني, وهو كذلك في الشيشان التي سرعان ما غادر إليها في العام ذاته بعد أن أعلن الزعيم الشيشاني دوداييف الاستقلال عن الاتحاد الروسي, وفيها أنيط به في نفس العام مهمة قيادة جبهة فيدينو الشيشانية في الحرب الشيشانية الأولى التي أبلى فيها الشيشانيون بلاء حسناً.
وحين كانت الطائرات الروسية تدك مدينة جروزني عاصمة الشيشان لجأ باساييف إلى محاولة فك الحصار عنها بتنفيذ عملية نوعية أثارت له العديد من الانتقادات حيث خطط لعملية احتجاز الرهائن في مدينة "بودينوفسك" الروسية في منتصف يونيو 1995. و كانت هذه العملية الشهيرة الناجحة تهدف للفت أنظار العالم للاحتلال الروسي للشيشان والفظائع التي يرتكبها في الجمهورية ومطالبة موسكو بوقف هجومها علي جروزني في مقابل الإفراج عن الرهائن, لكنها كانت أولى مبررات وصم نضاله بالإرهاب لدى خصومه.
في شهر إبريل من عام 1996 انتخب قائدا للقوات الشيشانية المسلحة و أدار الهجمة الكبيرة التي استهدفت جيش الاحتلال الروسي في العاصمة جهار قلعة عند نهاية الحرب الروسية ـ الشيشانية الأولى, و أجبرت هذه العملية روسيا على القبول بمطالب المقاتلين و الانسحاب من الأراضي الشيشانية.
وبموجب قرار اتخذه الكونغرس في اجتماعه الثاني أصبح باساييف رئيس (أمير) مجلس الشورى الإسلامي الذي أسس في 1 أغسطس 1999, وبعد 11 يوماً فقط من انتخابه هاجمت وحدات روسية منطقة بوتليخ الداغستانية, ما دعا شامل باساييف والقائد خطاب الذي استشهد قبل أربعة أعوام إلى تزعم مجموعات مقاتلة والذهاب لنجدة المسلمين في تلك المنطقة, ثم عاد إلى الشيشان مطلع شهر سبتمبر من العام نفسه إثر غزو روسيا للشيشان مجددا, وفي ذات العام تزوج للمرة الثانية من شيشانية و أنجب منها بنتا.
وقد أشيع أن باساييف بُترت ساقه في فبراير 2000 بعد أن انفجر فيه لغم بينما كان يقود فرار المقاتلين من جروزني ليلا.  وقد تبنى باساييف عملية قتل الرئيس الشيشاني الموالي لموسكو أحمد قاديروف قبل عامين, وقبل أربعة أعوام نسبت إليه عملية الاحتجاز الشهيرة التي جرت في مسرح موسكو وأسفرت عن مقتل المئات بأيدي الروس أنفسهم بعد أن نفذت عملية كوماندوز فاشلة.
 نسبت إليه عمليات كوماندوز عديدة بعضها مشروع وبعضها يثير كثيراً من الجدل حول إسرافها في القتل غير المبرر.دائرة اهتمامه النضالية باتساع القوقاز كله بل تزيد, لا يدرك الخبراء المحنكون أين ضربته القادمة وفي أي إطار أو سبيل ولأي هدف ترنو. وتوجهت لباساييف معظم الأضواء بعد استشهاد الزعماء والقادة الشيشان والموالين لهم: الرؤساء مسخادوف وياندرباييف وعبد الحليم لاييف والزعيم العربي خطاب. ولم تبق من الأسماء البارزة سوى شامل باساييف . الذي أعلنت موسكو قتله أول أمس .

الجمل ـ وكالات ـ موقع المسلم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...