نجاح واكيم: عن السلطة والمعارضة والشعب السوري

18-02-2007

نجاح واكيم: عن السلطة والمعارضة والشعب السوري

في خضم الاحداث العاصفة التي تجتاح الساحة اللبنانية وفي ظل تأكيد قوى المعارضة الوطنية على الاستمرار في تحركها الشعبي حتى تحقيق مطالبها المشروعة ومع وجود الفريق الحاكم المستأثر بالسلطة الذي يسعى إلى اشعال نار الفتنة بين اللبنانيين. السؤال المطروح إلى أين يسير لبنان؟.‏

في لقائها مع رئيس حركة الشعب في لبنان النائب السابق نجاح واكيم عبر عن مواقف في منتهى الصراحة عما يدور في لبنان منذ العدوان الاسرائيلي لهذا البلد وفشله في تحقيق المؤامرة التي عادت للاطلالة برأسها من جديد.‏

وفيما يلي نص الحديث:‏

> لمناسبة استمرار اعتصام المعارضة الوطنية في ساحات بيروت برأيكم إلى اين تسير الامور بشكل عام في لبنان اليوم؟!‏

> > دعني اقول بصراحة ان الوضع اليوم في لبنان لايبعث على الاطمئنان اطلاقا ولايبدو ان هناك امكانية لحل او تسوية وما يحكى عنه من مبادرات وتحديدا المبادرة التي يحملها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى افشلها الفريق الحاكم في مهدها بسبب تعنته واصراره على رفض كل الحلول علما ان هذه الحكومة هي حكومة ساقطة دستوريا وشعبيا والدليل على ذلك ان الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني ترفض هذه الحكومة بتظاهرات واعتصامات لم يشهد له لبنان مثيلا من قبل وربما سائر بلدان العالم ومع ذلك هذه الحكومة باقية.‏

> اذا كيف تستطيع هذه الحكومة الاستمرار ومن اين تستمد قوتها؟‏

>> انها باقية بفضل الدعم الذي يأتيها من قبل بعض الدول الغربية وفي طلعيتها الولايات المتحدة الاميركية وبمساندة عدد من الدول العربية لاميركا ومع بقاء هذه الحكومة لا يمكن ايجاد حل في لبنان وهي تتمتع بدعم غير مشروع من قبل الغرب وهذا يعكس بالفعل الصراع الدولي والاقليمي الذي يعصف في المنطقة ومن ضمنها بدرجة كبيرة لبنان.‏

اليوم عندما نرى دولا عربية التي هي 6+2فضلت تبنيها لخطة بوش التصعيدية ليس على صعيد العراق وحسب بل على مستوى المنطقة كلها هذه الدول العربية تشكل محورا تابعا لاميركا وتنفذ مشروعا مرسوم لها ,وهنا دعني اتحدث قليلا عن السياسة الاميركية في هذه المرحلة الكثيرون راهنوا ان تقرير بيكر هاملتون يمكن أن يحدث تغييرا فوريا في مسار السياسة الاميركية في المنطقة وانا اعتقد ان هذا التغير لن يحصل في المدى القريب وسياسة الولايات المتحدة هذه سوف تستمر على الأقل حتى نهاية ولاية الرئيس بوش.‏

> الى ماذا تهدف هذه السياسة برأيكم؟‏

>> انها تريد أن تخلق تناقضات بين العرب وشعوب صديقة في المنطقة وهذا ما يعبر عنه البعض عندما يتحدث عن التناقض العربي الفارسي وهم يحاولون ايضا اثارة تناقضات اخرى تمتد داخل الكيانات العربية عن طريق اذكاء العصبيات بين الطوائف والاثنيات الموجودة في أمتنا وخاصة عندما يتحدثون عن صراع سني وشيعي وهذا ما قاله صراحة ملك احدى الدول عندما تحدث قبل ايام الى جريدة السياسة الكويتية فهو لم ير من خطر على العرب والمسلمين السنة إلاخطر ( التشيع) مع ان احدا ليس في هذا الوارد على الاطلاق في رأيي.‏

وبالتالي هم ينفذون سياسة اميركية تهدف الى طمس الصراع الحقيقي في هذه المنطقة الصراع العربي الاسرائيلي وهم لايريدون حلا لهذه الازمة لذلك يطرحون تناقضات اخرى بديلة مثل التناقض العربي مع شعوب يفترض انها صديقة في المنطقة وطبعا هذه السياسة تلقى من ينفذها في البلاد العربية وبالتالي نحن نرى المنطقة مقبلة على تأجيج هذه الصراعات وهذا ما أخشى أن يفسر انعقاد القمة العربية لهذه السنة في المكان الذي حدد وهنا نتساءل هل القمة هي لتعريب خطة بوش وهل ستفتح مجالا لصراعات كثيرة بين العرب وجيرانهم وداخل البلاد العربية اذا كان الامر على هذا النحو وهذا ما أراه فإنني لا أرى تسوية ما على صعيد المنطقة وبالتالي لا أرى تسوية في لبنان المنفتح بالكامل على هذه الصراعات التي تجتاح المنطقة.‏

> اين موقع لبنان من هذه الصراعات التي ذكرت؟‏

>> اذا لم تتمكن المعارضة الوطنية في لبنان من اسقاط هذه الحكومة اللاشرعيةفإنني ارى الامور تندفع في هذا البلد نحو الحرب الأهلية هذا بكل صراحة وربما يظن البعض انه اذا لجأت المعارضة الى مهادنة الحكومة ريثما تتجنب الفتنة على العكس تماما ان بقاء هذه الحكومة الفاقدة للشرعية هو دفع لبنان نحو الفتنة لذلك اقول ان أحد اهم شروط تحقيق وضمان السلم الأهلي في لبنان هو التخلص بأسرع وقت من هذه الحكومة الساقطة.‏

> كيف يمكن تحقيق ذلك برأيكم؟‏

>>حركة الشعب هي جزء من المعارضة الوطنية وهي تشارك بفاعلية بكافة الاعتصامات لذلك نقدي للمعارضة لاينبع من موقع الضد بقدر ما هو نقد ذاتي. انا اعتقد ان المعارضة قامت باعمال كبيرة جدا وهامة واظهرت مسؤولية عالية للحفاظ على السلم الأهلي ولكن خططها لجهة اسقاط الحكومة لم تكن كافية بالقدر اللازم وعلى سبيل المثال كان على المعارضة ان تتوقع ان الحكومة لا يمكن أن تسقط فقط بنتيجة التظاهرات ولكن يجب ان يواكبها عمل آخر وبحسب الدستور وأنا برأيي على المعارضة ان تدفع الامور الى النهاية مع تجنب الفتنة ومن هنا اقترحت أن تبادر المعارضة المتمثلة بمجلس النواب الى الاستقالة فاليوم عندنا المجلس الدستوري ملغى عملاً والحكومة ساقطة ميثاقياً ودستورياً ومجلس النواب معطل وهو عاجز عن القيام بأي عمل إذاً لماذا نريد هذا المجلس.‏

لذلك أرى المعارضة أن تعلن استقالتها من مجلس النواب وتسقط شرعية هذه المؤسسة عند ذلك يبادر رئيس الجمهورية بصفته حامي الدستور إلى تكليف شخصية وطنية وتشكيل حكومة انتقالية وهي تبادر إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة من أجل بناء مؤسسات الدولة الدستورية.‏

> هل يأتي ما ذكرته في سياق الخطوات التصعيدية المقبلة التي وعدت بها المعارضة لإسقاط حكومة السنيورة؟‏

>> طبعاً هذا ممكن ولكن بالإضافة إلى استمرار التصعيد الشعبي بمعنى امكانية الوصول إلى مرحلة العصيان المدني, فلماذا يدفع اللبنانيون ضرائب لمجموعة من اللصوص يجب أن تدعو المعارضة وهي تتمتع بأغلبية شعبية بدون جدال إلى العصيان المدني وهذا يجنب البلد الفتنة أكثر من التظاهر, فمثلاً نمتنع عن دفع الرسوم والضرائب والفواتير المستحقة ففي هذه المواجهة أعتقد أنه لا مهادنة وربما كان من أخطاء المعارضة أنها تحركت وفي نيتها الوصول إلى تسوية ما مع العلم أن التسوية مستحيلة ليس لأننا لا نريدها ولكن الظروف الموضوعية غير متوفرة ما دامت الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أي تهدئة بالعكس هي تدفع بالأمور في العراق وفي فلسطين ولبنان نحو الحرب الأهلية إذاً لا تسوية والفريق الحاكم هو فريق تابع وهو عبارة عن مجموعة من العملاء بكل ما للكلمة من معنى.‏

> أحد أقطاب المعارضة قال بالأمس إنه حتى حكومة الوحدة الوطنية لم تعد تفي بمتطلبات الهدوء والاستقرار في لبنان وإن المطلوب اليوم انتخابات نيابية مبكرة ما رأيكم؟‏

>> منذ البداية كان يجب أن يكون هذا هو الحد اي إجراء انتخابات نيابية مبكرة, لماذا لنتذكر ما الذي حصل في العام ,2005 لقد حصل انقلاب في لبنان أدارته الولايات المتحدة الأميركية وينفذه هؤلاء الذين يشكلون أكثرية وهمية, فقد أجريت انتخابات غير شرعية وغير حقيقية وجاء برلمان لا يعبر عن إرادة الشعب اللبناني بدليل أنه لا يستطيع هذا البرلمان أن يقوم بأي عمل إذا حدث انقلاب وهذا الانقلاب لم يكتمل والفضل في عدم اكتماله وهنا دعني أسمي الأشياء بأسمائها يعود بالدرجة الأولى والأخيرة لحزب الله, لقد حاول هؤلاء ومنذ ذلك الانقلاب إلى عدوان تموز أن يستكملوه بالقضاء على المقاومة فلم يتمكنوا بالخداع والتواطؤ مع إسرائيل فكان عدوان تموز الذي راهنوا فيه على انتصار إسرائيل وهزيمة المقاومة وهذا سوف يؤدي بالتالي إلى إلغاء حزب الله من المعادلة , الآن لم يبق أمامهم وأمام الولايات المتحدة الأميركية سوى وسيلة وحيدة لإلغاء المقاومة وهو العمل على إغراق المقاومة في حرب أهلية , في هذه الفترة تمكنت قوى المعارضة من إعادة وبناء وتجميع صفوفها بقدر معقول وانتصرت هذه المعارضة كون المقاومة هي تعبر عن كل المعارضة وانتصارها هو انتصار لكل القوى الوطنية, وبالطبع كل هذا يجب أن يتم التعبير عنه بإعادة التوازن للمعادلة السياسية وهذا ما ترفضه الولايات المتحدة الأميركية.‏

> كيف إذاً يمكن إعادة التوازن للمعادلة السياسية في لبنان؟‏

>>لا يكون ذلك إلا عن طريق إجراء انتخابات نيابية مبكرة فاليوم بصراحة لا شك أن الرئيس إميل لحود لعب خلال هذه الفترة دوراً وطنياً مشرفاً فلقد حمى السلم الأهلي والوحدة الوطنية وسط هجوم كبير عليه, لذلك أقول إذا لم نتمكن من إجراء انتخابات نيابية مبكرة فإن هذا المجلس الحالي سوف ينتخب رئيس الجمهورية المقبل أي إن عميلاً سوف يأتي إلى سدة الرئاسة وهذا ما سيؤدي إلى إغراق لبنان بالدم وهنا لا اتكهن لنعد إلى الماضي أعنف فصول الحرب الأهلية في لبنان جاءت بعد احتلال 1982 وبعد أن تمكنت إسرائيل وأميركا من الاتيان بعميل لرئاسة الجمهورية واليوم إذا حصل نفس هذا الأمر فإن لبنان سوف يغرق بالفعل مجدداً بالدم وهذا ما تريده أميركا وإسرائيل, إذاً من أجل إنقاذ لبنان والسلم الأهلي فيه لا بد من إجراء انتخابات نيابية مبكرة وهذا لا يكون إلا بأن تستكمل المعارضة هجومها وفق خطة مدروسة لتحقيق هذا الهدف.‏

> فريق 14 شباط في السلطة بات محاصراً على المستويين الشعبي والدستوري ما السبيل الدستوري أولاً ثم الشعبي ثانياً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة؟‏

>> على الصعيد الدستوري وكما ذكرت سابقاً يتوجب برأيي على المعارضة المتمثلة في مجلس النواب أن تستقيل فوراً لإسقاط شرعية مجلس ساقط ومن ثم يبادر رئيس الجمهورية بحكم المادة 50 و 52 من الدستور إلى تكليف شخصية وطنية لتشكيل الحكومة وهنا ربما قائل يقول لماذا لا تعتبر الحكومة الحالية بحكم المستقيلة طبعاً وفق الدستور اللبناني هذا يلزم الرئيس بإجراء استشارات نيابية ملزمة وفي هذه الاستشارات سوف تأتي هذه الأكثرية الوهمية وتسمي مرة أخرى السنيورة وهذا يعيدنا إلى نفس المأزق لذلك لا بد من إسقاط شرعية مجلس النواب وذلك لعدة أسباب من بينها تحرير رئيس الجمهورية من الاستشارات النيابية الملزمة هذا على المستوى الدستوري أما على المستوى الشعبي فلا بد أيضاً من تصعيد التحركات الشعبية إلى الذروة ولكن مع تلافي الفتنة التي يسعى إليها الآخرون.‏

> ما الوسائل الممكن اعتمادها أثناء تصعيد التحرك الشعبي؟‏

>>عندما ندعو المواطنين إلى عدم دفع الفواتير والرسوم والضرائب هذا الأمر لا يدفع إلى الفتنة لأنه لا يمكن لميلشيات الفريق الحاكم أن تأتي إلى أي مواطن لتحاسبه لأنه لم يدفع فاتورة كهرباء أو غيرها أو تقتل موظفاً امتنع عن الذهاب إلى عمله ولا شك أن امتناع الموظفين الوطنيين من الذهاب إلى عملهم سوف يعطل المطار والمرفأ وهذا ضروري عند ذلك برأيي تسقط هذه الحكومة اللاشرعية وهنا لا أقول إن التظاهرات كانت خاطئة لكن أعتقد أن الاقتصار على جانب واحد من التحركات لا يفي بالغرض بالعكس هو قد يعطي الفريق الحاكم الفرصة لكي يفتعل أحداثاً بالشارع والدليل على ذلك ما حصل أثناء الإضراب الشامل الأخير حيث أقدمت ميليشيا القوات اللبنانية في بعض المناطق على التعرض بالسلاح لقوى لم تلجأ إلى العنف مثل تيار المردة والتيار الوطني الحر وأطلقت النار على المتظاهرين وفي بيروت حاولت ميليشيا الحزب الاشتراكي وميليشيا تيار المستقبل افتعال مثل هذه الأحداث.‏

>هل هذا يعني أن أحداث الجامعة العربية في بيروت كانت وفق خطة مدروسة؟‏

>> نعم كانت مدروسة وأنا راقبت بدقة وتحديداً ما حصل بالجامعة العربية , ورأيت بعض التحركات هنا في بيروت والتي كانت توحي أن شيئاً ما يدبر وربما يعرف الآن الجميع أن القناصة الذين كانوا موجودين على سطح الأبنية المجاورة للجامعة أخذوا هذه المراكز قبل ليلة من يوم الخميس وهم تابعون لعدة جهات منها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وهو عبارة عن ميليشيا لتيار المستقبل ومرتبطة مباشرة بغرفة عمليات موجودة بالسفارة الاميركية ثم عناصرتيار المستقبل وتحديدا هؤلاء الذين تدربوا في بلد عربي وكما علمت أن الأسلحة التي استخدمت في عمليات القنص جاءت بطائرات تحت شعار الأغاثة من عدد من الدول العربية.‏

> ما هي قصة توريدات السلاح وتدريبات عناصر من تيار المستقبل وغيره مثل القوات اللبنانية,اعرف أن لديك الكثير من المعلومات في هذا الموضوع هل يمكن الكشف عن بعضها؟‏

>> إن الشحنات التي جاءت بلوائح مزورة عن محتوياتها جاءت من الولايات المتحدة الاميركية وتبين أنها معبأة بالسلاح الذي يوزع على عناصر هذه الميليشيات, كما أن الكل بات يعرف عن طائرات الاغاثة التي جاءت من عدد من الدول العربية تحمل أسلحة إلى فريق السلطة هذا من جهة أما من جهة أخرى فهناك التدريبات التي تجري على قدم وساق في بلد عربي واعتقد أن اسرائيل ليست بعيدة ولا أقول ليست بعيدة بالجغرافيا وأنا أعرف أن هؤلاء الذين تدربوا هناك وقبل الاحداث التي وقعت مؤخرا أعيد قسم منهم إلى بيروت وتم توزيعهم على هذه الميليشيات مكلفين بأعمال التخريب وافتعال الفتن ضد الشعب اللبناني.وهنا أقول بصراحة إن مسؤولين في تيار المستقبل لديهم مكاتب في بلد عربي آخر وهم يرسلون الشباب إلى هناك ليتدربوا تحت شعار مكاتب أمنية خاصة وتحديدا باشراف المخابرات الاميركية وهنا يأتي الحديث عن المنطقة التي وضعها فرع المعلومات واستولى بموجبها على عدد كبير من سطوح المباني في بيروت وخصصها للقناصة لتمارس أعمال القتل ضد الابرياء والعزل.‏

أما فيما يتعلق بالطائرات التي تأتي إلى مطار بيروت وأثار بعضها مشكلة لجهة محاولة أقامة المدير العام للأمن العام لأن الأمن العام وضع يده على بعض هذه الطائرات التي كانت محملة بالاسلحة وعندما رفض الأمن العام التستر والسكوت عن هذه المشكلة حاولوا إقالة المدير العام للأمن وحدثت وقتها أزمة يعرفها الجميع.‏

>لماذا اصرار الفريق الحاكم في لبنان على الاستئثار بالسلطة برأيكم؟‏

>> إن الأمر لا يعود لهم وهم لا يملكون أمرهم وبالتالي هم تابعون للولايات المتحدة الأميركية وينفذون المشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة والذي يهدف إلى تفتيت كيانات المنطقة وهذا لم يعد سرا ,وهذا التفتيت لا يكون طبعا إلا عن طريق افتعال الحروب الأهلية داخل كل بلد عربي وهناك وثائق تدين هذا الفريق وخاصة إبان حرب تموز والاتصالات التي تمت بين أركان هذا الفريق مع اسرائيل والولايات المتحدة بعضها غير معلن ولكن بعضها أصبح مكشوفا فاجتماع رايس مع كل فريق14 شباط في السفارة الأميركية في بيروت في قمة العدوان الاسرائيلي على لبنان فماذا جرى في هذا اللقاء وماذا قالت لهم رايس ,هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إذا راجعنا كافة المطالب التي يطالب بها فريق14 شباط نرى أنها متطابقة بالكامل مع كل ما تطلبه اسرائيل وأمريكا,إذا هذا الفريق ينفذ أوامر تأتي إليه ولولا تنفيذه لهذه الأوامر لما كان في موقع السلطة أنهم مجموعة عملاء.‏

> المناخ الدولي لم يعد مواتيا لقوى السلطة كما كان من قبل,خاصة على مستوى الدعم الأميركي والفرنسي لها برأيكم ما هي فرص احتفاظ هذه القوى بهذا الدعم في المستوى المنظور؟‏

>> لا شك أن الولايات المتحدة الأميركية وتحديدا منذ العام2003 واحتلال العراق كانت تخطط لا جتياح المنطقة برمتها ومن ضمنها سورية ومحاولة اغراقها بالفوضى وأنا قلت أكثر من مرة الفضل الأول في إنقاذ كل العرب يعود إلى وطنية الشعب السوري وهذا ما لمسته شخصيا وبالتالي الولايات المتحدة في اندفاعتها الأولى لم تتمكن من فرض احتلال مستقر في العراق ولم تتمكن من اسقاط سورية والقضاء على المقاومة في لبنان أو فلسطين وهنا اعتقد أن الولايات المتحدة أسقطت من حسابها اسقاط سورية أو اسقاط ايران ,ولكن هذا الأمر لا يمنع من أن تعمل الادارة الأميركية إلى تقليص الخسائر باعتمادها سياسات وأساليب أخرى فأي فتنة في لبنان تلقي عبئا كبيرا على سورية كما أي فتنة في لبنان ستؤدي إلى شطب المقاومة, لذلك أرى أن الولايات المتحدة الأميركية لن تغير من سياستها على الأقل في المدى المنظور ولذلك نرى هذا الدعم لهذه الحكومة الساقطة والفاقدة للشرعية من قبلها ومن قبل فرنسا وبعض الدول الغربية واسرائيل تحديدا وهنا أذكر شيئا معروفا للجميع فمن المعيب جدا أن نرى كل يوم تصريحا لمسؤول اسرائيلي يؤكد فيه دعمه لحكومة السنيورة وللفريق الحاكم, لذلك أرى أن هذا الدعم برأيي سوف يستمر ولكن السؤال هو كيف نقاوم هذا الدعم وأن نجعل هذه الحكومة غير قادرة على الحكم بالمطلق من خلال كافة الوسائل السلمية والديمقراطية وحسب الدستور اللبناني.‏

> أخيرا إلى أي مدى نجح مؤتمر باريس3 في دعم حكومة السنيورة برأيكم ,وما الشروط غير المرئية التي رهنت المساعدات الدولية لحكومة السنيورة بتنفيذ هذه الشروط؟‏

>>الحديث في هذا المجال يطول كثيرا ولكن يكفي القول إن هذه المساعدات جاءت دعما لحكومة السنيورة والداعمين لهذا المؤتمر قالوا ذلك ومن ناحية أخرى هذه ليست مساعدات بل هي قروض ومرهون تنفيذها ببقاء حكومة السنيورة لكي تهتم بإجراءات بيع لبنان في المزاد العلني وهذا طبعا شرط قائم لدى الداعمين لهذا المؤتمر.‏

 

يوسف فريج

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...