نجاد يسرق الأضواء في إسطنبول

15-08-2008

نجاد يسرق الأضواء في إسطنبول

عزز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في زيارته الاولى الى اسطنبول امس ومحادثاته مع نظيره التركي عبدالله غول، التفاهمات الايرانية التركية، سواء حول المصالح الثنائية الطابع او الاقليمية، على الرغم من تعثر الاتفاق المقترح حول خط جديد لنقل الغاز الايراني الى الاراضي التركية والذي تضغط الولايات المتحدة على الاتراك لعدم توقيعه.
واذ عبر نجاد وغول عن تصميمهما على تعزيز العلاقات الاقتصادية، بهدف زيادة قيمة التبادل بينهما من عشرة إلى عشرين مليار دولار بين نهاية العامين ٢٠٠٨ و،٢٠١٢ والتوصل إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني حيث اكد الرئيس التركي على دور تركيا في البحث عن حلول دبلوماسية لهذه الازمة،، فان زيارة الرئيس الايراني الى اسطنبول حملت اكثر من رسالة ابرزها ايرانيا إضعاف الحجج الاميركية في عزل طهران عن محيطها الاقليمي والدولي، في حين ان هناك قناعة في أنقرة بانها لا يمكن أن تهمل أهمية إيران بالنسبة الى مصالحها، في المجالات الاقتصادية والأمنية والإقليمية.
وتعرض غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، الذي يلتقي نجاد اليوم، لانتقادات حادة لدعوتهما الرئيس الإيراني إلى تركيا التي تربطها علاقات قوية بالولايات المتحدة وإسرائيل. كما تم تخفيض مستوى الزيارة »إلى زيارة عمل« لعدم إحراج الرئيس الإيراني بضرورة زيارة ضريح مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة.
ويرى الباحث التركي المختص بشؤون إيران عارف كسكين أن طهران وصلت إلى مرحلة شكلت بوابة تركيا على آسيا الوسطى، بعدما كانت تركيا هي »الشقيق الأكبر« لأتراك الاتحاد السوفياتي السابق، وفي المقابل فإن لدى إيران أيضا رغبة قوية في علاقات قوية مع تركيا تضعها على الحياد على الأقل في أية مواجهة إيرانية مع الغرب.
يذكر أن هذه هي أول زيارة يقوم بها نجاد إلى تركيا، العضو في حلف شمالي الأطلسي، منذ انتخابه رئيسا قبل ثلاث سنوات. ويرافقه وزراء الخارجية منوشهر متكي والطاقة برويز فتاح والنفط غلام حسين نوذري ورئيس منظمة التراث الثقافي والسياحة اسفنديار رحيم مشائي.
وأشار بيان مشترك لنجاد وغول إلى أن »أنقرة وطهران ستواصلان التباحث بشأن تعزيز التعاون في قطاع الطاقة«، بعد فشل البلدين في التوصل إلى إجماع حول مشروع بناء خط أنابيب لنقل الغاز الإيراني إلى تركيا. ووقع وزيرا الطاقة في البلدين إعلانا مشتركا أكدا فيه رغبتهما في تطوير التعاون في مجال الطاقة عبر سلسلة مشاريع تتصل بالتنقيب عن الغاز الطبيعي ونقله وإنتاج الكهرباء.
وقال وزير الطاقة التركي حلمي غولر »المفاوضات ستتواصل« حول مشروع خط الأنابيب الجديد، الذي يهدف إلى ضمان استمرار تدفق الغاز الطبيعي شتاء إلى تركيا، كما قد يتم وصل الخط، وسعته حوالى ٤٠ مليار متر مكعب سنويا، بشبكة خطوط تصل الغاز إلى أوروبا.
وقال مصدر في الحكومة التركية »النص المتعلق باتفاق غاز مع إيران تم البدء فيه لكن المطالب التي قدمها الإيرانيون في الأيام القليلة الماضية غير مقبولة«، موضحا أنها تشمل سياسات تسعير جديدة وشروطا تتعلق بالاستثمار. وأضاف »إذا لم يقبل نجاد ما تم الاتفاق عليه لن يوقع الاتفاق خلال هذه الزيارة«.
وكانت أنقرة وطهران وقعتا في تموز الماضي اتفاقا أوليا لتصدير الغاز الإيراني لأوروبا عبر تركيا، وببناء خط أنابيب جديد، ويشمل بندا يسمح لتركيا بإنتاج ٤،٢٠ مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي من حقل بارس الإيراني. وقدرت قيمة استثمارات مشروع الغاز التركي في إيران بنحو ٥،٣ مليارات دولار.
وحضر نجاد وغول توقيع سلسلة من اتفاقات التعاون حول محاربة تجارة المخدرات والتعاون في مجالات البيئة والنقل والسياحة والثقافة.
- وأكد نجاد وغول، خلال مؤتمر صحافي مشترك، تصميمهما على تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، بهدف زيادة قيمة التبادل بينهما من عشرة إلى عشرين مليار دولار بين نهاية العامين ٢٠٠٨ و.٢٠١٢
وأعلن نجاد انفتاحه على الحوار حول البرنامج النووي الإيراني. وقال »نحن منفتحون على الحوار في إطار احترام القانون والعدالة«، مضيفا أن »المفاوضات في جنيف كانت ايجابية، واعتقد انه تم تحديد اتجاه ايجابي«. وتابع »قدمنا رزمة اقتراحات وقدموا رزمتهم. نعتقد انه سيكون منطقيا مناقشة نقاط مشتركة في هاتين الرزمتين للتوصل إلى تسوية. هذا الأمر قد يمهد لمعالجة نقاط الخلاف«. ودعا إلى ضرورة إتباع سياسة الحوار البناء والتوصل إلى تسوية جميع الخلافات التي تشهدها المنطقة.
وانتقد نجاد السياسة الأميركية تجاه ملف إيران النووي، معتبرا إن »واشنطن تتخذ من البرنامج النووي ذريعة لاستمرار فرض الحصار على الشعب الإيراني منذ ٣٠ عاما«، موضحا أن هذه الأزمة المفتعلة من جانب الولايات المتحدة لا تقوم على أسس فنية وإنما على أسباب وذرائع سياسية لمحاسبة إيران.
وأشار نجاد إلى ان ايران قطعت شوطا إيجابيا على طريق المفاوضات، وتولي أهمية كبيرة للحوار. وانتقد سياسة المعايير المزدوجة بحق الدول التي تملك السلاح النووي، مشيرا إلى أن الطاقة النووية هي حاجة لجميع الشعوب، موضحا أن واشنطن تقف في وجه إيران بذريعة تصنيع السلاح النووي من أجل عرقلة تقدمها، مشددا على أنه لا يمكن احتكار الطاقة النووية.
وحول العلاقات مع أنقرة، أكد نجاد أن البلدين سيعمدان بشكل مستمر إلى تطوير العلاقات التاريخية بين البلدين من دون حدود، موضحا أن »حجم التبادل التجاري بين البلدين سيرتفع إلى ٢٠ مليار دولار خلال أربع سنوات«.
من جهته، اعتبر غول أن رزمة الاقتراحات الغربية التي عرضت على إيران تشكل »نافذة فرص مهمة« لمعالجة الأزمة سلميا. وقال »نأمل أن تتواصل عملية (التفاوض) بنية طيبة وموقف مسؤول وبناء من جميع الأطراف، وان تؤدي إلى نتيجة ايجابية في وقت قصير«. وأضاف »إيران وتركيا دولتان مهمتان في المنطقة... من الطبيعي أن يتعاونا على أعلى مستوى«.
وشدد غول على أن هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى حل لهذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية، وضرورة أن يوضع في الاعتبار حق إيران المشروع في ما يتعلق ببرنامجها النووي ومراعاة مصلحتها إلى جانب القلق الدولي الناجم عن تطورات هذه الأزمة.
وأكد غول أن أنقرة ستساهم في الحلول الدبلوماسية وتقديم جميع المساعدات لحل هذه الأزمة بالطرق السلمية، موضحا أن تركيا ستدعم جميع الحلول السلمية الرامية إلى تسوية النزاعات في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار الرئيس التركي إلى أن مباحثاته مع نظيره الإيراني أكدت تطابق وجهات نظر البلدين بشأن مستقبل العراق وضرورة الحفاظ على وحدة أراضيه، موضحا »سنعمل في المستقبل القريب مع إيران بشأن موضوع أفغانستان أيضا«.
وكان نجاد قال، في مقابلة مع قناة »سي ان ان تورك« أمس الأول ردا على سؤال حول إمكانية قيام أنقرة بدور الوسيط بشان الملف النووي، »إننا نحترم الجهود التي تبذل من قبل أصدقائنا الأتراك من اجل حقوق إيران المشروعة وخفض التوترات المحتملة واستمرار مسيرة قضية إيران النووية الايجابية، لكن قيام تركيا بهذا الدور غير مطروح حاليا لان طريقنا واضح«.

 

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

جدول أعمال زيارة نجاد لتركيا والموقف الإسرائيلي منها

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...