نصرالله: النظام في سورية مقاوم ممانع ولم يخضع للشروط الأمريكية والإسرائيلية

17-02-2012

نصرالله: النظام في سورية مقاوم ممانع ولم يخضع للشروط الأمريكية والإسرائيلية

أكد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله أن الإصلاح الذي تصر عليه القيادة السورية وتقدم عليه يقابله من الطرف الآخر إصرار على المواجهة المسلحة وعلى رفض الحوار وإسقاط النظام متسائلا كيف يمكن لمعارضة أن تقبل التسوية مع إسرائيل وإيجاد حل سياسي معها بينما ترفض أي حوار مع القيادة السورية.

وأشار نصر الله في كلمة له خلال احتفال بذكري القادة الشهداء أمس نقلته قناة المنار إلى وجود إجماع في إسرائيل على أن أي خيار في سورية هو أفضل أو أقل سوءا من بقاء نظام الرئيس بشار الأسد وان اسرائيل تعتقد ان الامل الوحيد لقلب الطاولة والبيئة الاستراتيجية التي تكونت في المنطقة على حسابها هو إسقاط النظام في سورية.

وأكد الامين العام لحزب الله انه لا يستطيع أحد أن يناقش بأن النظام في سورية هو نظام مقاوم ممانع فهذا النظام لم يستسلم ولم يخضع للشروط الأمريكية والاسرائيلية ولم يبع المقاومة في لبنان وفلسطين ولا في العراق متسائلاً أليس من الغريب أن تصطف في جبهة واحدة امريكا وأوروبا وإسرائيل ودول ما يسمى الاعتدال العربي التي تتحمل مسؤولية كل الكوارث التي لحقت بفلسطين وبالأمة وبشعوب المنطقة خلال عقود من الزمن وتصطف إلى جانبهم القاعدة وكل هؤلاء يجمعهم هدف واحد هو إسقاط النظام السوري.. ألا يدعو ذلك للريبة والتوقف.

وقال نصرالله إن ما أقدم عليه حتي الآن الرئيس الأسد والقيادة السورية من إصلاحات وما اتخذ من قرارات وأجري من تعديلات.. هل أقدم عليه أو يمكن أن يقدم عليه ملك أو أمير أو رئيس لأي نظام عربي حالي.

وأضاف نصر الله.. إن الغرب ومعه إسرائيل يتحدثون اليوم عن فرصة كبيرة لهم في المنطقة وهي إسقاط النظام في سورية واليوم هناك إجماع في إسرائيل على أن أي خيار في سورية هو أفضل أو أقل سوءاً من بقاء نظام الرئيس الأسد وتنتظر إسرائيل اليوم وتراهن وتعتقد أن الأمل الوحيد المتاح أمامها لمواجهة البيئة الاستراتيجية التي تكونت في المنطقة على حسابها هو إسقاط النظام في سورية.

وأكد نصر الله أن المعارضة أو الجماعة أو الجهة التي يصبح راعيها هو الأمريكي والغربي والعربي المعروف تاريخه والإسرائيلي يجعلك تقلق منها والله أعلم ما يوجد من اتفاقيات وسفارات وصفقات وسمسرات.

ودعا نصر الله الى التأمل في هذا الإصرار من العالم كله على إسقاط النظام في سورية متسائلا.. أليس من الغريب والعجيب أن تصطف في جبهة واحدة أمريكا وأوروبا وإسرائيل ودول ما يسمى بالاعتدال العربي التي تتحمل مسؤولية كل الكوارث التي لحقت بفلسطين والأمة والعراق وبإيران وبشعوب المنطقة خلال عقود من الزمن وتصطف أيضاً إلي جانبهم القاعدة.. وكيف كل هؤلاء يجمعهم هدف واحد وإصرار على تحقيق هذا الهدف وهو إسقاط النظام.

وأكد نصر الله أنه لا يستطيع أحد أن يناقش بأن النظام في سورية نظام ممانع وهذه حقائق ووقائع لأن هذا النظام لم يستسلم ولم يخضع للشروط الأمريكية والإسرائيلية ولم يبع المقاومة في لبنان ولا في فلسطين ولا في العراق موضحا أنه عندما جاء كولن باول بلائحة مطالب طويلة كان من جملتها أن المطلوب من الرئيس الأسد تسليم خالد مشعل ورمضان عبد الله شلح وأبو جهاد جبريل وكان مطلوباً من الرئيس الأسد أيضا خطوات تجاه المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وإيران لكن تم رفضها.

وقال نصر الله.. إن النظام السوري وقف في وجه المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة ودعم حركات المقاومة مشيرا إلى وجود سلبيات اعترف بها النظام وقيادته مضيفا.. إن أقصى ما يمكن أن يقال في النقاش إنه لم يفتح جبهة الجولان وللذين يقولون هذا.. أنتم تطرحون هذا الإشكال فهل فتحتم جبهة وقاتلتم إسرائيل ودعمتم حركات المقاومة أم انكم أغلقتم الأبواب عليها وحاصرتموها وقطعتم عنها المال وحتى أنكم منعتم جمع التبرعات لها.

وتابع نصر الله.. الكل ينادي بالإصلاح بما فيه أهل النظام أنفسهم وقد أعلنت قيادته منذ البداية أنها جاهزة للذهاب إلى الإصلاح والحوار وبدأت بإصدار قوانين وقرارات وآخرها طرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء ونحن على ثقة بأن القيادة السورية تريد الإصلاح وستقدم على خطوات إصلاحية كبيرة متسائلا.. هل الذي كان مطلوبا في الإصلاح أكثر من الذي تم حالياً لكن في المقابل كان الآخرون يصرون على المواجهة المسلحة ورفض الحوار وعلى إسقاط النظام مستغربا هذا المنطق وهذا الإصرار.

وقال نصر الله.. إنه من المفارقات الكبرى التي أدعو الجميع للتأمل فيها هو هذه الحكومات العربية التي تقول لأمريكا وإسرائيل والغرب ما الحل مع إسرائيل فيقولون إن الحل سياسي ولا بديل عن خيار التفاوض والحوار مع إسرائيل ويسألونهم هل هناك سقف زمني فيقولون لا ليس هناك سقف زمني وهم ما زالوا يتفاوضون منذ عشرات السنين مع الإسرائيلي المحتل المغتصب القاتل وهم ينتظرون.. فهناك مبادرة سلام عربية طرحت في عام 2000 ونحن الآن في العام 2012 وما تزال هذه المبادرة على الطاولة.

وأضاف نصر الله.. إن الإسرائيلي هو الذي يرفض هذه المبادرة وليس العرب وهؤلاء يفاوضون مع إسرائيل لعشرات السنين والخيار هو الحل السياسي ونحن نقول لهم تفضلوا إلي حل سياسي في سورية فيقولون ليس هناك وقت وفات الأوان ففسروا لنا ذلك فكيف تقبلون حلاً سياسياً وحواراً وتفاوضاً وتسوية مع إسرائيل وترفضون الحل السياسي مع نظام عربي له الكثير من الإيجابيات.

وتابع نصر الله.. إن السلاح منع عن المقاومة في فلسطين وفي لبنان أما في سورية فإن العرب يعلنون علناً أنهم سيدفعون الأموال وسيرسلون السلاح ليقاتل السوريون بعضهم بعضاً لا نعرف خدمة لمن ولأجل من.. وتساءل نصر الله.. ألا يدعو هذا الإصرار العربي والغربي والأمريكي والإسرائيلي على اللاحل السياسي في سورية وعلى القتال وإسقاط النظام فيها إلى التوقف وحتى في البحرين في المنهجية التي تخص هؤلاء إذا كانوا مع الشعوب بأي شكل كان فلماذا هم ليسوا مع شعب البحرين.

وقال نصرالله إن فرصة إسرائيل الكبرى في فلسطين والقدس ولبنان وسورية ومصر والأردن والعراق وكل المنطقة هي الفوضى والفتنة التي يراد لها أن تنتقل في أجواء التحريض والشتائم والأكاذيب فهل نعطي إسرائيل هذه الفرصة وهي التي تعيش قلقاً وجودياً حقيقياً.

وتساءل نصر الله.. هل أقدم أي ملك أو أمير أو شيخ أو رئيس في أي نظام عربي حالي على ما أقدم عليه حتى الآن الرئيس الأسد والقيادة السورية من إصلاحات وما اتخذ من قرارات وأجري من تعديلات وقال.. لو أقدم أي من هؤلاء على بعض الإصلاحات الشكلية سنجد العالم كله يرحب بها وأولهم الأمريكيون أما عندما يكون هناك إصلاحات جدية فإن الأمريكيين يسخرون منها لأنهم لا يريدون الإصلاحات بل يريدون تدمير وتخريب سورية ومصر والعراق لتثبيت السيطرة الأمريكية على المنطقة بعد أن ضعفت ووهنت.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة بعد ثلاثين عاماً من انطلاقتها ستبقى مقاومة قوية صلبة راسخة ثابتة مشيرا إلى أن تضحيات القادة الشهداء كرست أسس وقواعد صلبة وثابتة للمقاومة.

ولفت نصر الله إلى أن إسرائيل الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة هي أداة المشروع الصهيوني الغربي الخطير على المنطقة وهي دولته وجيشه ونحن نحدد موقفنا على ضوء هذا الفهم وبناء على انتمائنا الإنساني والأخلاقي والإيماني والعقائدي والوطني والقومي ونذهب إلى مساحة الفعل المقاوم لمواجهة هذا المشروع العدواني.

وقال نصر الله.. إن خطر المشروع الصهيوني الذي تمثله إسرائيل يشمل كل المنطقة ونحن نأخذ من هذا المشروع وكيانه وجيشه ودولته هذا الموقف العدائي المطلق لأنه يحتل فلسطين وينتهك المقدسات ويعمل على تهويد القدس والحاق الظلمات والمصائب والآلام بالشعب الفلسطيني وما زال يفعل ولأننا نعتقد ونؤمن بأن المشروع الصهيوني خطر على هذه المنطقة ودولها وحكوماتها وشعوبها وبالتالي علينا جميعاً أن نواجه هذا الخطر ونسقط هذا المشروع.

وأكد نصر الله أن كل مقاوم في أي بلد من هذه المنطقة وخاصة في دول الجوار عندما يقف بوجه إسرائيل ويقاوم الصهاينة إنما يدافع عن كل الأمة وإن كل الشهداء والمقاومين الذين سقطوا في لبنان كانوا يدافعون عن كل بلد عربي ومسلم في هذه المنطقة يتهدده المشروع الصهيوني العدواني الخطير.. وقال إن هذا هو المعيار والميزان الأساسي الذي نأتي من خلاله ونقيم تحالفاتنا ونتخذ مواقفنا وهو من أهم المعايير التي ننطلق منها في هذا المجال ومن خلاله نستطيع تقييم الآخرين فلا يمكن لأحد أن يكون حركة إسلامية في أي بلد عربي أو إسلامي ولا يكون له موقف واضح وحاسم تجاه فلسطين والمقاومة فيها وتجاه المشروع الصهيوني الإسرائيلي في المنطقة.

وقال نصر الله.. إنه خلال أكثر من ستين عاماً من قيام هذا الكيان الغاصب باحتلال فلسطين يوجد في عالمنا العربي والإسلامي أنظمة وحكومات بعضها كان متواطئا مع الأمريكي والغربي والإسرائيلي على فلسطين ومصالح الأمة وساعد على بقاء هذا الكيان وتقويته ودفع الأمور باتجاه عدم إمكانية تحقيق انتصار عليه وحاول أن يقنع الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة لقبول التسوية بالشروط الأمريكية والإسرائيلية وكانت هذه الأنظمة والحكومات مخلصة وصادقة للأمريكي والإسرائيلي وبذلت كل ما تستطيع من جهود لتحقيق أهداف هذا المشروع.. وهناك صنف آخر من الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية أخذت منحى الحياد وكانت خارج الصراع وهي تتحمل أيضا مسؤولية خذلان فلسطين وشعبها والدول العربية التي لديها أراض محتلة.

وأضاف نصر الله.. ويوجد عدد من الأنظمة والحكومات كان لها منذ البداية موقف المقاوم والممانع وتحملت بسبب هذا الموقف تبعات ومخاطر وحصارات وعقوبات ومؤامرات كبيرة وجسيمة متسائلا.. هل من الحق والإنصاف والعدل والمساواة في الموقف والتقييم بين أنظمة فعلت المستحيل لتبقى إسرائيل وتنتصر وأخرى فعلت كل ما تستطيع لتبقى فلسطين ولتنتصر المقاومة ثم يتم قلب الوقائع رأساً على عقب فيصبح من سكت وباع وتخاذل وحاصر وترك وتآمر هو المدافع عن شعوب وكرامات الأمة والعكس كذلك.

وقال الأمين العام لحزب الله.. عندما نريد الحديث عما يجري في المنطقة يجب أن ننظر أولاً إلى دور إسرائيل فيه وخصوصاً في مصر وسورية والعراق ولبنان وفي فلسطين أولاً وأخيراً لافتا إلى أن الشعوب والحكومات العربية منشغلة اليوم عما يجري داخل فلسطين حيث يكمل الاسرائيلي مشروعه بتهويد القدس ومصادرة المنازل وتهجير المقدسيين بينما يسيطر على اهتمامات هؤلاء الموضوع السوري ويتجاهلون في الوقت ذاته أحداث البحرين وهذا أحد أوجه المظلومية الكبرى.

وأضاف نصر الله.. إنه لو ذهبنا أبعد من ذلك في العقل الإسرائيلي سنجد أن القلق وعدم الوضوح والغموض بالحد الأدنى ولا أريد المبالغة بالتقييم فالقلق والغموض والارتباك يسيطر على العقل الإسرائيلي حول تطورات المنطقة وهذا عبر عنه المسؤولون الإسرائيليون السياسيون والعسكريون والأمنيون في أكثر من مناسبة فقبل أيام كان هناك مؤتمر سنوي اسمه مؤتمر (هرتزيليا) خطب فيه كبار القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين وخبراء استراتيجيون في اسرائيل ومن خارجها وللأسف شارك فيه بعض العرب وهذا موقف مدان ومؤسف ومخز حيث تحدث هؤلاء وكان العنوان العريض لحديثهم هو القلق وهذا القلق ليس بالقلق الاستراتيجي أو الأمني إنما الوجودي.

وتناول نصر الله بعض ما جاء في هذا المؤتمر قائلا.. يكفي أن استشهد ببعض ما قاله ايهود باراك وزير الحرب الاسرائيلي في المؤتمر بأن التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها إسرائيل أكثر مصيرية من التحديات التي واجهت المؤسسين لها ومن تلك التي واجهت قادتها خلال حرب الأيام الستة عام 1967 وتلك التي واجهتهم في حرب عام 1973 وهذه المحطات هي الأكثر مصيرية في تاريخ إسرائيل.

وأضاف نصر الله.. إن باراك يعتبر أن هذه المرحلة اليوم أخطر والتهديد فيها أكبر من ذاك الزمن في الوقت الذي كان مفترضاً فيه أن إسرائيل تسير باتجاه المزيد من القوة والمنعة.. واسرائيل اليوم تتحدث عن القلق والخطر الوجودي نتيجة الفعل المقاوم والسياسي والصمود والإرادة وتضحيات الشهداء موضحا أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قال سابقا بعد حرب عام 2006 ولم يكن حينها قد سقط نظام حسني مبارك ولا انسحب الأمريكي من العراق.. (إن حرب عام 1967 شكلت بالنسبة لإسرائيل انتقالاً من دولة كان أصل وجودها موضوع تساؤل إلى دولة من غير الممكن التغلب عليها).

وقال نصر الله.. إذا بعد نتائج تلك الحروب تغلغل في وعي جزء من العالم العربي بأن إسرائيل لا يمكن هزيمتها فالنصر والردع الإسرائيليان شكلا عاملا حاسما أوصل دولا عربية إلى فهم وجوب الاعتراف بوجود دولة إسرائيلية وإقامة سلام معها وهكذا تم التوصل إلي اتفاقيات سلام مع مصر والأردن وإلى مؤشرات تسوية مع الفلسطينيين لكن بعد الانسحاب الأحادي من لبنان ومن قطاع غزة وبعد حرب لبنان الثانية عام 2006 انقلب الاتجاه وبات واضحا الآن أن إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها وعاد التساؤل حول بقائها يلوح من جديد ليس فقط لدى أعداء اسرائيل وإنما لدى أصدقائها أيضا وهذا الكلام كان قبل سقوط نظام مبارك وانسحاب الأمريكي من العراق فكيف الآن.. هذا ما يجب أن يسمعه العالم العربي والشعب اللبناني وقوى 14 آذار على الخصوص.

وأضاف نصر الله.. إن عنوان القلق المسيطر على العقل الإسرائيلي هو منطقي وطبيعي لأن هناك تراجعا في مرتكزات القوة لإسرائيل وللمشروع الصهيوني ومن تلك المرتكزات التبني والدعم الأمريكي والغربي واستخدام النفوذ الأمريكي السياسي والأمني والعسكري والمالي حيث يوجد اليوم تراجع لأمريكا والغرب في منطقتنا وحتى في العالم وان مرتكزات التسوية التي كانت تسير نحو الاكتمال هي الآن بحكم المنتهية والمعدومة.

وتابع نصر الله.. ومن مرتكزات القوة وجود أنظمة قدمت خدمات جليلة لإسرائيل وأخرجت أكبر دولة عربية من الصراع وهو نظام حسني مبارك واليوم هذا النظام ذهب وقد قلت سابقاً إنه أياً يكن الوضع بعد نظام مبارك فلن يكون أسوأ من الوضع الكائن بوجوده لذلك أقاموا مجالس العزاء على حسني مبارك والفرح والبهجة لما يجري في سورية.

وقال نصر الله إن نتنياهو يقول اليوم.. العراق تحول إلي حليف لإيران ولمحور المقاومة.. والهيبة العسكرية الإسرائيلية سقطت في لبنان وغزة والقوة العسكرية هي من مرتكزات القوة الإسرائيلية ولكن هذه القوة العسكرية تراجع الرهان عليها وأثبتت حربا لبنان وغزة أن القوة الجوية التي يملكها العدو غير قادرة على حسم معركة وأن القوة البرية أيضا عاجزة عن حسم معركة وهي التي وقفت لأيام تقاتل أبطالا في جنوب لبنان وفي محاور غزة.

وأضاف نصر الله.. إن مرتكزات قوة العدو دائماً كانت ضعف هذه الأمة وأنظمتها وشعوبها والعدو يتحدث اليوم عن عناصر قوة في هذه الأمة وعن قوة المقاومة وعن قوة دول مقاومة وممانعة وخصوصا عندما يتحدث عن الصواريخ.. ومائير داغان وهو من أهم الشخصيات الأمنية في إسرائيل وهو رئيس الموساد قال للصحفيين في دردشة إن حزب الله يملك من القدرة الصاروخية والنارية ما تملكه 90 بالمئة من دول العالم وكلامه هذا صحيح أم خاطئ.. الله أعلم.. لكن يكفي أن يؤمن الإسرائيلي بأن المقاومة اللبنانية تملك قوة نارية ما لا تملكه 90 بالمئة من دول العالم حتى يشكل هذا رادعا للعدوان وحاميا لهذا البلد.

وقال نصر الله إن من عناصر قوة العدو التي كان يتحدث عنها التماسك الداخلي والاستعداد للتضحية وهذا كله في تراجع ونحن رأينا حجم المشاكل الداخلية وأمام إسرائيل اليوم تهديدات كبيرة يتحدث عنها كما يتحدث عن أن لديه فرصا ومنها أن ينتخب في مصر رئيس جديد ويقوم تحالف بين الجيش والرئيس لتعطيل الإرادة الشعبية وإلا الفوضى.. مخاطبا المصريين بأن كل حادث أمني وفوضى واضطراب وكل استثارة طائفية ومذهبية ومناطقية تجري الآن في مصر فتشوا عن الإسرائيلي وعن الأمريكي فيها.

كما أكد نصر الله ان أي دعوة للحوار الوطني في لبنان بدون شروط مسبقة هي دعوة جيدة وطيبة ومقبولة ونحن نؤيدها وندعمها ونشارك فيها ونذهب في الحوار إلي أبعد مدى أما إذا كانت مشروطة مسبقا فهي ليست دعوة للحوار بل تسجيل نقاط مشيرا إلى أن جزءاً كبيراً من خطابات قوى 14 آذار خلال الاحتفال بذكرى اغتيال رفيق الحريري تركزت على حزب الله والقيادة السورية حيث شنوا هجوما عنيفا وقاسيا جدا على سورية.. وكان فارس سعيد بمثابة الناطق الرسمي باسم مجلس اسطنبول.

وقال نصر الله إنه يجب أن يكون لدى قوى 14 آذار منهجا ووحدة معايير فأنا لدي معيار واحد أنظر منه إلى جميع الدول متسائلا لماذا يا فريق 14 آذار تصدرون الفتاوى وترسلون السلاح والمال وتقاتلون بالإعلام والسياسة وأنتم جميعكم متورطون بالمال والسلاح والإعلام والموقف وفي تسعير القتال والصراع في سورية.. كما انه لا يجوز لأي حزب ان يخالف قوانين الدول الأخرى بغض النظر عن موقفه من سياستها أو قوانينها فهل تسمح قوانين سورية لفريق 14 آذار بأن تدخلوا السلاح والمال وتحريض السوريين على بعضهم البعض.

وخاطب نصر الله قوى 14 آذار بالقول.. أنتم ربطتم خياراتكم كلها برهان واحد هي رهانات على تطورات خارجية مضيفا أن خطابهم كله واضح بأنهم ينتظرون سورية وقد حسموا بأن النظام سيسقط هناك كما حسموا في رهانات سابقة أخرى ولم يفلحوا.. ثم أليس من الخطأ وأنتم الذين تتكلمون عن حياد لبنان مع إسرائيل ألا تكونوا على الحياد مع سورية.. وهناك فرضيتان واقعيتان لهما انعكاس على لبنان ماذا حضرتم لهما.. أولاهما أن تعالج الأمور في سورية بالإصلاحات ويتم تجاوز المحنة فعلى ماذا ستراهنون بعدها وكيف ستتصرفون.. هذا العداء والصراع والتحريض والمشاركة الميدانية ألن تترك أثرها على مستقبل العلاقات اللبنانية السورية.

وتابع نصر الله.. أما الفرضية الثانية التي أستبعدها أن تنزلق الأمور إلى حرب أهلية في سورية ولم يعد هناك نظام ولا بديل وذهب البلد إلى حرب أهلية وهذا ما تريده أمريكا وإسرائيل وتعملان له ليل نهار فماذا حضرتم للبنان الذي تزجون به في أتون هذه الحرب.

وتساءل نصرالله عن مصدر الأموال التي أنفقتها قوى 14 آذار منذ عام 2005 على نشاطاتها وفعاليتها وأحزابها وشخصياتها وقياداتها والانتخابات النيابية والتي بلغت ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار وقال.. إن إيران لم تعط المال والسلاح لحزب الله لأنه حزب سياسي لبناني ولكن لأنه حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي ودعم حركات المقاومة بالمال والسلاح أمر قانوني وعرف دولي وتاريخ البشرية كله قائم على هذا والدول في العالم تدعم حركات الشعوب المقاومة.. أما أنتم فتنظيم وحزب سياسي وليس لكم حصة في قتال إسرائيل.. والنقطة الأخرى هي موضوع السلاح.. ونحن عندما نتكلم عن سلاح المقاومة لدينا تبرير بأن هذا السلاح للدفاع عن لبنان وتحرير الأرض ومواجهة العدوان والتهديد الإسرائيلي ونحن متمسكون بسلاحنا حتى إشعار آخر من أجل الدفاع عن لبنان.

وحول زعم أن الربيع العربي ولد من رحم (ثورة الأرز) قال نصرالله.. إن هذا الربيع خرج ضد الأنظمة التي يديرها كل من كونداليزا رايس وكلينتون وفيلتمان وهم نفس الذين كانوا يديرونكم في العام 2005.. ولدي سؤال لو نجحت الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2006 وعلى قطاع غزة في العام 2008 ونجحت أمريكا في ضرب المقاومة العراقية وقام الشرق الأوسط الجديد الذي كنتم جزءا منه هل كان سيولد الربيع العربي وهل كان سيحل خريف وشتاء قاسي في كل البلدان العربية.

وأكد نصرالله أن حزب الله مع الاستقرار السياسي والأمني في لبنان بالرغم من كل ما يجري في المنطقة ومع استمرار الحكومة الحالية ومعالجة أزماتها ونقاط ضعفها لأنه لو لم يكن هناك إيجابية أو إنتاجية لهذه الحكومة سوى الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني في هذه المرحلة فهي إيجابية كبيرة جدا وتستحق على المستوى الوطني أن يحافظ عليها.

وأضاف نصر الله.. إنه في موضوع التفجيرات في الهند وجورجيا وتايلاند أستطيع أن أجزم أننا كحزب الله ليس لنا علاقة بها مؤكدا أن دم الشهيد عماد مغنية سيبقى يلاحق الاسرائيليين في وعيهم وأحلامهم وهذا الدم لن يسكن.. أما ثأرنا له فهم يعرفون أين.. وسيأتي اليوم الذي نثأر فيه له ثأرا مشرفا.

وختم نصرالله بالقول.. نحن أهل هذه المقاومة باقون ومستمرون هنا بهذا النهج والرؤية والوضوح والثوابت ولا تقلقوا على المستقبل فالقلق هو عند الإسرائيلي والأمريكي الضعيف وسنتمكن من مواجهة هذه الفتنة ونفوت الفرصة على إسرائيل وسنواجهها بالوعي والثبات وبالإرادة التي لا تعرف الهزيمة.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...