نقد لدراسة حول الحجاب بالجزائر

02-08-2009

نقد لدراسة حول الحجاب بالجزائر

أثارت دراسة جزائرية جدلا متزايدا حول الحجاب ومدى علاقته بالواقع الاجتماعي, وأسباب الإقبال عليه.
 وقد ذهبت الدراسة إلى أن الإقبال على الحجاب "يعود أساسًا لأسباب اجتماعية وليست دينية فضلاً عن تراجعه لدى المرأة الأكثر تعليمًا". وأثارت الدراسة التي أجراها المركز الوطني للإعلام حول حقوق المرأة والطفل استفسارات عديدة علق عليها الدكتور توفيق قطوش أستاذ علم الاجتماع بالقول إن الدراسة تعاني قدرًا من الغموض من حيث المعايير المتبعة.
 وانتقد أستاذ علم الاجتماع استخدام الدراسة بعض المصطلحات بطريقة غير دقيقة مستدلاً على ذلك باستخدام كلمة "التشادور" مرادفًا لـ"الحجاب الملتزم" وهو استخدام له خلفية ذات طبيعة موحية".
 كما أخذ قطوش على الدراسة افتقادها للمنهجية، مشيرًا إلى النتيجة التي وصلت إليها من أن الجزائرية تبتعد عن الحجاب كلما ارتفع مستواها التعليمي.
واعتبر قطوش أن انتشار الحجاب في الجزائر يأتي في سياقه التاريخي مصحوبًا بالتحولات التي تشهدها البلاد، موضحًا أن الحجاب ليس ظاهرة وإنما هو واقع أصيل ومكون أساسي للمجتمع.

ورصد انتشار الحجاب منذ عقد الثمانينيات "كثمرة من ثمار رغبة دفينة في إحداث التغيير المنشود في المجتمع".

كما قال إن هناك حركات سياسية تلقفت هذا الاتجاه وتبنته في إطار يرمي إلى تغيير المجتمع نحو خصائصه الأصيلة. ونبه إلى أن ما أوردته الدراسة من أن 65% من النساء في منطقة القبائل يؤيدن السفور، يعني تأثر المشرفين عليها بأفكار مسبقة "فالأمر ليس على هذا الإطلاق".
وتحدث رئيس لجنة الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى الشيخ محمد شريف قاهر قائلاً إن الحجاب أمر شرعي مقطوع به. وذكر أن تفسير الأسباب الكامنة وراء ارتداء الجزائريات للحجاب قد يكون خوضًا في النوايا.

وعن عودة الجزائريات للحجاب قال إن "القضية دينية اجتماعية أخلاقية والإنسان بشكل عام مطلوب منه أن يستر نفسه ماديا وأخلاقيا وليس أفضل من الإيمان لتحقيق هذا الستر".
 واختلف الشيخ قاهر مع ما وصلت إليه الدراسة من أن المتعلمات أقل إقبالاً على الحجاب، قائلاً إن المحجبات يمثلن اليوم الأغلبية في الجزائر وغيرهن يشعرن بالغربة بالمقارنة مع الأغلبية الساحقة مثلما يحدث مع بعض الطالبات.
وأعرب عن اعتقاده أن الدراسة تستند لرؤى وأحكام مسبقة مذكّرًا بأنها تمت بتمويل إسباني.
 وقد أشارت الدراسة التي شملت أزيد من 2000 شخص عبر مختلف مناطق الجزائر إلى تراجع اللباس التقليدي مثل الحايك والجلابة لصالح أشكاله الواردة من المشرق العربي.
 وتقول فريدة العاملة بالبريد المركزي بالجزائر العاصمة إن حجابها يشكل حالة وسطًا بين الإفراط والالتزام, ولا يخلو من تأثر بما تراه من حجاب في دول المشرق والكثير من زميلاتها في العمل يرتدينه أيضًا.
 لكنها في الوقت نفسه ترفض الحجاب المستحدث اللصيق الذي بدأ في دول عربية وأخذ في الانتشار بالجزائر مؤخرا.
 وتقول سهيلة الطالبة الجامعية إنها بدأت مشوارها بحجاب أكثر التزامًا. وتضيف "اضطرت إلى تحوير هذا الحجاب وارتداء الجينز لتتمكن من استخدام وسائل المواصلات العامة بسهولة أكبر".

تسعديت بداد

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...