هل سيخرج أولمرت المحتال من حفرته؟

17-06-2008

هل سيخرج أولمرت المحتال من حفرته؟

الجمل: توقع الجميع أن تنتهي الحياة السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب كاديما إيهود أولمرت على يد فضائح الفساد وتحقيقات الشرطة الإسرائيلية، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، وما كان مثيراً للاهتمام استمرار أولمرت في هدوء وتحدي!!
* إيهود أولمرت وطرح قفاز التحدي:
بدأ أولمرت بعرض عضلاته في الساحة السياسية الإسرائيلية، وقد نشرت صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية تقريراً حول أولمرت تضمن الإشارة إلى النقاط الآتية:
• تحدث أولمرت يوم أمس الاثنين إلى زعماء حزب كاديما قائلاً أنه سيبقى وسيخوض معركة إعادة انتخابه رئيساً للحزب.
• تحدث أولمرت في نقاش مع بعض الناشطين نقلته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي مؤكداً اعتقاده بالحصول على البراءة في أوساط الرأي العام الإسرائيلي بعد اكتمال عملية تقاطع المعلومات الواردة في إفادة اليهودي الأمريكي موريس تالانيسكي شاهد الاتهام الرئيسي ضد أولمرت والتي ستتم في يوم 17 تموز 2008م القادم.
• تحدث أولمرت إلى أنصاره ومؤيديه واصفاً عملية تقاطع معلومات الشاهد بأنها تشبه إلى حد كبير تقاطع المعلومات المتعلقة بفحوى تقرير فينوغراد المتعلق بحرب صيف العام 2006م، وبالتالي مثلما أصبح أولمرت بريئاً من المسؤولية عن هزيمة لبنان فإنه يتوقع أن يصبح بريئاً من المسؤولية عن الفساد واتهامات تالانيسكي والشرطة الإسرائيلية التي استجوبته خمس مرات.
• برغم أن جولة الكنيست المحدد لها أن تتم في الأسبوع المقبل من أجل التصويت على عريضة تطالب بإجراء الانتخابات العامة في 11 تشرين الثاني 2008م، فقد صرح أولمرت لأنصاره بأنه لا يتوقع إجراء أي انتخابات قبل آذار 2009م القادم.
• نظم أنصار أولمرت تجمعاً حاشداً قبل عشرة أيام في منطقة تيرات هاكارميل وحملوا اللافتات والشعارات المطالبة بدعم أولمرت وتقديم الشكر والثناء له.
• تحدث إتزيك ريجيف رئيس حملات حزب كاديما الميدانية قائلاً بأنه قد طالب أولمرت بضرورة عدم اتخاذ أي قرار بإجراء انتخابات حزب كاديما الداخلية.
• قررت لجنة تسيير حزب كاديما اعتماد الانتخابات الداخلية للحزب لتولي منصب رئاسة الحزب لجهة تمكين مجلس الحزب من تحديد تاريخ الانتخابات الداخلية وحصر العضوية بما يؤدي لتحديد أعضاء الحزب الذين يملكون حق التصويت والترشيح لتولي منصب رئيس الحزب.
• لم يحضر أولمرت اجتماع لجنة تسيير كاديما، وتقول المعلومات بأن عافي ديخيتر وزير الأمن العام الإسرائيلي هو المسؤول الكبير الوحيد الذي حضر أما تسيبي ليفني وزيرة الخارجية فلم تحضر كذلك لأنها كانت في لوكسمبورج لعقد اجتماعات مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وقد اكتفت ليفني بإرسال مستشاريها عامير غولدشتاين وكاغان غايير لحضور الاجتماع.
* أولمرت ولعبة توازن القوى داخل إسرائيل:
يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي الإبقاء على مركزه السياسي عن طريق استخدام وتوظيف عدد كبير من موازين القوى داخل الساحة الإسرائيلية من أبرزها:
• توازن القوى داخل حزب كاديما: ويستخدم أولمرت آلية التهديد بخطر انهيار كاديما إذا انهارت الحكومة مدعوماً بحلفائه داخل الحزب وعلى وجه الخصوص ذلك العدد الكبير من نخبة كاديما الذين ورطهم أولمرت في شتى أنواع الفساد المالي والإداري.
• توازن القوى داخل الكنيست: ويستخدم أولمرت تحالفه مع وزير دفاعه الجنرال إيهود باراك كآلية لردع وتزايد نفوذ بنيامين نتينياهو والليكود المتطرفين وحلفائهم.
• الجمع بين توازن القوى داخل الكنيست وتوازن القوى داخل كاديما: وهي الآلية التي استطاع أولمرت أن يستخدمها في الحفاظ على نفوذه داخل كل من الكنيست وكاديما، بحيث ربط بين الطرفين حيث أن أي تعديل في موازين القوى داخل أي طرف سيؤثر سلباً على موقف أولمرت، فإن هذا التغيير سيتردد صداه بما يؤثر سلباً في الطرف الآخر.
• توازن القوى في أوساط الرأي العام الإسرائيلي: أدرك أولمرت وحلفاءه تماماً أن الرأي العام الإسرائيلي في الوقت الحالي أصبح في غير صالح أولمرت وكشفت استطلاعات الرأي صعود شعبية نتينياهو، وقد استطاع أولمرت أن يوظف هذه الميزة في ردع المعارضين له داخل الحكومة وداخل حزب كاديما، على أساس اعتبارات أن انهيار أولمرت معناه انهيار الحكومة والكنيست بما يؤدي إلى انتخابات جديدة مبكرة لن يستطيع فيها لا شاؤول موفاز ولا تسيبي ليفني تحقيق النصر على بنيامين نتينياهو وهذا معناه صعود الليكود وانهيار كاديما وحلفاءه، خاصةً أن نتينياهو إذا سنحت له فرصة الصعود إلى الحكومة فإنه سيركز على إقصاء كاديما والعمل وإخراجهما من الساحة السياسية.
• توازن القوى النوعي: يستخدم أولمرت أسلوب الموازنة بين توجهات السياسة الخارجية الإسرائيلية وتوجهات السياسة الداخلية الإسرائيلية عن طريق منهجية استراتيجية الفرص والمخاطر، وتداعياتها على الأمن الإسرائيلي، فهو:
* يهدد باقتحام قطاع غزة ولكنه يسعى للتهدئة مع حماس.
* يهدد بضرب إيران ولكنه يسعى لخلق إدراك عام بأن الأمر برمته في يد الولايات المتحدة الأمريكية.
* يطالب بالمفاوضات مع الفلسطينيين ولكنه بصدد الموافقة على بناء المزيد من المستوطنات.
يطالب بالمفاوضات مع سوريا ولكنه يلمح إلى إمكانية تحقيق السلام مع احتفاظ إسرائيل بالجولان، وبإمكانية أن يتحقق النجاح بإبعاد سوريا عن إيران دون أن تكون الجولان ثمناً لذلك.
استطاع أولمرت أن يجمع بين كل هذه الموازين ضمن ميزان واحد، بما أدى إلى نشوء صيغة توازن قوى إسرائيلي داخلي – خارجي أتاح لأولمرت البقاء بسلام حتى الآن، هذا، وتقول المعلومات بأن أعضاء الكنيست العرب أصبحوا يقفون إلى جانب أولمرت مثلهم مثل حزب العمل وزعيمه باراك طالما أن البديل لأولمرت هو نتينياهو المتشدد.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...