هل كلّ ذي عاهة مبدع ؟!..

14-11-2007

هل كلّ ذي عاهة مبدع ؟!..

الجمل- مهند عبد الرحمن: ..... ما قصدت ذلك المكان باحثاً عن هكذا أشخاص كونت الحياة عقائدهم بصورة غير مألوفة، مازجة إياها بأفكار فلسفية تقوم بطابعها العام على جمال الروح دون الجسد.. ولكن شاءت مقدرات الزمن أن ألقى شاباً صدفة ومن غير سابق موعد، كان وكأنه يخضع لاختبار ٍ بالإنجليزية...كانت إجاباته في منتهى السرعة والطلاقة..لكنّ التناقض الرهيب بين المظهر والجوهر شدّ كياني.. جلست أصغي وانتظرت حتى انتهوا من الأخذ والرد بين سؤال وجواب، ثم سألته، فأجاب:  مجهول الهوية..  غريب في عالم النسيان.. منسيّ في عالم الضياع، أما الثقافة... آه من الثقافة.. أستاذي خروف وكتابي الطبيعة وأنا من العدم، قاطعته سائلاً:ما المهنة ؟ قال: أحرر الحجر، ومن ثم فتح كيساً   وفكّ منديلاً بالياً داكن السّمرة ليظهر لي حجراً عليه نقوش وأشكال يخيّل للرائي أنه أخذ من معبد بوذي، سألته الإيضاح عن المنحوته فقال: أكره دور المحقق، وأسترسل يحكي فكرة الحجر بصورة عجيبة حتى خِلتُ نفسي أمام فيلسوف ٍ من زمن اليونان أو وثني من عهد آزر.........

تلك حكاية شاب تدمري رعى الغنم، عشق الطبيعة، قدّس الجمال، وأنكر ذاته.

ذلك النّحات البارع ذو الإجابات الفلسفية، المتقن للإنجليزيّة، العارف بالعبادات القديمة من طقوس ٍ وآلهةٍ وقرابين لم يعرف معلماً قط، بل تعلم من الطبيعة بدافعٍ من الذات.

... ذلك المولع بصنع الجمال.. حين فرغ من الكلام وهو يلفّ حجره بعد أن نفض عنه غبار الماضي نهض ومشى غير آبه بالزمن.. مضى وبدون التفاتة.. وحين لاحظت تفاوت الطول بين ساقيه أدركت الحكاية..     كلّ ذي عاهة مبدع .

الجمل

مقالات أخرى للكاتب:

وليد إخلاصي في حوار مطول مع الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...