واشنطن تعد لمواجهة مع إيران

14-05-2006

واشنطن تعد لمواجهة مع إيران

أكدت مصادر ديبلوماسية غربية متطابقة ان المواجهة الاميركية مع ايران باتت تأخذ منحى شبيهاً الى حد كبير بالخطوات التي سبقت غزو العراق واطاحة نظامه في ربيع العام 2003. واعتبرت المصادر ان من ابرز المؤشرات الى ان ادارة الرئيس جورج بوش تحضر لمواجهة كبيرة مع طهران هو اقدامها على تشكيل دوائر ووحدات مختصة في التعاطي مع الشأن الايراني في كل من وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الامن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي اي».

واوضحت المصادر التي تحدثت الى «الحياة» شرط عدم كشف اسمها ان الادارة تعمل منذ شهور على استقطاب الكفاءات الديبلوماسية والاستخباراتية والاستراتيجية من مناطق واختصاصات اخرى بما فيها العراق ودول خليجية للتعاطي مع الملف الايراني من كل جوانبه. واعتبرت المصادر ان استقطاب الكفاءات الاقليمية والدولية للعمل في الدوائر المختصة في الشأن الايراني «يظهر تحولا مؤسسيا شبيها بالتحول الذي سبق المواجهة مع النظام العراقي». ولفت مصدر ديبلوماسي الى ان وزارة الخارجية كانت تتعاطى مع ايران في السابق من ضمن الدوائر المعنية بشؤون الشرق الاوسط والخليج العربي قبل ان تعمد اخيرا الى فصل ايران عن بقية الدول ضمن المجموعة الاقليمية وتأسيس دوائر خاصة بها.

ولم ينف مسؤول كبير في البيت الابيض التغييرات التي شهدتها الوزارات والمؤسسات المعنية بالشؤون الخارجية لجهة التعاطي مع ايران. لكنه رفض الاستنتاج أن واشنطن «ذاهبة لا محالة الى مواجهة عسكرية مع طهران». وقال لـ «الحياة» إن تنامي الدور الاقليمي الايراني خلال السنوات الاخيرة، خصوصا بعد اطاحة النظام العراقي، «يتطلب تخصيص موارد اضافية واعادة هيكلة المؤسسات التي تتعاطى الموضوع الايراني».

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وصفت ايران بأنها «الدولة الاكثر دعما وتمويلا للإرهاب في العالم»، فيما ابلغ مستشار سياسي كبير في البيت الابيض «الحياة» ان ايران «هي القاسم المشترك الاعظم في كل الازمات والتحديات التي تواجه اميركا في المنطقة»، في اشارة الى اتهام طهران بالتدخل في العراق، وعلاقاتها الرسمية بتنظيمات مصنفة ارهابية مثل «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية وتحالفها مع سورية، اضافة الى الاشتباه بأنها تسعى الى الحصول على قدرات عسكرية نووية. ولفت الى «ان قدرة ايران المتنامية على زعزعة الاستقرار الاقليمي والتأثير سلبا على مصادر الطاقة في المنطقة باتت مصدر قلق كبير لدى الادارة».

ورجحت المصادر الديبلوماسية ان تواصل الادارة الاميركية متابعة الملف الايراني عبر الوسائل السلمية في شكل مواز لتحضيراتها لاحتمال مواجهة عسكرية في حال فشل المسار السلمي. واعتبرت تأكيدات الرئيس بوش بأنه لن يسمح لإيران بالحصول على قدرات نووية مؤشرا الى انه «لن يغادر البيت الابيض قبل ان يضمن تعطيل برنامجها النووي لسنوات عدة على الاقل، ما لم يعمل على اطاحة النظام في طهران قبل انتهاء ولايته في العام 2008».

في جزيرة بالي (أ ف ب)، أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس، ان الرسالة التي وجّهها الاثنين الماضي الى نظيره الأميركي «لا تمت بصلة الى البرنامج النووي» لبلاده أو لعلاقاتها مع الولايات المتحدة، بل «تهدف الى إرساء قواعد خطاب سياسي جديد يرتكز الى العدالة والكرامة البشرية والسلام».

وأكد نجاد، في ختام قمة الدول الإسلامية الثماني في جزيرة بالي الاندونيسية، استعداد طهران للحوار مع أي دولة باستثناء اسرائيل، «شرط ألا تُشهر قنابل فوق رؤوسنا». ونصح الدول الغربية بـ «الاسترخاء» و «عدم الانفعال بسبب الغرور والأنانية والنزعة الى عزل الآخرين». وقال نجاد: «يعلمون بنسبة مئة في المئة ان البرنامج النووي لإيران سلمي بالكامل، لذا يجب الا ينفعلوا».

وقرّر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت استمرار تكليف جهاز الاستخبارات (الموساد) الملف النووي الايراني، علماً ان الحكومة ضاعفت الموازنة السنوية للموساد العام الماضي بسبب تزايد ما تسميه «التهديد الايراني».

وفي سياق الاجتماع المرتقب للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة الى ألمانيا في لندن الجمعة المقبل، من أجل درس «حوافز» جديدة وعقوبات محتملة على طهران، أكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أمس ان اي حوافز «لن تجذب» اهتمام ايران في حال عدم الاعتراف بحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية، «أي تخصيب اليورانيوم». وطلب متقي من الأوروبيين «عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبوه في آب (اغسطس) 2005»، حين قدموا مقترحات تضمنت مطالبة ايران بالتخلي عن التخصيب، واعداً بإظهار اكبر مقدار من التعاون «في ظروف مثالية». وكان يعلّق على اعلان الجانب الفرنسي ان الأوروبيين يدرسون تقديم «ضمانات أمنية إقليمية» لإيران في مقابل وقف التخصيب.

 

 

المصدر : الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...