وزير خارجية أسبق يربك أنقرة: الأسد ليس وراء تفجيرات الريحانية

17-05-2013

وزير خارجية أسبق يربك أنقرة: الأسد ليس وراء تفجيرات الريحانية

أطلق وزير خارجية أول حكومة لـ«حزب العدالة والتنمية» ياشار ياقيش سلسة من المواقف التي شكلت صدمة للحكومة التركية وطرحها الذي يتهم النظام السوري حصرا بتفجيرَي الريحانية السبت الماضي. وقال ياقيش، في حوار مع صحيفة «أقشام» التركية نشر أمس، انه لا مصلحة للنظام السوري بالتفجير، وان اتهاما كهذا يتصف بالسطحية.
واعتبر ياقيش أن «الاحتمال الأكثر سوءا هو أن جهودا تبذلاتراك يفرون من القنابل المسيلة للدموع خلال اشتباكات مع الشرطة في اسطنبول امس احتجاجا على السياسة التركية حيال سوريا (رويترز) لجر تركيا إلى الحرب، وهو بالذات ما يستدعي عدم الاستعجال في التشخيص وإطلاق التهم، لأن عددا كبيرا من الدول غير سوريا يمكن أن يكون لها مصلحة في التفجيرات».
وإذ سئل عما إذا كان لإيران مصلحة، قال: «يمكن إيران ويمكن المعارضة السورية وبعض الدول الغربية. الدول الغربية خصوصا تنفخ تركيا لكي تورطها في الأزمة السورية بدلا منها، لأنها لا تريد أن تفقد جنودها هناك. ولسان حال الغرب: لتقم تركيا بهذا العمل القذر. حتى الدول الاسكندنافية والأوروبية الغربية لا تريد أبدا أن تتورط في المشكلة السورية. ربما بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا هي من تريد إقحام تركيا في هذا الفخ. هؤلاء يرسلون أسلحة ومساعدات، لكنهم غير مستعدين لإرسال جنود».
وأضاف ياقيش: «في داخل المعارضة السورية المسلحة يوجد أكثر من 300 مجموعة، وكلها مستقلة عن بعضها البعض. وهذه الجماعات المسلحة ستكون مسرورة جدا في حال دخلت تركيا الحرب لكي تطيح نظام الرئيس السوري بشار الأسد... لذلك، أعتقد انه يجب إلا تخرج في تركيا تقييمات سطحية على شاكلة هذا التفجير قامت به المخابرات وهي الجهة الوحيدة المتهمة».
وأشار إلى انه حتى رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان كان حذرا في البداية من إطلاق التهم، «لكن لو كنت مكان المسؤولين الأتراك بدلا من تدفيع الفاتورة للمخابرات السورية فقط، لكنت أعملت التفكير في أن هناك مؤامرة كبيرة، وأن المخابرات السورية ربما تكون استخدمت كأداة لذلك. لأنه لو ظهر بعد مدة أن إيران مثلا هي التي قامت بالعمل، فإن النظرة هي أن تركيا تقوم بتقييمات خاطئة، وعلى تركيا ألا تسقط في هذا الوضع». وأضاف إن «إيران يمكن أن تكون متهمة، والحكومة العراقية وكذلك الدول الغربية. حتى لو لم تكن هذه الدول قامت بالتفجير فإنها مستفيدة منه».
وعما اذا كان للتفجيرات علاقة بعملية حل المشكلة الكردية، قال ياقيش انه «لا يعتقد ان عدم ارتياح سوريا لعملية حل المشكلة الكردية كاف لكي تقوم بمثل هذه التفجيرات. لذلك ربط التفجير بالمسألة الكردية واتهام سوريا بذلك يتناقض مع النظرة التركية. إما ان المنزعجين من حل المشكلة الكردية قاموا بها أو السوريين. ان دفع الأسد تركيا لتعتدي عليه لا يفيد المصالح السورية، لأن تدخل تركيا عسكريا يسرّع في إسقاط النظام. الأسد يدرك ذلك ويحسب حساباته، لذا لا يقوم بمثل هذا الأمر. يمكن ان تكون داخل المخابرات مجموعة تتحرك خارج علم الأسد وقامت بهذا الأمر. الأسد لا يمكن أن يعطي تعليمات بتفجير بين الناس وقتل الناس في ما لا ينسجم ذلك مع مصلحته».
وحول حل الأزمة في سوريا، قال ياقيش: «إذا من يمكن أن يحل المشكلة هو روسيا والولايات المتحدة. روسيا صلبة في الدفاع عن الأسد و(وزير الخارجية الأميركي) جون كيري قال انه يريد رؤية المعارضة والأسد على طاولة المفاوضات. بعد ذلك تراجعت قليلا عن هذا الموقف. لكن للولايات المتحدة أكثر من موقف. البنتاغون والخارجية الأميركية مع التدخل فيما البيت الأبيض يعارضهما، ولا يريد أن يكرر تجربة العراق. تركيا ترى ضرورة رحيل الأسد وعدم مشاركته في المفاوضات، لكن أمام تركيا عقبة في هذا المجال. تركيا تفاوض (زعيم حزب العمال الكردستاني) عبدالله أوجلان وهو في السجن، فيما ترفض مفاوضة رئيس الجمهورية السورية. وهذا وضع من الصعب الدفاع عنه. من الضروري إيجاد حل يكون الأسد جزءا منه ويوفر سفك المزيد من الدماء ويوفر مخرجا لائقا له».
وأضاف: «اليوم روسيا والولايات المتحدة تعملان على حل ما. روسيا في وضع أقوى. أنا اعتقد انه سيكون هناك حل يكون الأسد داخله.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...