30 مليـون صينـي يسـكنون فـي الكهـوف

28-04-2012

30 مليـون صينـي يسـكنون فـي الكهـوف

مثل معظم الفلاحين في ضواحي مدينة يانان في وسط الصين، ولد ران شوهوا في كهف صغير، لكنه انتقل إلى المدينة طلباً للعمل، فأصبح يعيش في منزل من الأسمنت. وبالرغم من أن حياته المعيشية قد تحسّنت إلى حد كبير، إلا أنه ينوي العودة إلى مسكن الطفولة عندما يتقاعد.كهوف الصين منازل بشرفات
يقول ران إن «الكهوف باردة في الصيف ودافئة في الشتاء»، فضلاً عن أنها «هادئة وآمنة»، ولذلك فإنه يتطلع إلى العودة إلى جذوره في المستقبل القريب.
يعيش أكثر من 30 مليون صيني حالياً في الكهوف، وهم يتركّزون في مقاطعة شانكسي الواقعة على هضبة اللوتس، والتي يسهل فيها الحفر بالنظر إلى طبيعتها الرملية، ما يجعل السكن في الكهوف خياراً معقولاً.
ويتكوّن كهف نموذجي من غرفة ممتدة داخل الجبل، مع مدخل نصف دائري مغطى بأوراق الأرز والريش الملون. كما تزيّن الجدران أحياناً بصور للزعيم الشيوعي الراحل ماو تسي تونغ، أو صور لشخصيات سينمائية يتم تمزيقها من مجلة براقة.
يقول ران «بعض الكهوف ليس جذاباً، لكنني رأيت بعض الكهوف الجميلة: سقف عالٍ، مساحات واسعة، وحديقة في الخارج يمكنك أن تمارس فيها التمارين الرياضية، أو أن تستمتع بأشعة الشمس».
والكهوف المميّزة هي تلك التي تنتأ من الجبال، وتكون مدعّمة بالطين. بعض هذه الكهوف متصل ببعض، حيث يحوي الكهف غرفاً عدة تسكنها عائلة واحدة. كما يمكن جر المياه والكهرباء إلى الكهف.
وفي السنوات الأخيرة، عمد مهندسون إلى تصميم الكهوف بمواصفات بيئية، وحققوا في ذلك نتائج مدهشة.
ويعتقد مدير مركز الأبحاث الخضراء في منطقة شيان، ليو جابينغ، انه من الضروري تطوير الكهوف لتتناسب مع ظروف الحياة الحالية، فالناس أصبحوا في حاجة إلى ثلاجة وغسالة وتلفاز... الخ
وأدخل ليو جابينغ أسلوبه الخاص في تطوير الكهوف، فابتكر نسخة مطورة من الكهوف التقليدية، وحوّلها إلى منازل عصرية بما تتطلبه من تكنولوجيا.
وتقوم تصاميم ليو جابينغ على فكرة بناء كهوف تكفي لعائلة كاملة، وهي مؤلفة من طابقين، مع فتحات في المداخل المقوّسة لتسهيل دخول الهواء والنور.
ويقول المسؤول في الحزب الشيوعي الصيني تشانغ وي: «إنه (الكهف) مثل الفيلا... الكهوف في قريتي مريحة مثل الشقق الراقية تماماً». ويضيف إن «العديد من الأشخاص يزورون المنطقة لاستئجار الكهوف إلا أن حداً من السكان لا يريد الانتقال منها».
وتصل قيمة إيجار كهف صغير يكفي لإيواء شخص واحد إلى 30 دولاراً في الشهر، كما يمكن أن يصل سعر كهف مساحته 70 متراً مربعاً، ويتكون من ثلاث غرف مجهزة وحمام، إلى 46 ألف دولار. لكن معظم الكهوف ليست للإيجار ولا للبيع، لأنه يتم توارثها من جيل إلى آخر.


السفير نقلاً (عن «لوس أنجلس تايمز»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...