ديك تشيني متهم بتسمم مئات الجنود الأميركيين في العراق

27-02-2017

ديك تشيني متهم بتسمم مئات الجنود الأميركيين في العراق

الجمل- بقلم:Justin Gardner- ترجمة: وصال صالح:

سمح ديك تشيني الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، بشكل متعمد بتسمم  الجنود الأميركيين في العراق.
 وفقاً لكشف مريع من قبل السيرجانت السابق في البحرية والجيش الأميركي جوزيف هيكمان، فإن  تقريباً ألف جندي أميركي  بالإضافة إلى سكان مدنيين محليين في العراق تعرضوا لتيارات مستمرة من الدخان السام الناتج عن حرق النفايات في "حُفَر الحرق" الخطيرة.
يُشار إلى أن امبراطورية هاليبرتون التابعة لتشيني تُشغل حوالي 250  "حفرة حرق"  وهي درت لهاليبرتون أرباحاً تُقدر ب 40 ملياردولار أميركي خلال حرب العراق وهذه الحفر تعمل على "حرق كل أنواع النفايات التي يمكن تصورها" بما قي ذلك "الإطارات، بطاريات الليثينيوم، و عازل الأسبيستوس ، وحاويات مبيدات الآفات، الستايروفوم، المعادن، الدهانات، البلاستيك، النفايات الطبية وحتى الجثث البشرية".
 تثبت هذه الممارسات الذميمة  مرة أخرى بأن ليس هناك ما هو مقدس عندما يتعلق الأمر بالآلة العسكرية، كما فعلت أميركا في فيتنام حيث ألقت نفاياتها وعرضت صحة الفيتناميين والبيئة والغابة  لخطر العامل البرتقالي،  وكذلك دمرت الإنسان والبيئة على حد سواء في العراق، وسيعاني أهالي هذا البلد من السمية لعقود، كما يتضح من الزيادات الحادة في معدل التشوهات الخلقية  والسرطان وسرطان الدم. وبالمثل يتحمل قدامى المحاربين الأميركيين وعائلاتهم العبء الأكبر من هذه المهزلة.
"حُفر الحرق: تسمم الحنود الأميركيين" هذا هو عنوان كتاب هيكمان الذي يبدأ بقصة جندي أميركي شاب كان يتمتع بوضع صحي ممتاز، أرسل إلى العراق وهناك كان يتعرض بشكل متواصل للدخان الناتج عن حُفر الحرق، وعندما عاد إلى الوطن كان يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي، ورفضت إدارة المحاربين القدامى تقديم الرعاية الصحية له، وفي وقت لاحق، بدأ وضعه الصحي بالتدهور نتيجة معاناته من سرطان الدماغ ومات لاحقاً، أما أولئك الذين يكتب لهم النجاة فيولد لهم أطفال يعانون من عيوب وتشوهات خلقية بمعدل ثلاث مرات أعلى من المعتاد، ووفقاً للكتاب ، فإن المحاربين القدامى يتعرضون لحرمان وزارة شؤون المحاربين القدامى لهم  من الرعاية الطبية نتيجة للأمراض الناجمة عن حُفر الحرق، وهي استراتيجية أساسية لإنكار أن هذه الحفر تشكل خطراً على الصحة.
توفي بو بايدن،  وهونجل نائب الرئيس جو بايدن نتيجة معاناته من سرطان الدماغ بعد خدمته في العراق على مقربة من حُفر الحرق، حتى هذه المأساة، الشبيهة بالكثيرمن قصص التعرض للموت، لم تلفت الانتباه إلى قضية ومسألة حُفر الحرق، المؤلف جوزيف هيكمان ضمن كتابه بتفاصيل صادمة أكثر، وكيف أن وزارة الدفاع الأميركية فعلت كل ما في وسعها لحجب هذه المعلومات عن الجمهور "أعتقد أن وزارة الدفاع بذلت قصارى جهدها لإخماد هذه القصة، وكذلك تفعل شؤون المحاربين القدامى، إنهم حقاً لا يريدون ان يخرج هذا للعلن على الإطلاق".
هيكمان قابل موظفاً سابقاً في مجموعة KBR للبناء والمقاولات النفطية، وكان متردداً جداً في التحدث حول حفر الحرق خوفاً من العواقب، كما تعرض لمضايقات من قبل KBR  عندما تحدث في وقت سابق عن هذه القضية، وتجنباً لتحمل المسؤولية تجاه هذه الاعتداءات الفظيعة على صحة الإنسان والبيئة، سهلت وزارة الدفاع الأميركية استخدام مقاولين من القطاع الخاص لهذه العمليات، لأن المقاولين لا يتمسكون بمعايير الجيش، هذا الاعتماد على المقاولين يغذي ميلهم للإهمال، وفقاً لهيكمان قالت الإدارة العليا "إذا كانوا سيحققوا معنا بخصوص حُفر الحرق هذه، لا تقلقوا بشأن ذلك، إذا انسحبنا لا يمكنهم  تشغيل هذه القاعدة".
وفي إطار جهودها المبذولة لإخفاء آثار حُفر الحرق، تمكنت الحكومة الأميركية حتى من التأثير على تقرير منظمة الصحة العالمية، حيث قللت من الآثار، وهي تقف في تناقض صارخ أمام العديد من من الباحثين المستقلين الذين وجدوا زيادة كبيرة في العيوب والتشوهات الخلقية عند حديثي الولادة، بالإضافة إلى أنوا اخرى من السرطانات كسرطان الدماغ وسرطان الدم، وأمراض أخرى عند السكان الذين يسكنون بالقرب من حُفر الحرق،" هناك مجموعة كبيرة من علماء الأوبئة الذين يعتقدون تماماً أنه تم التأثير على تقرير منظمة الصحة العالمية من قبل الحكومة الأميركية، دكتور موزهغان سافابياسفهاني وهو عالم بالسموم البيئية ويحظى بالاحترام على نطاق واسع، كان هناك ورأى العيوب والتشوهات الخلقية وكيف تم تدمير تلك البلاد بالتلوث، قال بأن هناك تشوهات خلقية في العراق وحتى أمراض ليس لها أسماء طبية حتى الآن.
الأدلة التي جمعها هيكمان وقدمها في كتابه تجعل المجرم الحقيقي من وزارة الدفاع والسياسييين يواصلون إنكار القضية، عندما يعاني المحاربون القدامى من الأمراض الناجمة عن حُفر الحرق ويتصلون  بممثليهم من أعضاء الكونغرس، هناك صمت لأنهم في السرير مع صناعة الدفاع.
 الجنرال ديفيد بيترايوس وغيره من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع نفوا الآثار الصحية لحُفر الحرق، لكن قدامى المحاربين ليس لديهم ملاذ، فهم لا يستطيعون رفع دعوى قضائية ضد الحكومة، هناك دعوى قضائية ضد KBR  ، بينما لن تعترف وزارة الدفاع بأنه تم إساءة استخدام حُفر الحرق.
بينما السياسيون وكبار الضباط يتصدرون التفاهات الوطنية لتكريم أولئك الذين يخدمون بلدهم، في الحقيقة الجنود هم مجرد أسماء وأرقام، يتم رميهم والتخلص منهم عندما تنتهي الآلة العسكرية منهم.
شركات الدفاع جنت مليارات الدولارات، بينما المحاربين القدامى  والسكان المحليين يعانون المرض والموت، وكل هذا يتم وسط صمت مطبق لوسائل الإعلام.


عن:The Free Thought Project

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...