الدواعش ليسوا ظاهرة جديدة في مجتمعنا السوري

07-08-2017

الدواعش ليسوا ظاهرة جديدة في مجتمعنا السوري

الجمل ـ سمير جباره: حكى لي والدي - الذي كان في الأربعينات و بدايات الخمسينات من القرن الماضي- يعمل في قيادة الدرك الكائنة في قلعة دمشق.. حكى لي أنّه في عام 1943 حصلت هزّة أمنية في دمشق كادت تؤدي إلى فوضى كبيرة..السبب كان سماح الحكومة للنساء بدخول دور السينما و تخصيص حفلات خاصة بهنّ....
العرض الأول (للنساء فقط) حصل في سينما الأمير بدمشق..
كان الاقبال شديداً بحيث نفذت التذاكر قبل الموعد بأيام..نساء العائلات الدمشقية لبسن أجمل ما لديهنّ من فساتين بهذه المناسبة و أوصلهنّ آباؤهنّ أو أزواجهن إلى دار السينما..
بعد ابتداء العرض بقليل تلقى والدي الذي كان مناوباً في مكتبه بالقلعة يومذاك اتصالاً من الدركي المكلف بحراسة دار السينما أفاد خلاله أن مجموعة ضخمة من "الزعران" يتظاهرون احتجاجاً على حضور النساء لعرض سينمائي و يهاجمون سينما الأمير و يطلقون النار في الهواء و يرمون بقنابل صوتية في مدخل البناء و هم يكبّرون.. مما سبّب هلعاً في الشارع..
اتصل والدي بالمرحوم سعد الله الجابري وزير الداخلية ليخبره عن الحادث و ليتلقى توجيهاته..المرحوم سعد الله الجابري أمر والدي بالتوجه على رأس كلّ القوة الموجودة في القلعة و قمع المتظاهرين.. و كانت تعليماته : قوصوا عليهم عالصايب..
فوجئ والدي و سأله: عالصايب يعني عالصايب يا سعد الله بيك؟؟
أجابه الوزيرمؤكّداً: عالصايب يعني عالصايب..
قال له والدي بالحرف: معليش أبعث أحد الضباط بدلاً عني؟؟ أنا اسمي ميشيل و يمكن وجودي يسبب مشكلة أكبر..
أجابه الوزير: الحق معك.. ابعث أحداً آخر.. بس بسرعة..
بقي والدي في القلعة و طلب من أحد الضباط المناوبين التوجه إلى السينما على رأس مفرزة مسلحة و تنفيذ أمر وزير الداخلية..و هو ما حدث..
كانت الحصيلة ثلاثة قتلى و عدداً من الجرحى بين مهاجمي دار السينما..منذ ذلك اليوم خُصِّصت حفلات للنساء في جميع دور السينما في دمشق.. و لم يعد يعكّر صفوها أحد..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...