حمص: مرشحون من ورق ما يصلحه الفوتوشوب يفسده المطر

12-04-2007

حمص: مرشحون من ورق ما يصلحه الفوتوشوب يفسده المطر

الجمل – حمص ـ يامن حسين :اشتدت في شوارع حمص حمى الانتخابات في الأيام القليلة الماضية فازداد عدد اليافطات والصور وغابت جميع أشكال البرامج الانتخابية، وظهرت أسماء جديدة وبكثرة خلال اليومين السابقين في المشهد الانتخابي رغم أن الوقت المتبقي للإنتخابات حوالي عشرة أيام فقط، وعلى الرغم من وجود 100 مرشحة في مدينة حمص إلا أنه خلال بحثنا لم نجد سوى إسمين نسائيين ظهرا بخجل وسط زحمة لافتات المرشحين الذكور.
إضافةً لذلك اكتظت الدوارات الرئيسية بحمص باللافتات التي شكلت جداراً بطول خمس أمتار حجبت معها المنحوتات والشجيرات الموضوعة بداخل هذه الدوارات ولم يتوانى بعض المرشحين عن ربط لافتاتهم بالمنحوتات الضخمة التي وضعت في الدوارات الرئيسية بالمدينة وإحداها تمثل وجهاً حزيناً موجودة عند دوارالفاخورة ومنحوتة أخرى عند دوار الزهراء بينما تعددت أساليب المرشحين بالتعريف بأنفسهم فمن الصوت الحر إلى صوت الشعب والشباب ويداً بيد  والفنان التشكيلي والمربي الفاضل وكان ملاحظاً غياب رجال الدين عن الساحة بعكس المحافظات الأخرى ماعدا بعض الأسماء التي أطلت بخجل ...لكن العبارة التي شدت انتباه الحماصنة هي عبارة ذيلت لوحة كبيرة للمرشح ( ع- ط- م) على طريق الشام مقابل الجامعة حيث كتب " يداً بيد حتى 22 نيسان " وهي ما اعتبرها الكثيرون تعبر اصدق تعبير عن هذه الانتخابات فبعد 22 نيسان سيطلق النائب الشعب ويهجر كل منهما الاخر إلى أن تحين الدورة القادمة للمجلس..
المرشح (م - ص- ن) لم يجد بداً من استخدام الجدران في حملته رغم القوانين المحذرة من هذا الفلكلور المعتمد سابقاً حيث ماتزال صور وملصقات المرشحين في الدورات السابقة عليها فطرش غير عابئ جدران الأبنية في حي السبيل والزهراء ونفق الجامعة بملصقاته الإنتخابية .. 
ومن الملاحظً أن أغلب صور المرشحين عدلت بواسطة برامج الكمبيوتر كالفوتوشوب وغيرها فابيضت الوجوه وأُزيل الشعر الزائد عن وجوه وحواجب المرشحين واختفت البقع وحب الشباب وظهرت الإبتسامات على شفاههم وكأننا في مسابقة سوبر ستار المجلس النيابي ولم يعكر جمال هذه الصور سوى الأمطار التي هطلت في مدينة حمص فتشوهت بعض الصور وبهتت وحُلّت ألوانها وتمزقت بعض اللافتات مما استدعى ازالتها من قبل المرشحين فما أصلحه الفوتوشوب أفسدته عمليات الغسيل الإلهي
جميع المرشحين بلا استثناء لبسوا أجمل ماعندهم وسرحوا شعرهم  ولبسوا ربطات العنق التي زينت صدورهم المنفوخة
وكالعادة أقيمت بيوت الشعر التي قطع بعضها الطرقات ولم نجد خلال تجوالنا على هذه المضافات أكثر من أربعة أشخاص بكل مضافة يقرقعون المتة أو يحتسون الشاي ..
كان لافتاً هذا العام استخدام اللوحات الاعلانية الضخمة واحداها يظهر فيها شاب في مقتبل العمر يلبس طقم رسمي وبابيون وذيّل الصورة بعبارة ( العامل الكادح فلان) كما علقت على واجهات المباني يافطات عملاقة يصل طول بعضها الى حوالي (12 متر)..
لم يفوت المرشحون ذكرى المولد النبوي وعيد الفصح في دعايتهم الانتخابية فوضعت في شوارع الأحياء المحافظة في حمص وقرب الجوامع والأحياء المسيحية يافطات يهنئ فيها المرشحون الشعب بذكرى مولد النبي محمد وفصح القيامة.
من جهة أخرى لم تظهر أية قوائم تضم تحالفات انتخابية وبقيت هذه التحالفات طي الكتمان وبشكل شفوي وهي مرتبطة بمراكز الثقل الشعبية لكل مرشح  وتعتمد بالغالب تحالف مرشحين أو أكثر من فئات مختلفة (أ  و  ب) وتتم صياغة هذه التحالفات على ولائم الغداء العامرة..واحياناً يصاغ اكثر من تحالف حسب المراكز الانتخابية ونقاط القوى للمرشحين
وكالعادة فإن المرشحين هم مرشحي عائلات كبيرة وهذا ماكان جلياً في الدعاية الإنتخابية (انتخبوا مرشحكم المستقل فلان ابن فلان أبو فلان من بيت فلان آل فلان) والبعض كتب اسم قريته منعاً للإلتباس فثمة 4 مرشحين على الأقل يملكون نفس الكنية مثلاً كنية (ملحم) لذا وضع أحدهم اسم قريته ليتفادى اللبس الحاصل
وترددت هذه الدورة الأسماء التقليدية نفسها لأعضاء سابقين في المجلس ومنهم من له 4دورات انتخابية في المجلس النيابي (محمود الفدعوس ونزال الشيخ وشحادة ميهوب وعبد العزيز الملحم ..الخ)
وكالعادة مع كل دورة تسري اشاعات عن تقديم المرشحين لمبالغ مالية مقابل وضع صورهم على السيارات وتقديم الوجبات المجانية  للشعب في المطاعم والصالات ويتسابق  معظم المرشحون لتقديم خدماتهم للناخبين من ناحية الحصول على البطاقة الإنتخابية دون عناء مقابل صوتهم في الانتخابات. ومن جهة أخرى كان ملاحظاً في معظم الحملات الإعلانية  وجود عبارات ( تقدمة أصدقاء المرشح أو الشركة الفلانية) تذيل اللافتات والصور مما يطرح سؤالا هاماً هل هناك من سقف مالي للحملات الدعائية للمرشحين؟! وماهيألية الرقابة في هذه الحالة
وفي استطلاع للرأي قامت به الجمل في جامعة البعث عبر بعض الطلاب عن أرائهم بالجو الانتخابي
ضرغام (طالب ميكانيك) وجد في هذه الإنتخابات مجرد دعاية لا أكثر ولا أقل واعتبر أن الإشكالية هي في عدم التواصل بين النائب والشعب بعد الإنتخابات وحتى أثناء الحملات الإنتخابية فكل مانعرفه عن المرشح اسمه وصورته
وأغلب المرشحين برأيه يعبرون عن مصالحهم الشخصية بعيداً عن مصالح الشعب
الياس (طالب رياضيات) رأى أنه لابد من وجود شريحة تمثل الشباب في المجلس فرغم وجود مرشحين من الجيل الشاب لكن معظمهم لايصل الى المجلس النيابي وبالتالي تغيب هموم جيل كامل عن الطرح ويعتب على دور الإعلام فيقول "نعرف نواب لبنان جميعاً وطروحاتهم وجداول اعمال مجلسهم النيابي ولانعرف عن نوابنا شيئاً وبالكاد نذكر اسماءهم وهذه من مسؤولية الاعلام فيجب نقل الجلسات مباشرة على التلفاز واقامة برامج حوارية مباشرة وشفافة تطرح هموم المواطن و تناقش جدول اعمال الجلسات النيابية وتستضيف النواب مع الوزراء والمسؤولين ليستطيع الشعب محاسبة ممثليه بناءاً على طروحاتهم
مرهف سليمان (أدب انكليزي) قال لنا: النواب بالمجل لاتراهم الا أثناء الحملات ويظهرون لك الود واللطف عندما يريدون صوتك ليعودوا ويغيبوا بعد نجاحهم في الإنتخابات وذكر حادثة عن أحد المرشحين الذين يستجدون الأصوات عن طريق إظهاره الود والحرص على مصلحة الشعب وتسهيله للمعاملات في المؤسسة التدريسية الخاصة التي يملكها رغم ان هذا المرشح في الحقيقة كما قال: " لايتمتع بأي من هذه الصفات من خلال معرفته به" وأضاف مرهف ثمة أمر ايجابي لابد من التنويه به ألا وهو إلتزام معظم المرشحين بعدم لصق الصور والمنشورات الدعائية على الجدران .
ماري (طالبة أدب إنكليزي ) عبرت عن ألمها لغياب مشاكل الجامعيين والخريجين وخاصة مشكلة البطالة ورفع درجات النجاح في الكليات عن طروحات المرشحين أو النواب السابقين وخاصة مايتعلق بالاتزام بالتوظيف فلقد عانى الكثير من المهندسين ومنهم أخوها (مهندس زراعي ) من هذا القانون ولم يستطع نواب المجلس أن يغيروا شيئاً وتضيف: إن الانتخاب حقنا الديمقراطي ولكن معظم المرشحين الأوفر حظاً هم من الاسماء التقليدية وبالتالي صوتي قد لايغير شيء في المعادلة الإنتخابية وبشكل أوضح لن أحصل على عمل سواء أنتخبت أم  لم أنتخب وهذا هو هاجسي الأكبر (الحصول على عمل)...
محمد (طالب تربية) يجد أن غياب الشفافية وعدم محاربة الفساد وعدم الفاعلية الحقيقية للسلطة التشريعية هي سبب جوهري في حالة الخصام بينه وبين العملية الإنتخابية رغم وجود اناس أكفاء في المجلس أو من بين المرشحين ووجود الطروح الجريئة لكن الشعب لايدري بها ولايسمع وكمثال على ذلك المشاكل التي تطرق اليها نواب حمص بما يخص أعمال المحافظ  فطويت المشكلة دون وجود حلول وبمعزل عن رأي الشارع الحمصي بها ويؤكد أنه في حال حورب الفساد وطرحت هموم الناس بجرأة وبشفافية في المجلس سيمارس الناس جميعهم حق الإنتخاب وتمنى أن تشكل قائمة الجبهة بناءاً على طروحات أحزابها بما يخص العدالة الإجتماعية بوصفها أحزاب تقدمية في ظل وضع بات معه الخبز والجامعة والضمان الصحي حلم يبتعد عن متناول الطبقات الفقيرة والمتوسطة وبظل هجوم شرس من القطاع الخاص الذي يدير الكثير منه أصحاب النفوذ والمال سياسي وغياب للمنافسة  والترهل في القطاع العام .
ربا (طالبة كيمياء) وجدت في استخدام الحبر السري ضمان لعملية انتخابية نزيهة و رأت أن انتخابات هذه الدورة تمثل تغيراً ووجها جديداً للديمقراطية السورية وتأمل أن يتلقف المرشحون الذين سيفوزون هذه الأجواء من الحرية والديمقراطية لصون كرامة الشعب ومحاربة الفساد لنستطيع كسوريين مواجهة الأخطار المحدقة بنا ..

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...