طواقم غزة الطبية مفجوعون على أقارب بين الضحايا

29-10-2023

طواقم غزة الطبية مفجوعون على أقارب بين الضحايا

كان الطبيب محمود الأسطل، في قسم الطوارئ في مستشفى ناصر في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف، يسعف جرحى إحدى الضربات عندما أبلغه زميل له أن شقيقته وكل عائلتها قضت فيها.


متفحمة وأشلاء

يروي الطبيب المتخصص بطب الطوارئ البالغ 34 عاماً لوكالة الصحافة الفرنسية في المستشفى الرئيسي في خان يونس في جنوب قطاع غزة "ذهبت إلى المشرحة ووجدتها متفحمة وأشلاء".

ويوضح "في اليوم الثالث للحرب وأنا أشتغل بالطوارئ بمستشفى ناصر اكتشفت أن أختي شهيدة هي وزوجها وأطفالها".

وكانت "إسرائيل" بدأت تقصف قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بعد هجوم لحركة "حماس" داخل الأراضي "الإسرائيلية".

لاتفارقني الكوابيس

ألحقت الضربة أضراراً بمنازل عدة وأتت كلياً على منزل شقيقته صدفة الأسطل (40 عاماً) التي قضت مع زوجها حسين وابنتيهما فدوى (13 عاماً) وآذار (6 سنوات) وولديهما أحمد (12 عاماً) وسليمان (ثماني سنوات).

 ويؤكد "منذ استشهاد أختي أرى كوابيس، لا تفارقني الكوابيس، أتخيل أن ابني محمد وسليمان أو ابنتي منيرة سيأتيان أشلاء إلى المستشفى".

ويستمر قائلا: "كان حلم أولادي السفر، الآن لا أعرف هل سيخرجون من الحرب أحياء".

 ورغم المأساة التي عاشها، يؤكد الطبيب "هذا يؤثر علينا، لكن لا خيار إلا العمل وخدمة المصابين لإنقاذهم".

رائحة الموت

ولاء أبو مصطفى (33 عاماً) تعمل أيضاً طبيبة طوارئ في المستشفى نفسه، اكتشفت بفزع أن خالتها سميرة أبو مصطفى (38 عاماً) وزوجها توفيق (40 عاماً) وابنهما شريف (15 عاماً) من بين "العشرات"من ضحايا ضربة إسرائيلية وصلوا، فجر الجمعة، إلى المستشفى.

وأوضحت أن خالتها وابنها كانا قد توفيا عندما وصلا إلى المستشفى بينما توفي الزوج بعد فترة وجيزة. 

وتقول "ابن خالتي كان أشلاء ملفوفة بشرشف". 

وتضيف الطبيبة بصعوبة "لا أستطيع الكلام، أنا مصدومة مما حدث، خالتي مثل أمي، أمي تحبها جداً".

 وتؤكد "سوف أواصل عملي لأنه واجبي ولا يوجد أطباء".

كان زميلها طبيب الأمراض الصدرية رائد الأسطل في المستشفى، يوم الاثنين الماضي، عندما تلقى مكالمة من زوجته تخبره أن غارة استهدفت مبنى قبالة شقتهما في حي المحطة في خان يونس.

ويقول "استشهدت عمتي وزوجها وبناتها وزوجة ابن عمي وابنها".

 وأوضح أنه هرع إلى قسم الطوارئ، حيث تم نقل الجثث. 

وأضاف الطبيب " الموت رائحته في كل زقاق وحارة وبيت، الهجوم والإجرام شرسان".

وتسببت الغارات الإسرائيلية في مقتل أكثر من 7300 فلسطيني، غالبيتهم العظمى من المدنيين، ومن بينهم أكثر من 3000 طفل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...