الحلاق والفوال أبطال والتفاهة عنوان المرحلة

06-10-2007

الحلاق والفوال أبطال والتفاهة عنوان المرحلة

تحاصرك الدراما الرمضانية أينما ذهبت، وفي حال اضطررت مغادرة الشاشة لسبب ما، عليك أن تطمئن هل أعاد «أبو عصام» زوجته ،بعد أن رمى عليها يمين الطلاق في «باب الحارة»،وكأن قصة الحب التي جمعتهما حول صينية الكبة المشوية ، ينبغي أن تستمر أمثولة للأجيال ، فالحلاق كما تعلمون يجز رؤوس الجميع ، وتنحني أمام مقصه كل رقاب العباد،وتالياً فهو شخصمشهد من «باب الحارة»ية محورية في أي عمل بيئي. بصرف النظر عن سذاجة أعمال كهذه ،فإنها تشير إلى سطحية المتلقي التلفزيوني العربي ،إذ يلقى هذا العمل أكبر نسبة متابعة على الشاشة،وهو أمر مثير حقاً ويحتاج إلى تفسير.

ولعل في مقدمة الأسباب أن المشاهد فقد كل أنواع المتعة في مناقشة قضاياه الملحة، بعد أن تكفلت نشرات الأخبار بأن تهديه يومياً ولائم من الدم، تمتد من فلسطين إلى العراق. هكذا وجد في الحكواتي تسليته المفضلة، واخترع أبطاله المعاصرين مثل الفوّال والمنجد والحلاق وصبي المقهى ، بدلاً من عنترة والزير سالم وصلاح الدين الأيوبي، فهاهو «خالد بن الوليد» على بعد مرمى حجر يحقق الانتصارات للمسلمين،لكنه فشل في إقناع المشاهدين أمام ما يحدث في «باب الحارة» من معارك وكيد نساء ولغو. ‏

مشاهد اليوم وصل إلى قناعة ،أن تسلية سطحية كالتي تحدث في «باب الحارة» تساوي عنده كل القضايا الساخنة التي تضغط على أسباب حياته، فهي تعيد إليه حنيناً إلى ماضٍ ،لم يعد يتوفر له اليوم، على رغم بساطته وسذاجته وتفاهة يومياته. ‏

ولعل أسباب الخطر على العقل العربي تتجلى في انصياع المثقف إلى نص موجه أساساً إلى ربات المنازل، وهو حين يتساوى مع هذه الشريحة ، فلابد من إعادة قراءة لما آل إليه التفكير العربي عموماً. ‏

لنقل إذاً أن الانحطاط هو عنوان المرحلة. ‏

خليل صويلح

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...