سوريا تنتقد مؤتمر روما وتؤكد أن الحل ليس بإرسال قوات دولية

27-07-2006

سوريا تنتقد مؤتمر روما وتؤكد أن الحل ليس بإرسال قوات دولية

 الجمل : قال السفير السوري بشار الجعفري لدى الامم المتحدة في نيويورك  أن سوريا وأطرافا أخرى في المنطقة كان يجب أن تدعى لحضور مؤتمر روما. وتساءل في حديث له مع الصحفيين "كيف يتقرر مصير منطقتنا على بعد 3000 كيلومتر منها." وقال الجعفري ان حل الصراع ليس بإرسال قوة تابعة للامم المتحدة أو أي شكل آخر من القوة الدولية الى جنوب لبنان كما يدعو المشاركون في مؤتمر روما. وأضاف "الحل يجب أن يتعامل مع جوهر المشكلة وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من أراضينا في فلسطين وفي سوريا وفي لبنان."
وكان وزير الخارجية الإيطالي أعلن فشل مؤتمر روما الذي انعقد يوم أمس الاربعاء لمدة يوم واحد، وحمل مسؤولية فشل المؤتمر لوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس التي رفضت الدعوة الى وقف عاجل لإطلاق النار في لبنان دون شروط مسبقة بين اسرائيل وحزب الله ،كما لم يتم تقديم خطة لإنهاء القتال. واتفق وزراء خارجية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط وأوروبا على الحاجة الى قوة عسكرية دولية بتفويض من الأمم المتحدة لتأمين الحدود بين لبنان وإسرائيل عندما يهدأ القتال. ولكن نظرا لتأييد الولايات المتحدة استمرار إسرائيل في مهاجمة حزب الله ، لم يسفر المؤتمر سوى عن تعهدات بمساعدات انسانية واعادة الاعمار في نهاية الامر.
ونفي توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض ان تكون محادثات روما قد فشلت وقال "ماذا تعني بقول انها فشلت. لقد توصلوا الى اتفاق تحدث عن وقف عاجل لإطلاق النار."وأضاف "أعتقد ان من المهم ادراك أن عدم التوصل الى تحديد موعد وساعة لوقف اطلاق النار لا يعني الفشل بل تقرير الواقع. "!!
ونقلت وكالة رويترز عن مشارك أوروبي قوله: ان ذكر كلمة "عاجل" في البيان الختامي تطلب كفاحا وسلّم بانه :  "لم نخرج من هذا الاجتماع بخطة (سلام) بمعناها الحقيقي."وجرى تمديد الاجتماع 90 دقيقة في حين تجادل المشاركون على كلمة "فوري".
وقال دبلوماسي اخر ان الامر يرجع الان لمجلس الامن في "اصدار قرار بشأن وقف لاطلاق النار او قوة استقرار خلال اليومين او الثلاثة المقبلين."
وتعهد المشاركون بالعمل "على الفور على التوصل في أسرع وقت الى وقف لإطلاق النار يضع نهاية للعنف والعمليات الحربية الجارية"  وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي لتلفزيون ال.سي.اي "كنت أود شيئا اكثر وضوحا... اشعر بالاسف لعدم صدور دعوة لوقف فوري لإطلاق النار." وأصرت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية على انه لا يتعين السعي الى هدنة حتى تكون الظروف ملائمة لذلك وأكدت أن الوضع لا يمكن أن يعود لما كان عليه. وقالت رايس في مؤتمر صحفي في ختام المحادثات "يجب ان تكون لدينا خطة تهييء فعليا ظروفا تمكن من وقف لاطلاق النار يكون قابلا للاستمرار."
وقالت رايس انها وكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة اتفقا على محاولة اقناع دمشق وطهران بممارسة المسؤولية. وشمل رد اسرائيل على بيان روما تجديد الدعوة لحزب الله باطلاق سراح الجنديين ووقف إطلاق الصواريخ ونزع سلاحه. ودعت كذلك الى تعزيز الجيش اللبناني. وكان وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) المجتمعين في كوالالمبور اكثر انتقادا لاسرائيل بسبب "هجوم متعمد فيما يبدو" على موقع للامم المتحدة في لبنان وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار. وابدت اسرائيل اسفها لكنها نفت أي تعمد لقتل اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة ووعدت بالتحقيق في الحادثة التي وقعت يوم الثلاثاء.
وفي محادثات على هامش المؤتمر قال دبلوماسيون ان فرنسا وايطاليا واسبانيا عرضت المشاركة في قوة حفظ سلام بتفويض من الامم المتحدة في حال الوفاء بشروط سياسية. وقالت تركيا والسويد واليونان وفنلندا كذلك انها ستدرس المشاركة.وهونت فرنسا والمانيا من فكرة ارسال قوة تابعة لحلف شمال الاطلسي لإقرار السلام في جنوب لبنان. وقال الرئيس الفرنسي جاك شراك في حديث لصحيفة لو موند ان فرنسا قد تشارك في قوة سلام بتفويض من الامم المتحدة بعد وقف اطلاق النار لكن من الخطأ ان يتدخل تحالف تقوده الولايات المتحدة." وتابع "سواء اعجبنا ذلك أم لا فان حلف شمال الاطلسي يعتبر الجناح العسكري للغرب في هذه المنطقة لذلك فان الحلف نظرا لصورته هذه غير مناسب لهذه المهمة."وقال متحدث حكومي الماني ان حلف شمال الاطلسي "لا يحظى بالاولوية فيما يتعلق بقوة محتملة لدعم الاستقرار." واستبعد مشاركة قوة الرد السريع التابعة للحلف والتي شكلت في الاونة الاخيرة.وقال ياب دو هوب شيفر الامين العام لحلف شمال الاطلسي انه لا يستبعد دورا في المستقبل لكن "هذه ليست اللحظة المناسبة." وشدد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في كلمة مؤثرة أدلى بها في الاجتماع على مخاطر تأجيل وقف اطلاق النار وتعهد بمقاضاة اسرائيل ومطالبتها بتعويضات عن "التدمير الوحشي" الذي تعرض له شعبه. وقال "كلما اجلنا وقف اطلاق النار كلما سنشهد مزيدا من القتلى ومزيدا من الدمار ومزيدا من العدوان على المدنيين في لبنان."
ومن بين المشاركين في اجتماع روما الذي شاركت في رئاسته وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس وزراء خارجية ايطاليا وبريطانيا وكندا وقبرص ومصر وفرنسا وألمانيا واليونان والاردن وروسيا والسعودية وأسبانيا وتركيا بالاضافة الى رئيس وزراء لبنان ورئيس البنك الدولي والامين العام للامم المتحدة.

وفي الآتي نص البيان الختامي الصادر عن مؤتمر روما حول لبنان:
اجتمع اليوم ممثلون عن ايطاليا والولايات المتحدة والامم المتحدة وكندا وقبرص ومصر وفرنسا والمانيا واليونان والاردن وروسيا والسعودية واسبانيا وتركيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي (الممثل الاعلى للرئاسة الفنلندية والمفوضية) والبنك الدولي، مع ممثلين عن لبنان.
واستنادا الى الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال حول لبنان الذي عقد في نيويورك بتاريخ 19 ايلول ,2005 اجتمعت مجموعة الاتصال بالاضافة الى دول اخرى معنية بمصير لبنان، اليوم، للتعبيرعن القلق الشديد لدى المجموعة الدولية تجاه الوضع في لبنان والعنف في الشرق الاوسط، وذلك من اجل تقديم مساعدات انسانية كبيرة وعاجلة، ولبحث الاجراءات الملموسة التي يمكن ان تقود الى لبنان حر ومستقل وديموقراطي، يتولى السيطرة الفعلية على كل اراضيه.
ان مجموعة الاتصال حول لبنان والمشاركين الآخرين في مؤتمر روما تعهدوا بمساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والامنية.
كما عبّروا عن تصميمهم المشترك على العمل بالتوافق مع المجموعة الدولية من اجل تأمين مساعدة انسانية للشعب اللبناني، كذلك عبروا عن قلقهم الشديد ازاء الخسائر البشرية والمعاناة، وتدمير البنى التحتية المدنية وتزايد عدد النازحين.
وبعد دعوة اسرائيل الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس، رحب المشاركون بإعلانها السماح باقامة ممرات انسانية في لبنان والتي تشمل الرحلات الانسانية عبر مطار بيروت الدولي وداخل لبنان، بما يتيح تسليم سريع للمساعدات، داعين الى اقامتها فوراً.
كما عبر المشاركون عن تصميمهم على العمل الفوري من اجل التوصل بشكل عاجل الى وقف لاطلاق النار ينهي العنف والاعمال العدوانية الجارية حالياً. وهم يعتبرون ان هذا الوقف لاطلاق النار يجب ان يكون دائماً وكاملاً وقابلاً للاستمرار.
ويعلن مؤتمر روما ان الشرط الرئيسي لأمن دائم في لبنان هو القدرة الكاملة للحكومة على ضمان سلطتها على كافة اراضيها.
ان المشاركين يعتبرون ان اطار القرارات الدولية والتي تشمل اعلان مجموعة الثماني الصادر في 16 تموز، والقرارات 425 و1559 و1680 الصادرة عن مجلس الامن الدولي، ووثيقة الوفاق الوطني الواردة في اتفاق الطائف، واتفاق الهدنة للعام ,1949 تشكل المبادئ التي توجه جهود ومسؤولية المجموعة الدولية في مساعدتها لحكومة لبنان وشعبه.
كما يدعو المشاركون الى التطبيق الكامل لهذه القرارات المهمة الصادرة عن مجلس الامن الدولي، واتفاق الطائف، والتي تتيح نشر قوات مسلحة لبنانية في كل مناطق البلاد ونزع اسلحة الميليشيات.
ان قوة دولية في لبنان يجب ان تكون مفوضة بشكل ملح، من قبل الامم المتحدة، بدعم القوات المسلحة اللبنانية في خلق جو آمن.
كما يعلن المؤتمر عن تقديمه دعماً للنهوض واعادة اعمار لبنان.
كذلك اتفق المشاركون على مؤتمر دولي للمانحين، بهدف المساعدة على النهوض بالاقتصاد اللبناني، كما دعوا الى تامين مساعدة للحكومة اللبنانية من اجل اعادة الاعمار، مع التشديد الخاص على اعمارجنوب البلاد.
كما تم دعم ضرورة عقد لقاء مع الدول الشريكة بهدف بحث مقاربة مشتركة للمساعدة الامنية للقوات المسلحة والامنية اللبنانية.
واعتبر المشاركون ان الحل الدائم في الشرق الاوسط يجب ان يكون اقليمياَ، كما عبروا عن التزامهم الكامل حيال الشعب اللبناني واسرائيل وكل المنطقة في العمل الفوري مع المجموعة الدولية بهدف التوصل الى سلام كامل ودائم


الجمل ـ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...