نتنياهو يرفض أسس «الرباعية» كأساس للتفاوض

13-08-2010

نتنياهو يرفض أسس «الرباعية» كأساس للتفاوض

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلبا فلسطينيا باستئناف المفاوضات المباشرة بالاستناد إلى البيان الأخير للجنة الرباعية الدولية، القاضي بقيام دولة فلسطينية على أساس حدود العام 1967، باعتبارها «شرطاً مسبقاً». غير أن ذلك، لم يثن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن محاولة تسويق هذا الاقتراح، حيث حمله إلى القاهرة للبحث في شأنه مع الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني.
إلى ذلك، أبلغت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وزراء خارجية الاتحاد ان القوى الكبرى تعمل على إعداد بيان لتحديد الأساس لمحادثات سلام مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت، في رسالة، إن البيان سيصدر الاسبوع المقبل إذا اتفق الطرفان على استئناف المحادثات المباشرة وستنطلق المفاوضات في آب الحالي. وأضافت ان «عباس قريب للغاية» من قبول الدخول في محادثات مباشرة، موضحة «من حيث المبدأ يتوقع ان يكون عباس في وضع يسمح له بإعطاء رد قاطع بحلول الأحد او منتصف الاسبوع المقبل».
وتابعت رسالة اشتون أن مبادرة اللجنة الرباعية «يتوقع ان تساعد الرئيس عباس على حشد دعم كاف في الداخل والخارج للدخول في محادثات مباشرة».
وذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل نقل إلى نتنياهو «معادلة فلسطينية جديدة» تقضي باستئناف المفاوضات المباشرة استناداً إلى البيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية في آذار الماضي، والذي دعت فيه إلى إقامة دولة فلسطينية خلال 24 شهراً، وإنهاء احتلال إسرائيل لأراضي العام 1967، وتجميد أعمال البناء في المستوطنات، ووقف هدم المنازل في القدس الشرقية.
ونقلت «هآرتس» عن نتنياهو قوله لميتشل «لن نقبل بهذا أبداً»، مضيفاً «دعونا نُزل كافة الشروط المسبقة، ولنبدأ المفاوضات»، فيما اعتبر مسؤولون إسرائيليون أنّ «المعادلة الجديدة» التي يطرحها عباس غير مقبولة لأن غايتها «إملاء شروط بداية المفاوضات على إسرائيل».
ووفقا للصحيفة فإن ميتشل أبلغ نتنياهو بأنه ليس لدى الولايات المتحدة موقف مبلور حتى الآن بشأن الاقتراح الفلسطيني، وأنه ينقل هذا الاقتراح إلى إسرائيل وحسب. وأضاف ميتشل أن عباس شدد أمامه على أنه في حال وافقت إسرائيل على الاقتراح، فسيوافق على الشروع في مفاوضات مباشرة فورا.
ولم يصدر أي تعليق من مكتب نتنياهو على هذه المعلومات، حيث اكتفى المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف بالقول إنّ «حكومة إسرائيل قد دعت للبدء فورا في محادثات سلام مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ أكثر من عام».
يذكر أن ميتشل عاد، مساء أمس الأول، إلى واشنطن من دون أن يكشف عن نتائج جولته المكوكية الخامسة في المنطقة منذ بدء مفاوضات التقارب بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في أيار الماضي. لكن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وصفت المحادثات التي عقدها ميتشل مع نتنياهو لمدة ساعتين بأنها كانت «جيدة وبناء». وأضافت أن الولايات المتحدة «ستواصل العمل عن كثب مع الطرفين بغية الانتقال إلى المحادثات المباشرة في أسرع وقت ممكن».
في هذه الأثناء، توقع وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي استئناف البناء في الكتل الاستيطانية التي من المرجح أن تحتفظ بها إسرائيل في أي اتفاق تسوية مع الفلسطينيين. وقال يشاي، في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست»، إن «هذه المستوطنات ستصبح جزءا من إسرائيل في أي اتفاق سلام، وبالتالي فإنه لا يوجد هناك أي سبب لعدم البناء فيها حتى في خضم المحادثات المباشرة مع السلطة الفلسطينية». وأعرب يشاي عن «دعمه الشخصي» للبناء في كل أنحاء الضفة، لكنه توقع أن يكون قرار نتنياهو مختلفاً، موضحاً أنّ نتنياهو «سيستأنف البناء فقط في الكتل.. وهذا هو تقييمي الخاص وليس أمراً بلِّغت به».
- وفي القاهرة، أجرى الرئيس المصري حسني مبارك محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أن يلتقي الملك الأردني عبد الله الثاني.
ولم يدل عباس بأي تصريح بعد اجتماعه مع مبارك، لكن وكالة الأنباء الفلسطينية («وفا») أشارت إلى أنّ المحادثات تناولت «الدعوة للبدء في المفاوضات المباشرة، والإعداد لهذه المفاوضات»، مشيرة إلى أن الرئيسين المصري والفلسطيني «تبادلا الرأي في مختلف القضايا، وخاصة تلك المتعلقة بعملية السلام، بالإضافة للعلاقات الثنائية بين فلسطين ومصر الوطيدة أصلا».
وكان عباس استقبل، في مقر إقامته في القاهرة، رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، حيث أطلعه على صورة الاتصالات الجارية من أجل إعطاء دفعة لعملية السلام، وعلى نتائج زيارة ميتشل.
وذكرت إذاعة «صوت فلسطين» أنّ «تحركات عباس تهدف إلى «دعم المقترح الفلسطيني بدعوة اللجنة الرباعية للانعقاد لإصدار بيان يتضمن نقاط بيانها السابق في آذار الماضي ليشكل أساسا للمفاوضات المباشرة».
كذلك، أجرى مبارك محادثات مع الملك عبد الله الثاني. وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن مباحثات مبارك مع الرئيس الفلسطيني والملك الأردني «تأتي في إطار الاتصالات والجهود السياسية المكثفة، التي يجريها الرئيس (مبارك)، منذ أسابيع مع العديد من قادة الدول العربية والأجنبية، والتي تسعى لدفع مسيرة السلام وتهيئة الأجواء اللازمة لمفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
كما أجرى الملك عبد الله محادثات مع عباس في الاستراحة الرئاسية في مطار القاهرة الدولي. وذكرت وكالة «وفا» أنّ الرئيس الفلسطيني وضع الملك الأردني «في صورة آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، وبحثا في الدعوة للبدء في المفاوضات المباشرة، والإعداد لهذه المفاوضات، وتبادلا الرأي في مختلف القضايا وبخاصة المتعلقة بعملية السلام».
- إلى ذلك، زعمت بلدية الاحتلال في القدس أن المدافن التي أزالتها جرافاتها في مقبرة «مأمن الله» التاريخية في المدينة المحتلة، هي «قبور مزيفة». وأقر مجلس بلدية القدس بإزالة نحو 300 قبر من المقبرة، لكنه ادعى أنها «قبور مزيفة أقيمت بصورة غير مشروعة في حديقة الاستقلال على أراض أميرية»، واصفة بناءها بأنه «أكبر عملية غش تستهدف وضع اليد بصورة غير قانونية على أراض حكومية».
ورداً على هذه المزاعم، قال المتحدث باسم «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» إن مقبرة «مأمن الله» يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني عشر. وأضاف أن المؤسسة «قامت بترميم أو إعادة بناء بين 500 إلى 600 قبر في الإجمال بموافقة البلدية»، مشدداً على أنّ «كل القبور التي تم ترميمها وبناؤها تحتوي على جثث، ونحن متأكدون من ذلك مئة في المئة».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...