ختامها مسك في جردة حساب لمهرجان دمشق المسرحي

13-11-2006

ختامها مسك في جردة حساب لمهرجان دمشق المسرحي

الجمل ـ طلال نصر الدين : إن المعايير التي يمكن وضعها للمقارنة بين أية فعالية ثقافية جمعية وأخرى حاضراً ومستقبلاً، تتعلّق أولاً وقبل كل شيء بإرساء البنى التحتية لهذه الفعالية، وتجذير هذه البنى في وعينا وضميرنا الجمعيين، وهذا الأمر ينطبق على كل ظواهر حياتنا الثقافية؛ أدب ـ فن ـ مسرح ـ موسيقا..
وإذا أردنا التعبير ببساطة عن ما قدمته إلى فعل قابل للتحقيق لقلنا ينبغي وضع خطط وأساسيات تضمن وعلى المدى البعيد خلق الشروط الفعلية لتنامي الفعاليات المسرحية عموماً، وضمناً الفعاليات المسرحية الشبابية وتفعيلها في الوعي الاجتماعي.
وبعبارة أكثر بساطة ينبغي وضع نواظم تتعلّق أولاً بالمستوى الفني، ومن ثم نظم إدارية مرنة وفعالة، وأخيراً، تخديم هذين الجانبين مالياً بالأشكال اللائقة.
أما فيما يخص مهرجان دمشق المسرحي وشعاره "الشباب مستقبل المسرح العربي" فهذا أمر آخر ينبغي مناقشته طويلاً. لكن قبل أن أشرع بمناقشته، لابد من التنويه بالأهمية البالغة لإعادة وتفعيل مهرجان دمشق ليس في حياتنا المسرحية والثقافية فحسب، بل في الساحة الفنية المسرحية العربية كلها إن لم نقل الدولية أيضاً، وهذه ربما الفضيلة الوحيدة لإعادة تفعيل المهرجان، أما عن مجرياته وعروضه وتنظيمه فدعنا نبدأ بالقول ما هكذا تورد الإبل!!!
إن نجاح أي مهرجان مسرحي ـ يرتهن إلى جانبين اثنين:
الأول هو المستوى الفني والفكري للعروض المسرحية.
والثاني: هو مستوى التنظيم في هذا المهرجان.
الجانب الأول تديره لجنة فنية من خبراء ومختصين مسرحيين ذوي سوية فنية عالية، وعلى هذه اللجنة أن تبت بصدد العروض المستقدمة والمحلية وتقرر صلاحيتها أو عدم صلاحيتها للمشاركة بهذا المهرجان، ومن ثم توزع هذه العروض على دور العرض المتوفرة تبعاً لمتطلباتها الفنية وتبعاً للهدفية العامة أو العليا من المهرجان بحد ذاته.
أما الجانب الثاني فتتولاه لجنة منظمة ذات خبرة في المجال التنظيمي والإداري، لتحديد عدد المشاركين وأماكن إقاماتهم وكيفيات إنجاز متطلباتهم وضرورياتهم، ودون اللجنتين ـ لا فوقهما ـ توجد لجنة مالية وظيفتها تلبية حاجات اللجنتين الكبريين.
ونتيجة لكل هذا، توضع أولويات في طبيعة العروض المستقدمة وكيفيات تقديمها وتخديمها، مثلما توضع أولويات لطبيعة الصرفيات: الضروري ثم الأقل ضرورة فالثانوي وهكذا.. وكل هذه الأمور ينبغي البدء بالعمل عليها قبل عام على الأقل من بداية المهرجان، لاختيار العروض المناسبة وعدم الوقوع في مطب الارتجال.
فما الذي حدث في مهرجان دمشق المسرحي؟
قبيل انطلاق المهرجان وضع شعاره الخلاب "الشباب مستقبل المسرح العربي" ياله من شعار رنان وبديع شأن كل شعاراتنا، ولست أدري من ذلك الذي اقترحه كما لا أعرف الآليات التي أقرّ بها.
"الشباب مستقبل.." إنه للوهلة الأولى يبدو شعاراً جميلاً ولا غبار عليه، لكن قد يظهر متفلسف مثلي فيقول: لكن مهلاً أليس الشباب هم مستقبل كل الظواهر الثقافية والفنية والسياسية والاجتماعية أليسوا هم مستقبل الحياة نفسها.. دون شك ستكون الإجابة: بلى.
وسيعقب من هم مثلي: لماذا إذاً هذه "الطنطنة" لهكذا أمر بديهي جداً، إن طرح شعار كهذا ينطبق عليه القول: وفسّر الماء بعد الجهد بالماء...
إذاً أعود للسؤال ما هو القصد من وضع هكذا شعار!؟ خصوصاً وأنه لا توجد قصديات بريئة في تفاصيل الظاهرات الفنية، مثلما لا توجد هذه القصديات في كل تفاصيل الحياة أصلاً إذ لابد من هدفيات على الأقل للفعاليات الفنية والثقافية.
إن وضع شعار لا يقول شيئاً على المستوى العملي إما أن يعني أننا لا نريد أن نفعل شيئاً، إذ أن من يقول أي شيء لا يفعل شيئاً على الإطلاق، أو أن هناك قصديات واعية أو غير واعية، فماذا يمكن أن تكون؟
لنبدأ بالاحتمالات طيبة النية، فالاحتمال الأول المسرف في الطيبة هو القصد أن الأمل معقود على المسرح الشبابي، إذ أن المسرح غير الشبابي استنفذ أغراضه، ولم يعد بوسعه الفعل في وجداننا الاجتماعي.
إن قصدية كهذه تتضمن ترسيم حدود عدائية ـ نوعاً ما ـ أو حدود ضدية بين المسرح الشبابي وغير الشبابي، في أدنى تقدير، وفي أسوء تقدير تتضمن القول بدفن أو نفي كل المظاهر المسرحية غير الشبابية من حياتنا، وبوصفي أنتمي للمظاهر المسرحية غير الشبابية، على الأقل من حيث السن والتجربة، لابد لي من التفلسف ثانية: لا يمكننا استيلاد ظواهر مسرحية جديدة وشبابية من العدم.. ولا يمكننا تجذير مظهر ثقافي شبابي أو غير شبابي على لا شيء، ومطلق القول إن الظواهر الفنية والثقافية، وبشكل خاص الظواهر المسرحية ـ لأنها أولاً وقبل كل شيء ظواهر فنية جماعية في طبيعتها سواء من حيث الإنتاج أو التسويق ـ هي ظواهر متراكبة النماء!! وحتى في نظريات الفيزياء القديمة: لاشيء يأتي من العدم.
إذاً وببساطة شديدة إن كانت هذه النية هي المقصودة من الشعار، فهي نابعة من فهمٍ مغرق في سطحيته وسذاجته بتقدير أولاً آليات تطوّر الظاهرة الفنية، وثانياً في فهم آليات الظواهر الاجتماعية.
والآن لنتساءل عن الاحتمالات المشوبة بسوء النوايا والأهداف، إذ لا يمكنني النظر ببراءة إلى عنوان لمهرجان لهثنا طويلاً لإعادته إلى حياتنا الفنية، مهرجانٌ كان ثقيل الوقع فيما مضى، ففي المسرح كما في الأدب والفن، لا توجد قصديات بريئة، توجد فعاليات ذات طبيعة غرضية، أي فعاليات موجهة لتحققق شيئاً ما.. فعلاً ما.. هدفاً ما..
الآن ما هو الهدف من تكريس هكذا شعار؟
هل يعبر الاحتمال الأول عن رغبة السيد مدير المسارح والموسيقا باستزلام عدد من المسرحيين الشباب وتكريس أسماء وطواقم جديدة "شبابية" مؤهلة للتصفيق له بأية مناسبة؟ خصوصاً وأن السيد المدير ليس له تاريخ مسرحي يذكر، ومكانته بين المسرحيين مكانة متواضعة فعلياً، وهو يرغب حقاً بتفعيل المديرية بما يتناسب وطموحاته!!! وشعوره بالتنافس الفني!!!.
وإذا استطردنا وقلنا أن السيد المدير عيّن بعد فوضى وأخذ وردّ واتخاذ قرارات ومناقشات في الدهاليز الحكومية السوداء غير المعنية بالشأن الثقافي بل بالشأن الأمني والسياسي أولاً، ومن ثم فإن القائمين على هذه الدهاليز لا يمتلكون أية هموم فنية وثقافية فعلياً، لرجحنا هذا الاحتمال ولكن مهلاً: ألا يمكن أن يكون السبب أن السيد المدير ترك لغيره الاهتمام بهذا الجانب، أو ألا يمكن أن يكون هناك سبب آخر!؟
شخصياً لست أستطيع الجزم وأتمنى على من يعرف السبب أن ينوّرنا، فهذه هي حدود معرفتي للأسف.
إذاً إن كان السبب لوضع هكذا شعار هو الجهل فتلك مصيبة، وإن كانت الغرضيات غير المسرحية فتلك أعظم!!
إن مهرجان دمشق أيها السادة من أهم الظواهر المسرحية عربياً، ونتمنى أن يكون كذلك دولياً، فقد اتسمت العديد من دوراته بتقديم أعمال تتراوح ما بين الإبداعي الخلاق والممتاز والجيد والرديء... ولقد قدم المهرجان أسماء مسرحية مهمة عربياً وأعمالاً ذات سويات عالية فنياً تبعاً لآليات إنتاج هذه الأعمال والدول المنتجة لها والثقافة المسرحية في تلك الدول!!! لكن بكل الحالات لم تخلُ دورات المهرجان أبداً من أعمال عالية المستوى فنياً، وبغض النظر عن الشعارات المطروحة واليافطات الكبرى، واستطراداً لم يكن أحد ينظر إلى مهرجان دمشق المسرحي بغير جدية أو دون الشعور العالي بالمسؤولية.
لو كانت القصديات طيبة أو على أقل الحالات مدروسة لأقمنا المهرجان وعلى أساس متوازٍ للأعمال المسرحية ذات الطبيعة المهرجانية وللأعمال الشبابية المسرحية، ولكن الطبيعة الشعارية الغائمة والتي تتعمد ذر الرماد في العيون بصدد المستوى الفني للعروض المستقدمة والمقرة تفصح عن نفسها هنا، فإذا أضفت أن زميلي الفنان هشام كفارنة وهو في اللجنة المقررة للنصوص المشاركة في المهرجان قال لي إنه قد فوجئ ببعض العروض لتبين عدم التخطيط وعدم الاحترام والجدية في التعاطي مع المهرجان من قبل إدارته بالذات، وتبينت دون شك عدم أهلية هذه الإدارة للقيام بهكذا مهمة.
الآن لنمضِ قدماً في موضوعتنا، نتيجة للسذاجة التي انطلقنا منها، وتحت عنوان "الشباب هم..." صار بوسعنا فعل أي شيء وتقديم أي شيء، وستكون حجتنا جاهزة فيما لو تحدّث أحدٌ عن الرداءة في المستوى الفني، فهذا المهرجان ذو نزعة شبابية ويحتمل الأخطاء والتردي الفني!!!!!.
منذ الافتتاح كان عرض سندباد للفنان جهاد المفلح، وسار العرض معقولاً بمعظم فقراته لو استثنينا بعض الراقصين وهم يرتجفون على قدم واحدة لعدم تمكنهم فنياً، أو توترهم وهذا أمر وارد خصوصاً في افتتاح مهرجان شبابي النزعة!!! لكن الطامة تبدأ عندما يفاجئنا الفنان جهاد المفلح بعرض أربعة خيول ثم جمل على المسرح لا تستغربوا يا سادة! خيول حقيقية وجمل حقيقي!! وليس لهم أية وظيفة فنية سوى عبور المسرح فحسب، وأين يجري هذا؟ في دار الأوبرا!!! أيها السادة لقد طفح الكيل!! خيول وجمل في دار الأوبرا، أهذا عرض هواة؟
في كل مجتمع يا سادة توجد ثقافة معمارية، فإن لم نتفهم ألف باء الثقافة المعمارية كيف نعمل في الوسط الثقافي!!
دار الأوبرا ـ من حيث الثقافة المعمارية، دار للعروض الكبرى وغير المشوبة بالبهلوانيات الفنية التي تتعمد الإدهاش، ثم ألا ليت هذه البهلوانيات قد أدهشتنا حقاً، مجرد مرور عابر لبضعة خيول وجمل والحمد لله أن القائمة لم تطل أكثر، وهذه المخلوقات لم ترقص أو تقدم حالات سيركية كما ينبغي في حالة كهذه..
دار الأوبرا تخصص لأكثر العروض فخامة وعظمة وجدية ولا أقصد هنا بالجدية الابتعاد عن الكوميديا مثلاً، بل الجدية في المعالجة الفنية، وفي أسوأ الحالات تعرض على دار الأوبرا التراجيديات أو الكوميديات الكبرى.
إن عدم النظر بجدية إلى المعمار المسرحي هو ما بدأ به مهرجان دمشق 2006، واستطراداً أنا لا أقلل من جهود الفنان المفلح ولا فرقته لكني أقول له بود الزمالة الفنية ما هكذا تورد الإبل ولا الخيول، رأفة بالمكان يا عزيزي، ورأفة بذائقتنا، فإن لم تأبه بهذا أو ذاك، رأفة بالخيول والجمل الذين كلفتهم عناء الصعود على أدراج دار الأوبرا وسجنتهم ساعات طويلة فقط ليعبروا أمامنا هذا العبور التعس، خصوصاً وأن الفنان المفلح يمتلك مخيلة لطالما أدهشتنا في أعماله السابقة، وكان بوسعه الاستغناء عن هذه المعمعة بحلول فنية مبتكرة كما تعودناه، وهذا كله أقوله بود مع لمزة المحب.
أما للقائمين على المهرجان ومقرري العروض فأقول دونما أي ود؛ أين كانت ذائقتكم الفنية وأنتم توافقون على هذا الافتتاح؟؟ وأين كانت ثقافتكم المعمارية الفنية والمسرحية؟؟ افتتاح مع حيوانات حية يتطلب بأقل تقدير فضاء فنياً ومسرحياً مختلفاً يا سادة!!!
لو مضينا إلى فعاليات المهرجان وعلى نحو سريع لن نخرج من الخطوط العريضة التي رسمتها بداياته سلفاً، وباستثناءات متواضعة عددياً كانت العروض تتراوح ما بين الجيد المعقول والرديء فنياً ـ بما فيها عرضي المسرحي "الديك" الذي اعتبره في عداد العروض المعقولة فحسب.
نحن أمام عدد كبير من العروض السورية والعربية والأوروبية وقسم كبير من هذه العروض أختير دونما تبصّر، عروض لا تليق بمهرجان دمشق المسرحي، ويمكن إدراجها ضمن أطر عروض الهواة لا أكثر، أنا هنا أتحدّث عن العروض الأجنبية أولاً ومن ثم العربية وبتشديد أكثر العروض السورية بمعظمها.
العروض الشبابية كانت أقرب إلى الفيديو كليبات المسرحية، وباستثناءات طفيفة غاب البناء الفني المدروس، غابت النصوص المهمة نحن أمام صياح ولغط وصراخ وتوقيع... نحن أمام "بار مسرحي" صاخب يدعي أنه شبابي، ولو استثنينا جهود الممثلين الرائعة لخرجنا بصورة قاتمة تماماً عن المهرجان.
قد يحتج البعض بردود أفعال الحضور والتصفيق والهليلة الإعلامية لبعض العروض "الشبابية منها بشكل خاص".
إن الجمهور الذي حضر العروض هو جمهور المهرجان وقد كان مكتظاً في كافة العروض المسرحية وصفق لها كلها بنفس الحماس، أولاً لأن هذا الجمهور استعاد مهرجانه وثانياً دعماً للظاهرة المسرحية ككل، لكن هذا لا يعني جودةً في المستوى الفني للعروض.
أما فيما يختص بالنقيق الإعلامي الذي رافق بضعة أعمال فإني أقترح إعادة تصفح المجلة الخاصة بالمهرجان "المنصة" لكي تنجلي الصورة أكثر.
إنها ليست سوى معمعة إعلامية تافهة فحسب، فهي معمعة قصدية ومتعمدة ومن شأنها أن تترجم الفعاليات المسرحية إلى كعكة ممكنة الاقتسام كما سبق وصرحت لجريدة الحياة، فبداية لا يخفى على أحد أن المساحة التي خصصت للإشادة بعمل المخرج الشاب عروة العربي أكبر بكثير من حجمه الفني، فإن كانت علاقات أبيه السيد زهير العربي بوصفه رجلاً هاماً في اللجنة المالية للمهرجان، قد لعبت دوراً في هذه البروبجندا الإعلامية، هذا لا يجعل منه مسرحياً هاماً، ولست بوارد التقليل من أهمية عمل الفنان الشاب عروة العربي فهو مشروع مخرج جيد، وأتمنى من القلب أن يستمر بمشروعه المسرحي لكني أشير إلى الغرضيات الضيقة التي حكمت عقول القائمين على المهرجان، وإلى النظر بعين المنفعة الشخصية التي لحظها الكثيرون لدرجة أن البعض عقّب دون تردد: إن مجلة المنصة اختصت بتسويق اسم عروة العربي  وقلة آخرين، كي لا تصبح الجريدة عائلية جداً، خصوصاً وأن معظم القائمين عليها تربطهم هذه الصلة أو تلك بأبيه..!!
من هنا، ترتبت الأوليات في هذا المهرجان وتركت على الغارب لأصحاب النوايا التي لا أظنها حسنة، تحوّل المهرجان إلى مظهر لتكريس الرداءة المسرحية ـ واختصت جريدة المهرجان، بإدارتها القريبة من السيد المدير والسيد العربي الأب ومن ثم الإبن ـ بترجمة أية همسة طيبة صدرت أثناء العرض إلى مانشيتات عريضة حتى ولو كانت هذه الهمسة ذات أهداف تبدأ عند المجاملة العادية وتنتهي عند بوس "الذقون واللحى" من أجل المستقبل.
مجلة ملوّنة للإشادة والإشادات المتبادلة مع أسرة تحرير طويلة عريضة لم تغطِ حتى مداولات العروض، لم تعلن عن العروض في وقتها، هي مجلة أيضاً خضعت لأهداف لا تتعلق بالهمّ المسرحي، خصوصاً وأن جهود هذه "التركيبة" الصحفية قد تكللت بتكليف المخرج الشاب بحفل اختتام المهرجان.
أقل ما يمكن أن يقال اصرفوا ثمن الديكور الذي عملناه على حسابنا قبل أن تبذخوا لمجلة كهذه وتكفينا نشرة لطيفة بالأبيض والأسود.. على أن تتسم بقليل من العمق والمصداقية فحسب، القليل من النزاهة الفنية بتغطية العروض والفعاليات دون مجاملة فحسب هذا كل ما يلزم.
إذا أردنا إعادة تفعيل المسرح في وجداننا الجمعي علينا إعادة النظر بداية في موازين القوى التي تضع النظم المراتبية للمؤسسات المسرحية، علينا أولاً إلغاء فاعلية القرار السياسي وبالتالي الأمني في حياتنا المسرحية والثقافية، ثم علينا من بعد تنظيف بيتنا المسرحي من كافة العيوب والشوائب الاجتماعية السائدة.. كالمحسوبيات والمجاملات الفنية والترهل في الأجهزة الإدارية والفنية، وإشكالات الروتين ومن ثم علينا وضع وإرساء نظم إدارية وفنية قادرة على دفع العملية المسرحية للتنامي والتراكب تلقائياً..
المسرح هو بيتنا جامعنا كنيستنا "سمه ما شئت" يا سادة، ومن الصعب قبول العبث به كما حدث في مهرجان دمشق الحالي.
ولكن وبكل الحالات أقول لإخواننا المسرحيين العرب والأجانب أيضاً.. لا تكفوا عن المشاركة بمهرجان دمشق إنه مهرجانكم مهما عصفت به المواسم، ولست أظن ما يعصف به الآن إلا موسماً آفلاً، مهرجان دمشق هو مهرجانكم الذي كان والذي سيكون.. كما نأمل
أخيراً: لست أشك في أنه سيتنطع لي الكثيرون من المستزلمين وأصحاب المصالح الضيقة بتوكيل أو دون توكيل من أولئك الذين يظنون أنني أسيء لهم بمقالي هذا، علماً أنني أسيء أولاً لنفسي عندما اضطر للانغماس بهكذا تفاهات ولست أشك أيضاً في أنني سأواجه أفعالاً كيدية حيثما أتوجه، لكنني لست أشك أيضاً في أنني لن أسكت عن العبث في حياتنا المسرحية.


الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...