«الجيش الحرّ» يهاجم قرى الهرمل اللبنانية

15-04-2013

«الجيش الحرّ» يهاجم قرى الهرمل اللبنانية

هل أعلنت مجموعات المعارضة السورية المسلحة فعلاً حربها على قرى الهرمل اللبنانية؟ أم أن وقع الاشتباكات العنيفة المتواصلة منذ أيام في ريف القصير، والخسائر التي تتكبدها تلك المجموعات المسلحة، وآخرها مقتل أحد قادتها في مدينة القصير، عمر رحيّل، قد دفعها إلى تصويب قذائفها باتجاه قرى الهرمل الحدودية من حوش السيد علي إلى القصر وسهلات الماء والناصرية؟
يوم أمس، لم تسقط القذائف الصاروخية من عيار 107 ملم، في مناطق مكشوفة وغير مأهولة كما كان يحصل سابقاً. بل استهدفت منازل وساحات العامة، ما أدى إلى استشهاد اثنين من أبناء تلك القرى وجرح عدد منهم. محاولات التهدئة لم تجد نفعاً في لجم حالة الغضب العارم التي سيطرت على أهالي بلدة القصر والقرى المجاورة في حوش السيد علي والبويضة في قضاء الهرمل. الجميع هناك نزل إلى الشارع، ومن بينهم «شبان مسلحون من عشائر المنطقة»، في محاولة منهم للتعبير عن سخطهم واستيائهم من استمرار سقوط القذائف الصاروخية على البلدات الحدودية في الهرمل، من قبل المجموعات المسلحة المعارضة الموجودة داخل الأراضي السورية في مدينة القصير، في الوقت الذي تقف فيه الدولة «مكتوفة الأيدي»، وعاجزة عن تطبيق النأي بالنفس «فعلاً وعملاً»، بمنع عمليات تهريب الأسلحة من الأراضي اللبنانية إلى السورية، واستعمال تلك الأسلحة في «قتل أطفالنا ونسائنا».
علي حسن قطايا (30 عاماً)، الذي ترك منزله في الرويسات _ المتن لزيارة خطيبته في بلدة القصر، سقط شهيداً عصر يوم أمس، بعدما صودف مروره في الساحة العامة للبلدة، حيث سقطت قذيفتان، إحداهما في باحة المسجد والأخرى بالقرب منه. وأدى ذلك أيضاً إلى إصابة كل من محمد خليل جعفر، ومحمد ركان قطايا والشقيقتين خديجة وهيام كرم قطايا بجروح متوسطة، نقلوا على أثرها إلى مستشفيات الهرمل. القصف من قبل المجموعات السورية المسلحة لم ينته عند هذا الحد، فقد توالى في غضون أقل من ساعة سقوط عدد من القذائف، وهذه المرة في بلدة «حوش السيد علي» في قضاء الهرمل، حيث سقطت إحدى القذائف على منزل المدعو حسين خير الدين، وأدت إلى استشهاد نجله عباس (12 عاماً) وإصابة شقيقه علي بجروح متوسطة. ولم يكتف مطلقو القذائف بقتل هذا الفتى، إذ أعلنت مواقعهم الإلكترونية وتلك المقربة منهم أنه «مسؤول ميداني في حزب الله». كذلك سقطت قذيفتان أخريان بالقرب من حاجز الجيش السوري بالقرب من «ساقية المياه» الفاصلة بين حدود البلدين، لكنهما لم تنفجرا. أما القذيفة الرابعة فقد سقطت في البويضة بالقرب من مفرق بلدة الكواخ في منطقة غير مأهولة نسبياً ولم تسفر عن خسائر.
الجيش اللبناني، من جهته، حضر إلى أماكن سقوط القذائف وأجرى كشفاً. وفيما أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن وحداته نفذت انتشاراً واسعاً بالقرب من الحدود اللبنانية ـــ السورية، لم يظهر سوى استنفار للوحدات المنتشرة أصلاً في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنه يوم أول من أمس سقطت ثلاث قذائف صاروخية في حديقة منزل المدعو نصري كنعان، في خراج بلدتي سهلات الماء والقصر الحدوديتين، حيث تسببت بخسائر مادية، وأضرار في شبكة التيار الكهربائي.
وإزاء ذلك، انتقد الدكتور حسن زعيتر، رئيس بلدية القصر، رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية مروان شربل اللذين لم «نسمع صوتهما طيلة الفترة الماضية التي كانت تنهمر فيها الصواريخ علينا بمعدل خمسة صواريخ كل فترة، وأن كلامهما دائماً كان لشجب الاعتداءات في الشمال وعرسال فقط». لم يقف زعيتر عند هذا الحد، فقد أكد في حديث إلى «الأخبار» أن «العمل الهمجي» الذي حصل أمس من تصويب المجموعات السورية المسلحة المتعمد لنار قذائفها على القرى اللبنانية الحدودية، «لم يأت إلا نتيجة أعمال تهريب السلاح في مشاريع القاع، من قبل مجموعات معروفة الهوية والانتماء، وذلك بعدما جرى التضييق عليها في كل من عرسال والشمال من قبل الجيش». وشدد على أن «الناس التي في الشارع من أبناء عشائر المنطقة، إذا تمكنا من ضبطها اليوم فإننا لن نتمكن من ضبطها غداً إذا ما ارتفعت وتيرة القصف، وتوالى قتل أطفالنا وأبنائنا. وأمام كل ذلك، لا تزال الدولة تمارس النأي بالنفس قولاً فقط دون الفعل، وقد تخلت عن القيام بمهماتها وواجباتها لحماية مواطنيها، الأمر الذي يجعلنا مضطرين لأخذ حقنا بيدنا فيما لو لم تأخذه الدولة».
وفي السياق ذاته، علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن اشتباكات عنيفة تدور رحاها منذ أكثر من أسبوع بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في ريف القصير، وتحديداً على خط «البرهانية والرضوانية وتل النبي مندو وعرجون»، والتي تمكن فيها الجيش يوم أول من أمس من السيطرة على موقع تلة «النبي مندو» الاستراتيجية، ومن قتل أحد القادة البارزين للمسلحين في مدينة القصير، في منطقة «عرجون» الواقعة شرق التل المذكور. وعلمت «الأخبار» أن الجيش السوري أوقع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين، وحقق تقدماً في محيط مدينة القصير. وتحدّثت مصادر عن نية الجيش السوري دخول المدينة التي تشكل ممراً للتهريب من لبنان، وتحديداً من عرسال، وتشكل سنداً للمجموعات المسلحة في حمص، وممراً بينها وبين ريف دمشق. لكن مصادر أخرى قالت إن ما يجري يهدف حالياً إلى حصر المسلحين وإنزال الخسائر بهم، تمهيداً لمعركة كبيرة لم يتحدّد أوانها بعد.


حزب الله: إما الدولة أو ندافع عن أنفسنا

طالب عضو مجلس شورى حزب الله، الشيخ محمد يزبك، الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها والدفاع عن المواطنين، «لكن إذا عجزت الدولة عن ذلك، فنحن سندافع عن أنفسنا». كلام يزبك أتى تعليقاً على استشهاد مواطنين في منطقة الهرمل بقصف المعارضة السورية. وفيما لاذ معظم المسؤولين بالصمت حيال ما جرى، دان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «القصف الذي تعرضت له بلدة القصر في منطقة الهرمل، حيث سقطت قذائف قرب جامع البلدة أدت الى مقتل مواطن وسقوط جرحى»، داعياً الى «وقف هذه الممارسات التي لم تؤدّ إلا الى سقوط لبنانيين أبرياء لا علاقة لهم بالصراع الدائر خارج بلادهم».

رابح حميه

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...