«العقرب الفضي» حكاية أبدعها معاقون سوريون وأميركيون

 اصبح للمعوَّقين بطلُهم الخاص الذي صنعوه بأنفسهم، شاب يفقد ساقيه في ظروف مأسوية، لكنه لا يلبث أن يمتلك طاقات خارقة حين يتحول إلى «العقرب الفضي»، بعد أن يعثر على تاج زنوبيا، في كتاب رسوم مصورة أطلقته مؤسسة «مبادرة الأيدي المفتوحة» الأميركية في دمشق.

الكتاب جاء ثمرة لقاء وورشة عمل لثلاثة عشر معوَّقاً سورياً مع عشرة من نظرائهم الأميركيين التقوا في دمشق في آب (أغسطس) الماضي، بدعم من «مبادرة الأيدي المفتوحة»، على ما جاء في بيان للمؤسسة الأميركية، في اطار «جهد شامل خاص يهدف إلى إشراك الناس في الولايات المتحدة مع سوريا والعالم العربي والإسلامي بشكل عام».

وكتاب الرسوم المصورة «العقرب الفضي»، سيطلق باللغة الإنكليزية الشهر المقبل في الولايات المتحدة.

وقال مؤسس «مبادرة الأيدي المفتوحة» جاي تي سنايدر: «ليس هناك وقت أفضل من الآن لأميركا لإظهار قضية مشتركة وتوسيع علاقاتها مع شعوب العالم العربي والإسلامي».

وأطلقت المبادرة عام 2009، بعدما دعا الرئيس باراك أوباما الأميركيين الى بذل جهود للوصول إلى العالم الإسلامي».

وشُجّع الأطفال على العمل معاً الى خلق بطل خارق يعكس ما يرغبون برؤيته في كتاب رسوم مصورة، وفي النهاية ولدت شخصية بشير، وهو الصبي الذي فقد ساقيه في حادث مأسوي، حيث يجد قوة غامضة جديدة تحوله إلى العقرب الفضي، وعليه أن يتخذ قرارات صعبة حول كيفية استخدام قدراته للتغلب على القوالب النمطية، وأن يحارب من أجل المساواة والعدالة والوئام الاجتماعي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ليكويد كوميكس»، المؤسسة المشاركة في إبداع العمل شاراد ديفاراجان: «أملنا أن يكون العقرب الفضي بمثابة نموذج للدور الإيجابي الذي سيساعد في القضاء على الخطاب السياسي والاجتماعي بين الغرب والمنطقة العربية».

وأضاف: «بشير يوضح أيضاً أن الأطفال يمكنهم التغلب على نظرتهم إلى الإعاقة على أنها ضعف، وبدلاً من ذلك يمكنهم البحث عن الطاقة التي بداخلهم. ليس هناك من أحد مهمش بين السكان أكثر من المعوقين، ولذا فإننا نعتقد أن هذه المبادرة سوف تضرب على وتر حساس قوي بين الناس بشكل يومي في سوريا وحول العالم».

وعرض في حفل إطلاق الكتاب الذي رعته وحضرته السيدة السورية الأولى أسماء الأسد فيلم رسوم متحركة يجسد حكاية «العقرب الفضي»، وأدى صوت بشير في الفيلم النجم السوري قصي خولي.

وأشاد الأمين العام للمجلس المركزي لشؤون المعوقين حازم ابراهيم بـ «شخصية تلهب خيال اليافعين والأطفال، وتحمل رسائل فيها كسر للنمطية»، وأوضح «أن فيها طرحاً جديداً لشخصية المعوق، وعلى الأقل إن لم يكن بطلاً فهو ليس ضحية».

المصدر: أ ف ب