«ويكيليكس»: إسرائيل المتهم الأوضح في اغتيال العميدالسوري محمد سليمان

22-12-2010

«ويكيليكس»: إسرائيل المتهم الأوضح في اغتيال العميدالسوري محمد سليمان

تطرقت برقيتان أميركيتان دبلوماسيتان تعودان إلى آب 2008، وسربهما موقع «ويكيليكس» إلى زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاولى لدمشق ولقائه نظيره السوري بشار الأسد، اللذين سبقهما «قلق» سوري من احتمال تأجيل الزيارة في أعقاب تفجير طرابلس الذي أودى بحياة عسكريين ومدنيين لبنانيين. وأشارت البرقيتان إلى ترجيح وقوف اسرائيل أو التنظيمات الإسلامية «الموالية للسعودية» وراء اغتيال العميد محمد سليمان، فيما أظهرت أخرى طبيعة البحث الأميركي عن ممارسة الضغوط المالية على دمشق عام 2007.
وأفاد الدبلوماسيون الاميركيون في دمشق في برقية بتاريخ 14 آب 2008، بأن «مصدرا في القصر الرئاسي» السوري قدّم زيارة الرئيس اللبناني في 13 آب 2008 لدمشق، بأنها «انتصار في وأد الجهود الساعية لإيجاد شرخ بين لبنان وسوريا». وذكر الدبلوماسيون أن «الدمشقيين استفاقوا ليجدوا شريطاً طويلاً من طريق بيروت ـ دمشق مزينا بالأعلام السورية واللبنانية». وأشارت البرقية إلى تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع حول ترحيب سوريا بكل المسؤولين اللبنانيين وبينهم رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة.
وذكرت الوثيقة أن «كبير مستشاري (نائب وزير الخارجية فيصل) المقداد قال لنا خلال اتصال في 13 آب مع القائمين بالأعمال، المنتهية خدمته والمقبل، بأنه كان هناك قلق حول احتمال تأجيل (الزيارة) بعد تفجير طرابلس في الصباح المبكر، الذي قتل مدنيين وعسكريين لبنانيين».
ونقلت الوثيقة الأميركية عن مصدر حذف اسمه منها، قوله إن الرئيسين سليمان والأسد، «ناقشا عدداً كبيراً من القضايا نحو مزيد من تفعيل (العلاقات)، بما في ذلك إطلاق السجناء، وترسيم الحدود، وقضايا اقتصادية، سياسية، وثقافية أخرى، كما اتفاقات أخرى مطبقة من قبل المجلس السوري - اللبناني الأعلى».
وقال هذا المصدر إن «الرئيسين يحاولان بناء الثقة على مستوى أساسي عبر تبادل السفارات والسفراء، لكن الطرفين يدركان الحاجة إلى توافق سياسي في البلدين كي يمكن التقدم»، مضيفا أن «الحكومة اللبنانية تحتاج إلى مزيد من الوقت لمناقشة مقاربتها للعلاقة»، ومعتبرا أن «جعل وزيري الخارجية يواصلان النقاشات، هي الخطوة المناسبة».
ومن جانب آخر، أفاد مصدر حذف اسمه من الوثيقة، لم يعرف إن كان هو نفسه المصدر المذكور سابقا، بأن اغتيال العميد محمد سليمان «يبقى مصدر خلاف داخل الحكومة السورية»، إضافة إلى انتقادات لـ«كرم» الحكومة السورية ازاء لبنان.
وأكد المصدر أن المسؤولين الأمنيين طرحوا احتمال وقوف اسرائيل وراء اغتيال العميد سليمان، فيما ركّزت برقية بتاريخ 3 آب 2008 على قضية الاغتيال هذه، واصفة سليمان بـ«المساعد الامني الرئاسي السوري». وأكد الدبلوماسيون الاميركيون في هذه الوثيقة أن مصدراً صحافياً «موثوقاً» أفاد بأنه «سمع» أن عائلة سليمان بأكملها قد قتلت.
وجاء في البرقية أن «المتهمين الأكثر وضوحا هم الاسرائيليون. والأجهزة الأمنية السورية تعلم تماما أن مدينة طرطوس الساحلية تقدم منفذاً أسهل للعملاء الاسرائيليين، من أي منطقة داخلية أخرى كدمشق. سليمان لم يكن مسؤولا حكوميا تسلّط عليه الأضواء، واستخدام قناص يشير إلى أن القاتل استطاع التعرف عليه من بعد».
وأضاف الدبلوماسيون الاميركيون «وبما أن طرطوس قريبة أيضا من الجزء الشمالي من الحدود السورية ـ اللبنانية، قد توجه الحكومة السورية اللوم للمسلحين الاسلاميين الموالين للسعودية من طرابلس او مخيم نهر البارد. وقد يذهب البعض إلى القول، وهذا غير مرجح، بأنها كانت عملية تصفية داخلية لمنع سليمان من الإضرار بالنظام السوري»، كما اعتبروا أن دمشق قصدت «التعتيم» إعلاميا على قضية الاغتيال، التي «جاءت بالتزامن مع زيارة الأسد لطهران وقبيل جولة ثانية من المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل»، تفاديا للإرباك»، لأن الاغتيال «سيضعف دعاة السلام ومنهم الرئيس الأسد».
وفي برقية تعود إلى 15 آذار 2007، يتطرق الدبلوماسيون الاميركيون إلى زيارة من ممثلي وزارة الخزانة الأميركية إلى السفارة الاميركية في دمشق، تمت خلالها مناقشة «متطلبات الوزارة لإكمال إدراج المستشار السوري الرئاسي الخاص للتسلح والأسلحة الاستراتيجية محمد سليمان ورئيس مديرية الاستخبارات العامة السورية علي مملوك (ضمن اللائحة السوداء لوزارة الخزانة)»، ودعم السفارة الاميركية لإدراج «المسؤول عن العلاقات مع ايران» محمد ناصيف خيربك.
وأفادت البرقية بأن الدبلوماسيين «يفهمون ان إدراج سليمان ومملوك، معلّق لعدم وجود معلومات غير سرية ضرورية لإعلان وزارة الخزانة»، مضيفين أن «إدراج محمد سليمان لا يعود بمكاسب كبيرة». وتمت بحسب البرقية مناقشة «استهداف أعضاء رفيعي المستوى من الدائرة الداخلية (للنظام السوري)، وممولي النظام مثل رامي مخلوف ووالده محمد مخلوف، في المرحلة الثانية من العقوبات المالية الموجهة».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...