أردوغان أمر شخصياً باعتراض الطائرة السورية

13-10-2012

أردوغان أمر شخصياً باعتراض الطائرة السورية

نجحت سوريا وروسيا في إحراج تركيا وحشرها في الزاوية عبر البلبلة التي رافقت إجبار الطائرة السورية الآتية من موسكو على الهبوط وتفتيشها. وساهم الغموض في تصريحات المسؤولين الأتراك، ولا سيما وزير الخارجية احمد داود اوغلو وعدم الجزم في طبيعة المحتويات، في تعميم هذه البلبلة، بحيث لم تكشف أنقرة حتى الآن عن طبيــعة المحتويات المصادرة، ما يلــقي ظلالا من الشك على ما يمكن أن تعرضه الحكومة لاحقا، خصوصا أن ما تسرب لا يتصل بصورة مباشرة بأسلحة متعارف عليها.
وتساءلت وسائل إعلام تركية عما إذا كان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ضحية معلومات استخباراتية خادعة، أوقعته في فخ إجبار الطائرة السورية على الهبوط. وهنا تتعدد التكهنات حول المصدر الاستخباراتي بين الاستخبارات التركية أو الأميركية أو حلف شمال الأطلسي.
ونظرا لحساسية الموضوع، وكون الطائرة تقل روسا ومعدات روسية، فإن مثل هذه العملية تطلبت أمراً مباشراً من أردوغان شخصيا، وهو ما حصل في النهاية بحيث أن أردوغان هو من يتحمل تبعات هذه العملية.
واعتبر كثر أن عملية إجبار الطائرة على الهبوط وتفتيشها كانت خطأ ثقيلا من جانب تركيا تجاه روسيا، التي تحظى معها بعلاقات ممتازة، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي. وإذا كان الخلاف عميقا حول سوريا، فذلك لا يبرر تخريب العلاقات مع روسيا من أجل ما يمكن أن يكون معدات عسكرية، تستطيع روسيا نقلها الى سوريا بوسائل أخرى أكثر سهولة.
ويرى المراقبون الأتراك أن أول نتيجة سلبية للحادثة هي إرجاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى أنقرة. ويرى متين منير في صحيفة «ميللييت» أن خطوة تركيا في تفتيش الطائرة لا تمت بصلة إلى العقلانية في العلاقة مع سوريا. وقال «حيث هناك عقلانية لا يمكن أن تجد وزير الخارجية احمد داود اوغلو الذي سارع إلى القول في الثواني الأولى إن الحادثة لن تؤثر على العلاقات التركية ـ الروسية».
واعتبر منير انه من الواضح انه لم يكن هناك سلاح في الطائرة، ولو افترضنا وجوده فهل يبرر تخريب العلاقات مع روسيا؟ وقال إن «لعبة الشطرنج، التي تتطلب الكثير من العقل، قد تجاوزت داود اوغلو، الذي تصرف مثل صبي بقوله إن الحادثة لن تؤثر على العلاقات مع روسيا. داود اوغلو يحب الضجيج والضوضاء».
واعتبر أن داود اوغلو نقل تركيا من «سياسة صفر مشكلات مع الجيران إلى سياسة مشكلات بلا حدود (على غرار أطباء بلا حدود) مع الجيران وبسرعة فائقة. إنها سياسة أوسين بولت (بطل العالم الجامايكي في سباق المئة متر في أولمبياد لندن). لقد وصلنا إلى حافة الحرب مع سوريا والعلاقة مع إيران فاجعة، ومع العراق كارثة. واليوم يضيف داود اوغلو روسيا الى القائمة. وهكذا تحولنا من بلد مرشح قبل سنتين للدخول الى الاتحاد الأوروبي الى بلد شرق أوسطي، يستيقظ كل يوم على خبر مفجع وبعيد عن العقلانية ومستعد للحروب».
وينتقد محمد علي بيراند في صحيفة «بوسطه» سياسة تركيا الخارجية تجاه سوريا. ويقول إن أكبر خطأ ترتكبه أنقرة أن تدخل إلى سوريا بخيط حلف شمال الأطلسي. ولاحظ أن حلف شمال الأطلسي يطلق تصريحات مشجعة، لكنها لفظية مجاملة لعضو في الحلف حيث ان القرار النهائي هو للولايات المتحدة. وقال «إذا خرجنا إلى سوريا بخيط الأطلسي فسنجد أنفسنا في منتصف الطريق إلى دمشق وحيدين».

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...