أسامة بن لادن.. قديس أم شيطان؟

12-09-2007

أسامة بن لادن.. قديس أم شيطان؟

لم يكن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، يحلم في يوم من الأيام أن يصل إلى مرحلة "القداسة"، رغم أنه يحظى باحترام عدد لا بأس به من "الشبان المتدينين" في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي.

ولهذا السبب، فقد انتشرت صوره في مناطق عديدة من العالم، وبخاصة في باكستان وأفغانستان وإندونيسيا.

ولم تقتصر صور أسامة على الصور الفوتوغرافية فحسب، بل انتشرت أيضاً على الملابس، مثل "التي شيرت"، وغيرها.

فأسامة بن لادن بات زعيم منظمة أممية بعضويتها وأهدافها تسعى إلى قيادة "حركة الجهاد العالمية" ضد ما تسميه بـ"قوى الكفر والطغيان"، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ويوصف بالتشدد الديني الذي يعبر عنه الفكر السلفي الجهادي، والذي يعد بن لادن أبرز رموزه.

كذلك فإن رؤية بن لادن للعالم تقوم على المفاصلة بين الإيمان والفكر، بتقسيم العالم إلى "فسطاط إيمان وفسطاط كفر"، لكن أن يكون أسامة قديساً، فهذا شيء آخر.. بل وغريب.

على أن القضية الأبرز هي ما ظهر في معرض أسترالي استضاف مسابقة راقية للوحات الفنية الدينية، وظهرت فيها ثلاث لوحات فنية، كانت الأولى للمسيح، وهي الصورة الأيقونة له، حيث يظهر وجهه وشعره منسدل على كتفيه، ثم هالة من نور تعلو رأسه.

اللوحة الثانية كانت لوجه أسامة بن لادن، يحل محل وجه المسيح في الصورة نفسها.

أما اللوحة الثالثة، فتظهر أسامة بن لادن بعمامته ولحيته المشذبة ومن دون شعر منسدل على كتفيه، ثم هالة من نور تعلو رأسه.

هذه اللوحات أثارت جدلاً واسعاً في أستراليا وهي من عمل الفنانة بريسليا براكس، وجاءت تحت عنوان "شرقيات ملتحية"، وهو جزء من مسابقة ضمت أكثر من 500 عمل فني، تعرف باسم "جائزة بليك للفن الديني" Blake Prize for Religious Art، وتم عرضها في "مدرسة الفنون الوطنية" بسيدني.

ومن بين الذين اعترضوا على هذا العمل الفني، رئيس الوزراء الأسترالي، جون هاورد، الذي صرح لصحيفة "دايلي تليغراف" قائلاً: "إن اختيار مثل هذه الأعمال الفنية تشكل اعتداء على المعتقدات الدينية للعديد من الأستراليين."

وكانت لوحة قد رسمت على نوافذ كنيسية رومانية قد مثلت أسامة بن لادن على أنه شيطان يقود طائرة مدنية نحو جهنم.

وظهرت عدة صور وألعاب تمثل زعيم تنظيم القاعدة، إحداها وهو يحمل بيده مجسماً للبنتاغون ويضع أمامه برجي التجارة العالمي، كما انتشرت الرسوم الكبيرة على شاحنات في باكستان، إلى جانب الصور الكبيرة أو البوسترات في مناطق مختلفة من العالم.

ورغم غياب أسامة بن لادن في الذكرى الخامسة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، غير أنه أطل أكثر من مرة في الذكرى السادسة للأحداث، وطرح عدة "كليبات" تتناول هذا الحدث وتمتدح منفذيه ويحلل أسباب فشل السياسة الأمريكية.

لقد تمكن بن لادن من شق طريقه إلى أفئدة بعض العرب والمسلمين ممن يناهضون السياسات الأمريكية، عبر توجيه ضربة موجعة لأمريكا بتدمير برجي مركز التجارة العالمي واستهداف مبنى البنتاغون في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

إلا أن زعيم تنظيم القاعدة، على ما يبدو، لم يستطع أن يستقطب إجماعاً تاماً عليه في العالم العربي، لأن إدارته للمعركة مع الولايات المتحدة شابها الكثير من "المغامرات غير المحسوبة" التي جرت العواقب الوخيمة على البلدان العربية والإسلامية، فضلاً عن انتهاك أعمال "القاعدة" للمبادئ الإنسانية وقيم الدين الإسلامي.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...