أكثر من مليون طالب يحتاجون تعويض دروس فائتة و1.4 مليار ليرة كلفتها

17-11-2012

أكثر من مليون طالب يحتاجون تعويض دروس فائتة و1.4 مليار ليرة كلفتها

طال العنف حتّى المدارس ونالت نصيبها من الدمار والاستنزاف....
 حرق مدارس, خطف وقتل مدرسين، سرقة مستلزمات العملية التربوية واستخدام كثير من مقاعد المدارس كحطب، سرقة وسائل النقل الجماعي، والأموال المخصصة للرواتب، ولتنمية العملية التربوية، والنتيجة:
أضرار تصل قيمتها إلى أكثر من 5,5 مليارات ليرة، قتل وخطف وتشويه وترهيب أكثر من 110مدرسين حتى الآن، وإلحاق الضرر بنحو 2249 مدرسة، منها 329 خرجت من الخدمة نهائياً، ثلاث منها تم إصلاحها مرة في محافظة اللاذقية وتضررت من جديد... استخدام نحو 1550 مدرسةً لإيواء المتضررين، بعد إخلاء 587 مدرسة, من أصل 22 ألف مدرسة في مختلف محافظات القطر.
ارتبط وما زال حجم  دمار المدارس في كل محافظة بوضعها الأمني، وربما ضمن هذا السياق يصبح طبيعياً أن يصل عدد المدارس المتضررة في محافظة كإدلب إلى نحو 772 وإلى خروج 23 مدرسة من الخدمة، تليها حلب 301 مدرسة..
 مدير التربية في محافظة حلب نضال العريش أكد أن نسبة ما ينفذ من العملية  التربوية في حلب لا تتجاوز 11%، فنسبة كبيرة من مدارس المحافظة استخدمت كمراكز إيواء، فقد بلغ عدد المدارس المستخدمة لهذا الغرض نحو 1373 مدرسة..
استهداف المدارس في المناطق الساخنة زاد من الضغط على مثيلاتها  في المناطق الآمنة كمحافظتي طرطوس والرقة، وذلك بسبب نزوح أعداد كبيرة من الطلبة إلى تلك المناطق، فشاع اعتماد الدوام النصفي لأغلبية المدارس بعدما كان إنهاء هذه الظاهرة  من ضمن أولويات وزارة التربية في أيام السلم.
مدير تربية طرطوس عبد الكريم حربا أكد أن مديرية التربية في المحافظة أحدثت مدرستين جديدتين مع بداية العام الدراسي لاستيعاب الأعداد الجديدة من الطلاب والمقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف المراحل، يضاف لهم طلاب أبناء المنطقة الذين عادوا إلى محافظتهم،  ليشكلوا نسبة لا يستهان بها من عدد طلاب المحافظة البالغ نحو 190 ألف طالب.
 إحدى المدارس أقيمت في معسكر الطلائع وتكفلت بأبناء المقيمين في المعسكر, ضمت 300 طالب من مرحلة التعليم الأساسي، والأخرى في قرية المنطار وتضم 400 طالب، أما بقية الطلاب فانضموا إلى مختلف مدارس المحافظة  كما أضاف  حربا.من أهم الصعوبات التي واجهت المديرية  ضرورة توفير نحو 10 آلاف مقعد بسرعة، الأمر الذي دفعهم للتعاقد مع ورشتي نجارة لإنجاز العدد المطلوب بالسرعة المطلوبة، وبقيت مشكلة التمويل، فرغم الحصول على موافقة المحافظة على تخصيص مبلغ 4 ملايين ليرة ثمناً للمقاعد، لم يصلهم المبلغ لأنهم لم يحصلوا على الموافقة النهائية، كما أكد مدير التربية.
أما المشكلة الأخرى, فهي عدم توفر الثبوتيات المطلوبة عند تنقل الطلاب من مدرسة لأخرى أو بين المحافظات، وإذا كانت مرحلة التعليم الأساسي انقضت بسبر معلومات، فإن طلاب المرحلة الثانوية يحتاجون لشهادة التاسع، ومن لا يستطيع إحضار شهادته الإعدادية، سيصبح طالباً غير نظامي بعد يوم 15 من الشهر الجاري، ولا يحق له الدوام، وهذا أمر مربك ومقلق، يحتاج تعاوناً، كما يضيف حربا، ويؤكد أن  وزارة التربية تعاملت بمرونة عالية، ومازال التواصل مستمراً بين الجهتين لتذليل العقبات أمام الطلاب. أما فيما يتعلق بأعداد المدرسين الذين تم نقلهم من المناطق الساخنة وعادوا إلى مدينتهم طرطوس، فيزيد على عن 3 آلاف مدرس، أكثرهم من اختصاص معلم صف، وهناك فائض أيضاً في مدرسي اللغة الفرنسية والإنكليزية، بينما النقص في أعداد مدرسي التربية الإسلامية واللغة العربية.
أضاف عبد الكريم حربا أن حصة طرطوس أربعة مدرسين  شهداء  قضوا في المحافظات الشرقية، ووصلت نعوشهم إلى محافظتهم، ولكن رغم الحالة التي يمر فيها البلد، استطاعت المحافظة استيعاب جميع الطلبة والوافدين من المحافظات الأخرى، ومتابعة أوضاعهم في مدارس المحافظة بالتعاون بين جميع جهات العملية التربوية في المحافظة، وحل جميع المشكلات في هذه المدرسة أو تلك، يقول حربا.
ظلت ناميةً
رغم مرور السنوات الطويلة، ظل تعبير المناطق النامية ملازماً للمناطق الشرقية، وظلت مدارسها تحتاج مدرسين من المحافظات الأخرى، وهؤلاء ملزمون بعد تأمين فرصة عمل بشرط الخدمة خمسة سنوات في المنطقة ذاتها، ومن هنا يبدأ مشوار البحث عن طريقة لعودة كل مدرس إلى محافظته، بعد العيش في بيئة مختلفة، وبعد الأحداث الأمنية، أصبح هذا الموضوع ضاغطاً على وزارة التربية ومدرسيها، ولاسيما بعد تعرض أكثر من 110 مدرسين لعمليات قتل أو خطف أو تشويه، الأمر الذي حال دون إمكانية استمرار عمل المدرسين من أبناء المناطق الساحلية في المناطق الشرقية.
تطلب الوضع من المدرسين طرق أبواب كثيرة: أبواب (محافظين، مديري تربية، وزارة إعلام، ونشرت مواقع عدة رسائل استغاثاتهم) ومؤخراً حصل وانتقل قسم كبير منهم، الأمر الذي تسبب بفراغ في المناطق التي غادروها، وتخمة في أعداد المدرسين من بعض الاختصاصات كاختصاص معلمي الصف  في طرطوس، وكان على مديريات التربية أن تستعيض عن الشواغر التي حصلت، بتعيين وكلاء ومتعاقدين وصل عددهم في محافظة الرقة مثلاً إلى 4 آلاف وكيل و863 مكلف ساعات، وبعض الذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف مديرية التربية في المحافظة. الآن خصص لتربية الرقة 2250 فرصة عمل ضمن برنامج تشغيل الشباب. وخصص للمنطقة الشرقية، كما أكد عبد الحكيم الحماد، معاون وزير التربية،  11.5 ألف فرصة عمل، وخُصص القسم الأكبر من فرص عمل التربية البالغة 15 ألف شاغر للمناطق الشرقية.
يضيف عبد الكريم الأحمد، مدير تربية الرقة، أن عدداً  كبيراً من المكلفين غير مؤهل خاصة لتعليم المواد الأساسية كالرياضيات والعلوم، للصفين الخامس والسادس.
حافظت محافظة الرقة على وضع أمني هادئ نسبياً، الأمر الذي تسبب بهجرة جماعية من دير الزور مثلاً إلى الرقة، فقد بلغ عدد الطلاب الوافدين للمحافظة نحو 11 ألفاً، وشغل قسم كبير من مدارس المحافظة بالمهجرين، حيث بلغ عدد مدارس الإيواء 165 مدرسة موزعة بين المدينة والثورة والجزمية والكرامة والمنصورة....الخ أخلي عدد منها بعد بداية العام الدراسي واعتمدت نحو 58 مدرسة «دوام الفوجين» في مركز المدينة، وتدرس لجنة مشكلة لهذا الغرض معالجة الحالات القليلة المتبقية من مدارس الإيواء والمقدرة بنحو 11 مدرسة، كما قال الأستاذ الأحمد مضيفاً أنهم خصصوا 6 مدارس جاهزة للاستثمار لسكن الوافدين، وحصلوا على موافقة وزير التربية لتحديد مراكز عمل التربويين في مديريات التربية بكل من (دير الزور، حلب، إدلب).
كان على مديرية التربية تأمين متطلبات العملية التدريسية لهذه الأعداد، وفي مقدمتها الكتب المدرسية، وقد خاطبت المديرية الوزارة للمساعدة في تأمين الأعداد المطلوبة من الكتب، أضاف الأحمد أن هناك مشكلة جغرافية تتمثل بتباعد المسافات الجغرافية للمحافظة، الأمر الذي يعقد من مهمة الإشراف والمتابعة التربوية، وكذلك مشكلة الصفوف المجمعة التي تنتج عنها سلبيات عديدة أهمها غياب المدرس المساعد المختص (لغات أجنبية، فنون، رياضة).
تتغير يومياً
تتعدل أرقام وبيانات وزارة التربية حول خسائرها يومياً، ففي الوقت الذي ترمم فيه مدرسة في إحدى المحافظات، يمكن أن تصاب أخرى بأذى في موقع آخر، الأمر الذي يجعل كثيراً من المختصين في الوزارة يحجم عن إعطاء أرقام نهائية، ولكن في أحدث الإحصاءات الخاصة بالأضرار تقدر الكلفة الإجمالية لأضرار القطاع التربوي بما يزيد عن 5.578 مليارات ليرة، فالتكلفة الإجمالية الناتجة عن سيارات مفقودة تقدر بنحو 201 مليون ليرة (باصات، سيارات سياحية، شاحنات) أما توزع الكلفة الإجمالية لأضرار المدارس فتقدر بنحو 2.447 مليار ليرة، في حين تستعرض الدراسة التي أعدتها وزارة التربية حساباً رياضياً لتكلفة الدروس الإضافية الواجب منحها للطلاب لتعويض ما فاتهم من خلال عدد المدارس المتضررة والمقدرة بنحو 2249 مدرسة، ووسطي عدد الطلاب المقدر بنحو 500 طالب في كل مدرسة، لتقدر العدد بنحو 1124500 طالب، وفي إتمام الحسبة تقدر تكلفة دروسهم بنحو 1,405 مليار ليرة.
عودة الحياة
عبد الحكيم الحماد، معاون وزير التربية، ومدير المناهج السابق يفضل الحديث عن الجانب الإيجابي لسير العملية التدريسية في موعدها مع النجاح في إيجاد حلول لمعظم المشكلات التي واجهت العملية التربوية، رغم كل الظروف، ويجد في انطلاق العملية التدريسية ضمن وقتها خير دليل على ذلك، لأن عودة المدارس هو بمنزلة عودة نبض الحياة للمجتمع. مضيفاً أن الوزارة استوعبت جميع الطلبة الذين كانوا في المدارس المتضررة بمدارس أخرى من خلال زيادة أعداد الطلبة في الشعبة الواحدة، أو اللجوء للدوام النصفي.  وعن مصير الطلاب الذين لم يلتحقوا بالمدارس قال معاون الوزير: إن الوزارة قد أصدرت تعليمات وبلاغات تنص على قبول الطلبة في المدارس، حتى الذين لم تتوفر لديهم وثائق، ومددت فترة القبول حتى 15 الشهر الجاري، لفسح المجال أمام الطلبة للالتحاق بالمدارس الآمنة والقريبة من أماكن إقامتهم، كما تحاول الوزارة اعتماد برنامج (إثرائي) يتيح الفرصة للتلاميذ الذين فاتهم جزء من المنهاج المقرر، والمجال مفتوح لجميع الطلاب حتى هذا التاريخ للالتحاق بالمدارس.
شكلت الوزارة لجاناً اختصاصية لسبر معلومات الطلاب، ففي بداية المدارس كان هناك حراك طلابي بين منطقة وأخرى ضمن المحافظة الواحدة، وبين محافظة وأخرى، وكانت تعليمات الوزارة بتقديم التسهيلات والقبول، من دون وجود وثائق، واستعيض عن الوثائق (الشهادة) بالعودة إلى وثائق وزارة التربية، شهادة التعليم الأساسي، وعندما يتحقق شرط القبول والسن والدرجات، يقبل الطلبة في أي مدرسة كانت من مدارس التعليم العام. وعن موضوع نقص وصول الكتاب لبعض المدارس أكد الحماد أن الخطة الطباعية للكتب أنجزت في موعدها على أتم شكل، لكن الحراك الطلابي بين منطقة وأخرى أدى إلى نقص في وصول بعض الكتب لبعض المدارس، وقد استدركت الوزارة النقص كما أضاف... وأعتقد بأن مالا يرغب معاون الوزير في الحديث عنه هو أن بعضاً من مستودعات الكتب قد تعرضت للسرقة والحرق كما جاء في بعض تصريحات مدير عام مؤسسة الطباعة المنشورة، فقد قدرت  أضرار الاعتداء على الإدارة العامة في دمشق بنحو 50 مليون ليرة نتجت عن سرقة وحرق مستودعات كتب، وحرق وإتلاف الكتب المدرسية للتعليم الأساسي والثانوي، إضافة لسرقة أثاث ومستلزمات مكتبية وسيارات تابعة للمؤسسة...الخ.
يضيف معاون الوزير الحماد أن الوزارة تابعت خطتها في تطوير المناهج، وأنجزت المرحلة الثانية والثالثة رغم الأزمة، واتبعت الخطة الموضوعة للتأليف، وكانت الكتب جاهزة ومدفوعة للطباعة في الوقت المحدد، وتم تأمين النسخة الورقية من الكتب، ووضعت الوزارة نسخة الكترونية لجميع الكتب على موقع الوزارة، إضافة للكتاب الإلكتروني لأغلبية الصفوف، ووضعت على موقع الوزارة، ليتمكن الطلبة من الوصول إليها في أي وقت.
ضحايا الوزارة
كما كثير من أبناء الوطن كان للقطاع التربوي شهداؤه، فقد بلغ عدد الشهداء في قطاع التربية 105 مدرسين وعاملين تربويين يتوزعون في محافظات مختلفة، فهناك 32 مدرساً وعاملاً في إدلب، و20 آخرون في حمص، و10 في حماة، و8 في دير الزور، و9 في درعا، و12 في حلب، و4 مدرسين في ريف دمشق، و3 في الحسكة و4 في القنيطرة، و3 في دمشق، وكي لا يكونوا مجرد أرقام تنشر صحيفة «تشرين» أسماءهم نوعاً من التقدير لجهودهم وتضحياتهم.
 
شهداء قطاع التعليم
 
دمشق
إبراهيم حسينو
هيثم مطر
 
ريف دمشق
أكرم سكاف
المدرس نزار أحمد
فاعور الفاعوري
 
حماة
المدرس سليمان صالح إبراهيم
المدرس ممدوح جمول حمدين
المعلم محسن فارس يوسف
عمار العزق
المعلم حميد رحيل العبد الله
المعلم أديب أحمد الهواري
المستخدم أحمد عسلية
 
إدلب
مصطفى عبد العزيز خطيب
هيثم الحسن
حسن حاج موسى
ماجد أحمد بكور
سمير جميل كركص
حسين سكاف
عدنان خالد حاج عوض
محمد حسن شحادة
أحمد عبد القادر خربطلي
صفوان علي أبو الجود
محمد إبراهيم حاج موسى
عدنان الصالح
حميد علي جنيد
محمد رشيد جاروخ
مصطفى عبد القادر نحاس
مصطفى عجاج
غازي مصطفى الدقماق
محمد بكري النجار
عبد الحميد حمودين
أحمد عبد الوهاب طفاش
محمد رسلان محمد رشيد الخطيب
 
حمص
سليمان خالد أبو حمد
علي أديب علي
صالح عبد الكريم الحسين
هاشم يوسف المنصور
موسى سعد الشيحان
عبد المؤمن مندو
سليمان أبو حمد
عيسى إبراهيم إبراهيم
عدنان سليمان القبجي
ياسر شعلان الدالي
علي حمد عيسى
عناد محمد الكدور
المدرسة جانيت الإبراهيم
 
حلب
محمد زياد بصمجي
أحمد سبسبي
عمر عبد العزيز
يوسف سكران
ويسي أحمد حاج إبراهيم
صالح جاسر
هيفاء جب صاير
عبد الرحمن سليم
 
درعا
المعلم عبد الرزاق طعانة
محمد إسماعيل السيبراني
ماجد عبد الرحمن إسماعيل
المستخدم ماجد البدوي
عليوي غازي القطيفان
فدوى اللاقي
 
دير الزور
المعلم محمد إبراهيم العمر
وائل أحمد إبراهيم
وضاح محمد حاتم
إبراهيم فلاح العلي
محمد الظاهر
 
القنيطرة
المعلم محمد يونس
المرشد النفسي محمود خضر ناصيف
المستخدم محمد خالد الأحمد
 
الحسكة
المدرس محمد حسن محمد
المدرس عبد الرحمن اللطيف الحسن

يسرى ديب

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...