ألبسة الأطفال أسعارها تجاوزت المعقول

19-11-2010

ألبسة الأطفال أسعارها تجاوزت المعقول

يعد العيد محطة سعادة وفرح ينتظره الناس، وللأطفال معه موعد محبب، عيدية وثياب جديدة.. ألعاب وحلوى.. الأطفال هم أكثر من يشعرنا ببهجة العيد وفرحه حينما نرى البسمة تملأ وجوههم وأينما حلّوا ينشرون أجواء الفرح المفعم بالبراءة، وكي تتحقق هذه الفرحة فكم يدفع الآباء ويضحون لاسيما أصحاب الدخل المحدود من أجل تلبية طلبات العيد ومستلزماته حتى لا يشعر الأطفال بالحرمان أو نقص أي طلب..

فهل استطاعت تلك العائلات شراء حاجاتها من ألبسة وحلويات العيد و.. وكيف؟.. ‏

الغلاء طال كل السلع وغلاء الألبسة فاق الحد المعقول وهذه حقيقة يقف عندها كل من يتجول أمام واجهات المحلات حتى أن الدهشة والغرابة واضحة على وجه كل من يقرأ التسعيرة على قطعة من ملابس الأطفال.
 
7500 ليرة كسوة لطفلين ‏
تشرين في جولتها لأسواق دمشق تحاورت مع إحدى النساء أثناء تسوقها وشرائها ألبسة لأطفالها.. ‏

رنا الدبس موظفة وأم لطفلين بعمر 9 و12سنة قالت: الله يكون بعون صاحب العيلة والفقير لن يهنأ بالعيد وفرحته، اشتريت طقمين وحذاءين دفعت مبلغ 7500 ل.س علماً أنها من النوع المتوسط الجودة وصناعة محلية وأضافت رنا: موجة الغلاء التي شهدناها في الأيام الماضية جعلتنا ننفق ما جمعناه لمصاريف العيد، والغلاء طال مختلف أنواع الخضار والفواكه واللحوم.. والأيام القادمة قد تكون الأصعب والشتاء على الأبواب.. ‏

الاستدانة لمواجهة المصاريف ‏
لهيب الأسعار استنزف الجيوب وأرهق ميزانية الأسرة ما جعل الكثيرين يلجؤون إلى الاستدانة لمواجهة مصاريف العيد وطلباته.. ‏

اعتدال غانم وهي ربة منزل ينتابها القلق والهمّ عندما يقترب العيد وحساباتها لا تتناسب مع لوازم العيد قالت اعتدال: اضطررت إلى الاستدانة لأغطي تكاليف وطلبات الأولاد ولا أستطيع حرمان أطفالي من فرحة العيد، والكبار منهم حاولت إقناعهم بالملابس القديمة فهم يقدرون الأوضاع المادية وصعوبات الحياة. ‏

بينما استغربت المعلمة سلوى بدور من غياب الرقابة على الأسعار في مثل هذه الأوقات حيث يستغل التجار تلك الفترة من دون مبرر إلا لأننا مجبرون على الشراء. ‏

وعد قيد التنفيذ ‏
إذا كان هذا هو واقع الحال بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود فكيف حال من لا دخل له ويخرج من الصباح الباكر يجلس على قارعة الطريق حيث يتجمع شباب وأرباب أسر والكل ينتظر ويأمل أن يحظى برب عمل لتشغيله ليوم أو ليومين وربما لساعات قليلة فقط، وأبو محمد واحد من هذا الفريق المتجمع رأسماله جهده وقوته العضلية ولا يملك سواهما يخرج مع طلوع الشمس ليعود في آخر النهار للقاء أولاده وهو كما وعدهم سيشتري لهم ثياب العيد وسيذهب معهم إلى مدينة الألعاب في أيام العيد وسيشتري الحلوى و.. ‏

فهل يستطيع أبو محمد تنفيذ وعده لأطفاله.. وإسعادهم كبقية الأطفال؟.. نأمل ذلك.

زهور كمالي

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...