أمريكا تمنع إسرائيل من التفاوض مع سوريا وإسرائيل تبحث عن قنوات تفاوض

08-02-2007

أمريكا تمنع إسرائيل من التفاوض مع سوريا وإسرائيل تبحث عن قنوات تفاوض

الجمل:   اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، والزعيم الليكودي المتشدد بنيامين نتنياهو بالأمس سوريا بأنها تنخرط في عملية شن حرب غير مباشرة ضد إسرائيل. وقد خاطب بنيامين نتنياهو مؤتمراً نظمه معهد دراسات الأمن الوطني: (سوريا مرتبطة بمحور الشر وإيران، فالطائرات تقوم في سوريا بإمداد حزب الله، وتزويده بالأسلحة السورية الصنع، وهم يشنون بنشاط وفعالية حرباً ضدنا، يقدمون المأوى لاثنتي عشرة منظمة إرهابية). وقال أيضاً: إذا كانت دمشق جادة حول السلام مع إسرائيل فإنه يتوجب عليها أولاً إيقاف الهجوم ضدنا، وطرد خالد مشعل خارجاً، وقطع الصلة مع إيران. كذلك وفي بادرة غير مسبوقة قال نتنياهو (في أي اتفاقية سلام مع سوريا، فإنه يتوجب علينا الاحتفاظ بالجولان.. وعلى السوريين أن يساوموا في ذلك إذا كان يريدون السلام).
سأل أحد المشاركين نتنياهو عن سبب فشل مفاوضات السلام مع سوريا عندما كان رئيساً للوزراء في عام 1996، وأجاب نتنياهو (لم أكن راغباً في إرجاع وإعادة الجولان، وبالتالي انهارت المفاوضات مع –السيد الرئيس الراحل- حافظ الأسد. فقد طالب بانسحابي من الجولان، وأنا رفضت –ذلك-).
ركز خطاب نتنياهو في معظمه على الخطر الإيراني، وحدد أسلوبين للتعامل مع طهران:
- جهد داخلي: قال بأنه لا يحتاج إلى توسيع وزيادة في الوقت الحالي.
- جهد خارجي: يهدف إلى شن حملة أخلاقية، سياسية، اقتصادية، من أجل عزل النظام الإيراني.
وكعادته لجأ بنيامين نتنياهو إلى استفزاز الأكاديميين والمفكرين والخبراء الإسرائيليين الذين يخالفونه الرأي وحثهم ضد إيران،بشكل استخدم فيه العرب لأول مرة كمقياس ومعيار لصحة رأيه، وذلك عندما قال: (لأول مرة في حياتي، أرى ظاهرة غريبة. فمعظم الأنظمة العربية –يقصد دول المعتدلين العرب المتحالفة مع أمريكا ضد إيران- أصبحت تنظر إلى أنها تحتاج أن تغير -توجهاتها إزاء إيران- بينما هنا –في إسرائيل- فإن الأمر لم يتم فهمه حتى الآن بالشكل الكامل).
كذلك قال نتنياهو بأن حماس تمثل ذراعاً إيرانية يتوجب قطعها من أجل فتح المجال أمام القوى المعتدلة لكي تصعد وتتولى السلطة في المناطق الفلسطينية. وأضاف نتنياهو قائلاً: إذا تعاملت إسرائيل مع إيران فإنها من الممكن بعد ذلك أن تتعامل مع الفلسطينيين وحزب الله.
وحول الانسحاب من الأراضي، قال نتنياهو: إن كل قطعة أرض نقتطعها وننسحب منها من طرف واحد، تتحول بعد ذلك إلى قاعدة ارتكاز لقوى الإسلام المتطرف التي تهاجمنا.
حديث بنيامين نتنياهو، كان أمام أحد مؤتمرات منتدى إسرائيلي (ملتقى مبادرة السلام Forum of the peace initiative) جديد، يضم في عضويته بعض الأكاديميين، والمفكرين، ورئيس جهاز الشين بيت السابق، وأيضاً قائد الجيش الإسرائيلي السابق، وقد تم تكوين المنتدى بهدف حث ومطالبة الحكومة الإسرائيلية من أجل الاستجابة للسلام مع سوريا.
يقول سامي ميخائيل احد زعماء المنتدى بأن تصريحات دمشق الحالية حول السلام يتوجب عدم تجاهلها. وأضاف قائلاً: إن من بين أعضاء المنتدى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق أمنون ليبكين شاحاك، وقد تحدث سامي ميخائيل قائلأ: إن السلام مع سوريا سوف يكمل عملية إقامة العلاقات مع كل جيران إسرائيل، لأن لبنان سوف يدخل في السلام بعد ذلك. وقد أشار سامي ميخائيل إلى أن الملتقى يضم ويمثل الطيف الواسع للمجتمع الإسرائيلي.
وعلى موقع صحيفة كوميثيز فري الالكترونية الأمريكية نشر جون غيتبنغس مقالاً أشار فيه بوضوح إلى أن أمريكا هي التي تمنع الحكومة الإٍسرائيلية الحالية من الدخول في أي مفاوضات أو محادثات سلام مع سوريا، وقد أشار إلى النقاط الآتية:
- تصريح الرئيس المصري حسني مبارك (اعتقد بأن أمريكا تمنع –أولمرت- من تحقيق السلام مع سوريا.
- صحية هآرتس أوردت حديث ديفيد ويلش نائب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بتاريخ 16 كانون الثاني 2007، والذي قال فيه: (الأمريكيون ليسوا مستعدين لسماع أي شيء حول الاتصال مع سوريا).
- حديث المؤرخ والباحث ميخائيل أورين لصحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون في يوم 24 كانون الثاني 2007م، والذي قال فيه (ما هو جديد يتمثل في معارضة واشنطن الواضحة لأي اتفاقية سورية- إسرائيلية، وان إسرائيل بسعيها من أجل السلام المحتمل مع أحد جيرانها العرب –يقصد سوريا- قد تخاطر بإحداث أزمة بينها وبين الولايات المتحدة).
- في 28 كانون الثاني 2007م، التقت علناً مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين السابقين في يافا، ووصفت عدم استجابة إسرائيل –للسلام- في الوقت الحالي باعتبارها (مغامرة غير مسؤولة)، وقابلت هذه المجموعة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي يقوم بدور القيم والأمين للمصالح الإسرائيلية. ويقول أعضاء هذه المجموعة بأن الهدف من مقابلتهم لديك تشيني هو إفهام الأمريكيين بأن كل شيء يمكن أن يتغير ويتبدل، ولكن ووجهوا بالرفض المتشدد في واشنطن.
وعموماً نقول: الإدارة الأمريكية ماتزال حتى الآن في قبضة جماعة المحافظين الجدد، كذلك فإن المسؤولين الأمريكيين المسؤولين عن الشؤون الشرق أوسطية هم من جماعة المحافظين الجدد المتشددة، والذين تربطهم علاقات وثيقة  مع تيار الليكود الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، ومن أبرز هؤلاء المسؤولين: ريتشارد بيرل (أمير الظلام)، ديفيد فورمزر، إليوت أبراهام... وغيرهم. ويتبنون نفس توجهات نتنياهو إزاء السلام في الشرق الأوسط والتعامل مع العرب، أو بالأحرى فإن بنيامين نتنياهو هو الذي يتبنى توجهاتهم التي تم التأسيس لها في معهد الدراسات الاستراتيجية والسياسية المتقدمة، التابع لجماعة المحافظين الجدد والمكرس للشؤون الإسرائيلية. لذلك فإن عناصر جماعة المحافظين الجدد هي التي تدفع الإدارة الأمريكية من أجل عرقلة أي عملية سلام مع سوريا والفلسطينيين.. وذلك بانتظار أن تؤدي الانتخابات الإسرائيلية القادمة إلى عودة نتيناهو وتكتل الليكود إلى السلطة في إسرائيل.. الأمر الذي يترتب عليه المضي قدماً في مخطط استهداف إيران، سوريا، حزب الله، الفلسطينيين... وغيرهم.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...