أنـان في دمشـق خـلال أيـام والجعفري يطالب السعودية وقطر وتركيا بوقف دعهم للإرهاب

09-05-2012

أنـان في دمشـق خـلال أيـام والجعفري يطالب السعودية وقطر وتركيا بوقف دعهم للإرهاب

دافع مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، الذي يزور دمشق خلال الايام القليلة المقبلة، عن خطته لحل الأزمة السورية، مشدداً على انها «تشكل الفرصة الأخيرة لتفادي حرب أهلية قد تؤثر على المنطقة بأكملها»، لكنه حذر من أن مهمته «ليست فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية»، مشيراً إلى انه ربما يأتي يوم يتعين فيه تبني «منهج مختلف» عن خطته، على الرغم من تحميله القوات الحكومية والمعارضة مسؤولية تواصل العنف.
وأعلنت دمشق أن «عمل بعثة المراقبين يسير بالاتجاه الصحيح»، مؤكدة أن «سوريا تقوم بتنفيذ كل ما يترتب عليها من خطة انان، ولكن الأطراف الداعمة للإرهابيين بالمال والسلاح من السعودية وقطر وتركيا لا تنفذ ما يترتب عليها، وعلى تلك الدول وقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة». وفي حين أعلنت موسكو أن «الأمور تتحرك في الاتجاه الإيجابي»، واصلت واشنطن التشكيك في فاعلية الخطة، مشيرة إلى أنها ستزيد من مساعداتها «غير القاتلة» الى المعارضة وأنها متمسّكة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم. عناصر من المراقبين الدوليين في ساحة العاصي في حماه أمس (رويترز)
واعتبر أنان، خلال إطلاعه مجلس الأمن الدولي على ما آلت إليه وساطته عبر دائرة مغلقة من جنيف، أن خطته تشكل «من دون شك الفرصة الأخيرة لتفادي حرب أهلية» في سوريا، وذلك رغم الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، لكنه حذّر من أن مهمته «ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية».
وأكد أنان، في مؤتمر صحافي في جنيف بعد مداخلته في نيويورك، أن «هذه الخطة تبقى الفرصة الوحيدة المتبقية لاستقرار البلاد»، معبراً عن «قلقه العميق من أن تغرق البلاد في حرب أهلية شاملة». وقال «علينا أن نوقف عمليات القتل».
وأعلن أنان أن «العالم لا يمكن أن يسمح بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية شاملة، ربما يأتي يوم يتعيّن فيه تبني منهج مختلف» عن خطته. وقال «إذا فشلت وأدّى ذلك إلى حرب أهلية فلن يؤثر هذا على سوريا وحدها وإنما على المنطقة بأكملها»، مضيفاً «قد نصل إلى نقطة نستنتج فيها أنها لا تعمل (الخطة) ويجب تبني منهج مختلف، وهو يوم سيكون حزيناً جداً للمنطقة».
وأشار انان إلى أن «التحرك العسكري الميداني تراجع في شكل طفيف، ولكن ثمّة انتهاكات خطيرة مستمرة» لوقف إطلاق النار. وأضاف «هناك انتهاكات ترتكبها قوات الأمن السورية وأيضاً أعمال ترتكب ضد هذه القوات الحكومية». وتابع «أوجه نداء الى جميع من يحملون السلاح، أدعوهم الى التفكير في السكان والى إلقاء السلاح والجلوس معنا الى الطاولة»، لكنه أقرّ بأنه «من الصعوبة بمكان إقناع الاطراف المعنيين بإلقاء السلاح».

وحول الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد الماضي، اعتبر انان ان على الحكومة السورية ان تفهم «ان ثمة حاجة ربما الى انتخابات جديدة»، موضحاً ان الانتخابات التي جرت ليست مدرجة في خطته التي تدعو الى «حوار» بين النظام السوري والمعارضة. وأمل في ان يتمكن المراقبون الدوليون الـ300 من الانتشار في سوريا بحلول نهاية ايار الحالي، مضيفاً «سيكون لهم عندها تأثير أكبر».
ونقل دبلوماسيون، في نيويورك، عن انان تعبيره لمجلس الامن عن خشيته إزاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في سوريا، مشيراً الى ان السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف. ودعا الى اطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من أهداف خطته.
وقال المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت إن انان ينوي التوجه الى دمشق خلال الايام المقبلة.
ولفت مسؤول عمليات حفظ الامن في الامم المتحدة ايرفيه لادسو، في مداخلة امام مجلس الامن، الى «تراجع ملحوظ» في استخدام الاسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية. لكنه اكد بحسب الدبلوماسيين، استمرار العمليات العسكرية وإن في شكل أكثر محدودية وكذلك حملات الاعتقال على نطاق واسع.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس إن «السلطات السورية لم تطبق بشكل كامل أي نقطة من خطة انان. ان الوضع في سوريا لا يزال رهيباً، خصوصاً بالنسبة الى الملايين الذين لا يزالون يتحملون الهجمات يومياً ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة». وتابعت «نزيد من تأييدنا لتوحيد المعارضة ودعمها من خلال المساعدات غير المميتة».
وكررت رايس أن واشنطن مستعدة لدراسة إجراءات أخرى في مجلس الامن. وشددت على ان «الولايات المتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على نظام الأسد وعلى الأسد نفسه حتى يرحل عن السلطة».
 
واعرب المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري عن تفاؤله. وقال إن «عمل بعثة المراقبين يسير بالاتجاه الصحيح، ولكن نوعية جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة باتت أسوأ».
وأكد أن «سوريا تقوم بتنفيذ كل ما يترتب عليها من خطة انان، ولكن الأطراف الداعمة للإرهابيين بالمال والسلاح من السعودية وقطر وتركيا لا تنفذ ما يترتب عليها، وعلى تلك الدول وقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة». وأعلن أن «المجموعات الإرهابية المسلحة ترتكب جرائم ضد المدنيين والعسكريين»، مشيراً إلى «وجود اعترافات لـ 26 شخصاً من جنسيات عربية تم إلقاء القبض عليهم في سوريا، وقد اعترفوا أنهم أتوا من ليبيا وتونس وبلدان أخرى عبر تركيا ولبنان ليرتكبوا أعمالاً إرهابية في سوريا».
واعتبر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن المشاكل لا تزال قائمة في سوريا، لكن الوضع في طريقه للتحسن بصورة عامة. وقال «الأمور تتحرك في الاتجاه الإيجابي. هناك عقبات إلا أنني اعتقد أن بالإمكان تذليلها».

وحذر الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في بكين، من أن تصاعد العنف في سوريا قد يدفع الصراع الذي يعصف بالبلاد الى حرب اهلية، مكرراً تأييده خطة انان.
وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر قال، في جنيف، إن القتال كان شديداً للغاية في بعض المناطق السورية، وانه يمكن في بعض الاحيان توصيف الاشتباكات بأنها «حرب أهلية محدودة»، لكنه أشار الى ان طبيعة العنف تحولت الآن بشكل أكبر الى «حرب عصابات».
وأضاف العربي، في مؤتمر صحافي في مقر الجامعة العربية في بكين، إن تصاعد العنف في سوريا قد يستفحل ليصل الى بلدان مجاورة.
وتابع العربي، الذي التقى نائب الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزير الخارجية يانغ جيتشي، «سيفضي تصاعد العمل العسكري في سوريا الى حرب أهلية في البلاد، وهو الأمر الذي لا يريد أحد أن يراه. لا أظن أن السوريين يستحقون شيئاً مثل ذلك». وقال إن احتمال تصاعد العنف «يمنح زخماً لتأييد خطة أنان للتيقن من أن القتال سيتوقف».
والتقى العربي، على هامش زيارته إلى بكين رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أن يانغ جيتشي التقى وفد «المجلس الوطني» برئاسة غليون. وقال يانغ «يتعين على كل الأطراف في سوريا احترام التزاماتها بوقف إطلاق النار ودعم بعثة مراقبي الأمم المتحدة ومساعدتها وتوفير بيئة لإطلاق عملية سياسية شاملة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...