اعترافات لضابط سوري منشق والمعارضة لاتستبعد عملا عسكريا غربيا ضد سورية

16-09-2011

اعترافات لضابط سوري منشق والمعارضة لاتستبعد عملا عسكريا غربيا ضد سورية

اعترف المقدم المنشق حسين الهرموش في شهادة عرضها التلفزيون السوري، مساء أمس، بأنه تلقى بعيد انشقاقه في حزيران الماضي اتصالات من المرشد العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وولديه ومكتب نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد، إضافة للداعية المتطرف عدنان العرعور والمعارض السياسي برهان غليون، كما اتصل به الشاهد الزور محمد زهير الصديق، وقدم له هؤلاء وعودا كبيرة بالمال والعتاد، لكنه لم يحصل على شيء.
من جهتها، قالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان ان لقاء سيجمع وزير الخارجية وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة، وذلك في سياق التنسيق الروسي - السوري، مشيرة إلى أن زيارتها موسكو كانت «مفيدة». وقالت لـ«السفير» ان موسكو لم تطرح نفسها وسيطا على مستوى الأزمة في سوريا، وإنها تتفهم عمق الأزمة في البلاد وأبعادها.
واتهم (ا ف ب، ا ب، رويترز) الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لم يف بالوعود الكثيرة التي قطعها، ودعا إلى القيام بعمل دولي «موحد» ضد النظام السوري. ودعت الولايات المتحدة رعاياها إلى «مغادرة سوريا فورا ما دامت وسائل نقل تجارية لا تزال متوفرة». وجاء في مذكرة تحذيرية من وزارة الخارجية الأميركية انه «بعد ستة أشهر من الاحتجاجات والقمع العنيف، يتعين على الأميركيين الذين سيبقون في البلد العمل على الحد من تنقلاتهم غير الأساسية».
وانتقدت دمشق، أمس، بشدة حصول لقاء بين الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووفد من المعارضة السورية، معتبرة أن هذه الخطوة تزعزع الثقة بين الطرفين ومخالفة لميثاق الجامعة، متهمة العربي بتنفيذ أوامر بعض الأطراف بغض النظر عن النتائج.
وعرض التلفزيون السوري اعترافات المقدم الهرموش الذي أعلن أنه «تلقى وعودا بالدعم» من شخصيات المعارضة من دون جدوى. وقال، في اللقاء التلفزيوني، ان عددا كبيرا من الشخصيات المعارضة اتصل به ومنهم المرشد العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة ونائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وولداه ومكتب نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد، إضافة للداعية المتطرف عدنان العرعور والمعارض السياسي برهان غليون، كما اتصل به المثير للجدل زهير الصديق وعرض عليه المساعدة.
وقال الهرموش ان أيا من الوعود التي تلقاها لم تلب، مشيرا إلى أن العملية «تحولت إلى تجارة» وأنه تلقى خمسين ألف ليرة سورية (ألف دولار أميركي) على شريط الفيديو الذي يعلن انشقاقه، ليعلم لاحقا أن من اشترى الفيديو باعه بمليوني ليرة (40 ألف دولار أميركي) للفضائيات.
وتحدث الهرموش عن كميات سلاح وصلت بعلمه إلى كل من حمص وحماه وبعض مناطق إدلب كما إلى الرمل الفلسطيني (اللاذقية) عبر تجار ومهربين من تلك المناطق. وقال ان «الصديق وجماعة الاخوان المسلمين يدخلان السلاح الى سوريا، وهو قال بنفسه انه ارسل سلاحا وارسل وارسل... وقالت جماعة الاخوان المسلمين انهم ارسلوا الى حمص دفعة والى حماه دفعة، كما ارسلوا قسما الى ادلب والى الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية».
وقال في ختام اللقاء انه كان يفكر بالعودة إلى سوريا في 15 رمضان (المتزامن بـ15 آب الماضي)، مضيفا انه «تفاجأ بالتجارة التي تجري على اسمي والوعود التي لا تنفذ وأصبحت بين ثلاثة حدود (نسبة لحدي السيف) كخارج عن الدولة وفار وخارج عن مجتمعي وأسرتي وخارج عن الناس التي أنسق معها».
وعرض التلفزيون متزامنا مع اللقاء تصريحات سابقة للهرموش على فضائيتي «الجزيرة» و«المشرق» يتحدث فيها عن عمليات عسكرية في جسر الشغور، وذكر فيها أن معه 200 عنصر وضابط من الجيش لينفي ذلك في المقابلة، مشيرا إلى أن «الأمر كان تمثيلية». كما نفى تلقيه أوامر لقتل المدنيين أثناء خدمته أو مشاهدة هذا الأمر.
وحملت «حركة الضباط الأحرار»، في بيان، «الحكومة التركية المسؤولية الكاملة عن اعتقال المقدم حسين الهرموش وتسليمه» إلى دمشق. وأضاف «كون الهرموش تحت حماية الحكومة التركية فان من مسؤوليتها الكاملة الكشف عن مصيره أو سنضطر للجوء للقوانين الدولية ولمنظمة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان للوقوف على الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الحكومة التركية بحق اللاجئين السوريين عامة، والضباط والجنود خاصة من خلال تسليمهم او تضييق الخناق عليهم».
وأوضح الضباط أنهم «لجأوا الى تركيا لتأمين الحماية لهم فغدوا مهددين من قبلها»، مضيفين انه «اذا كانت الحكومة التركية عاجزة عن تأمين الحماية للاجئين السوريين فاننا نطالب بنقل اوضاعنا لتكون تحت اشراف الامم المتحدة الكامل».
شعبان
وقالت شعبان، بعد زيارة قامت بها إلى موسكو بناء على دعوة من وزارة الخارجية الروسية، ان «الروس يشاطروننا الكثير من المخاوف لما يجري في المنطقة ككل، وليس فقط في سوريا»، مشيرة إلى «الخوف من التطرف» كأحد الأمثلة.
وأعلنت أنها سمعت كلاما «داعما للإصلاح في سوريا، بما فيها الخطوات التي اتخذت والتي ستتخذ»، مشيرة في هذا الصدد إلى قرب الإعلان عن تشكيل لجنة من القانونيين لإعادة النظر بالدستور إضافة للقوانين التي صدرت «وتحتاج الى وقت للمتابعة». وأضافت ان روسيا مقتنعة «بأن الرئيس الأسد يتقدم بلا عودة في مسيرة الإصلاح، وأن ستة أشهر لتنفيذ البرنامج ليست مدة طويلة»، موضحة أن «مسيرة التحول الديموقراطي في روسيا بدأت في التسعينيات ولم تنته بعد».
وقالت شعبان، ردا على سؤال لـ«السفير»، ان الروس يرغبون في رؤية سوريا تعددية، وتعميق عملية الحوار الوطني، وإنهم لم يطرحوا في اي مناسبة أن يكونوا وسطاء بين السلطة وما يسمى المعارضة.
وأشارت شعبان إلى أن وفدي المعارضة اللذين زارا روسيا قدما لوائح بأسمائهم تبين دين ومذهب كل شخص كما سموا بعض الممثلين عن العشائر، الأمر الذي يوضح برأيها التوجه الذي لدى هذه المعارضة، مبينة أن هذا يتفق مع تريده إسرائيل والولايات المتحدة من إنشاء «دول شيعية وسنية وعلوية وكردية باسم الديموقراطية لتبرير الدولة اليهودية».
وأضافت شعبان ان سوريا وجهت دعوة لوفد من مجلس الشيوخ الروسي يترأسه نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية والذي سيلتقي الأسد وسيقوم بجولة في المحافظات. وقالت ان لقاء ثنائيا سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك بين وزيري خارجيتي البلدين. وأعلنت أن سوريا، في هذا الظرف، «تخوض معارك استقلال ثان، ليس في اتجاه الغرب فقط وإنما في اتجاه أخطائنا»، مشيرة إلى أن التحرك الداخلي للإصلاح يتزامن مع تصعيد اللهجة الخارجية.
وقال نائب محافظ المصرف المركزي السوري محمد تيسير العربيني، على هامش حضوره الدورة الـ35 لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية في الدوحة، إن بلاده تواجه موضوع العقوبات الدولية «بحكمة وإدارة جيدة». وأضاف إن «حجم احتياطات سوريا تقدر حاليا بنحو 18 مليار دولار». واستبعد أن تلجأ بلاده إلى احتياطاتها الأجنبية لتمويل أعمالها اليومية في حال استمرت الأزمة. وقال «لا، نحن في وضع جيد».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن ممثل روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيكوف تأكيده، في بروكسل، أن «التصعيد وزيادة الضغوط على سوريا بواسطة العقوبات لن يكونا أمرا مثمرا، لا سيما أن تجربة البلدان الأخرى أثبتت أن العقوبات الاقتصادية لا تعود بأي نتائج عملية، إضافة إلى أن ذلك لا يعكس الوضع الفعلي في سوريا».
وكررت وزارة الخارجية الصينية أن «مفتاح حل التوترات في سوريا يكمن في الدولة نفسها»، معربة عن أملها في أن «يتبع المجتمع الدولي مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويحترم تماما الاستقلال السيادي لسوريا وسلامة أراضيها». واعتبر البرلمان الأوروبي أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد شرعيته» ودعاه إلى «التنحي فورا».
وقد قدم معارضون سوريون، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، تشكيلة «المجلس الوطني» الذي يضم 140 عضوا و«الهادف إلى تنسيق تحركهم ضد النظام». وعبروا عن «وحدتهم خلف ثلاثة مبادئ: مواصلة النضال إلى حين سقوط نظام الأسد ».
ولم يعلن المنظمون سوى أسماء 72 عضوا وفضلوا إبقاء أسماء بقية الأعضاء غير معلنة لأسباب أمنية. وقالت المتحدثة باسم المعارضين بسمة قضماني، في مؤتمر صحافي، «بعد انجاز أول شق من الاجتماعات التشاورية، قررت مجموعات شباب الثورة والحركات والشخصيات السياسية والناشطون والتكنوقراط تشكيل المجلس الوطني السوري». ولم تستبعد تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا، إلا أنها قالت إن التركيز الآن على تكثيف الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على الأسد. .
وتستقبل وزارة الخارجية الفرنسية اليوم أعضاء من المعارضة السورية من اجل تطوير اتصالاتها مع المعارضين للنظام. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو، في بيان، «كانت لنا على الدوام اتصالات مع المعارضة، في سوريا والخارج. وكما أكد وزير الخارجية (الان جوبيه) إن نيتنا هي تطوير هذه الاتصالات». ورفض الكشف عن هوية الأشخاص الذين سيتم استقبالهم في وزارة الخارجية لأسباب تتعلق «بأمنهم».
                                                                                                                                          زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...