الأسد يدعو إلى تحقيق مشترك مع تركيا ومؤشرات خلاف بين موسكو وأنقرة بشأن الطائرة السورية

12-10-2012

الأسد يدعو إلى تحقيق مشترك مع تركيا ومؤشرات خلاف بين موسكو وأنقرة بشأن الطائرة السورية

هيمنت قضية الطائرة السورية التي اتهمت انقرة بممارسة «القرصنة» بحقها، على الازمة السورية، وسط انتقادات متزايدة من كل من موسكو ودمشق. لكن التطور اللافت للنظر المحادثات التي اجراها كل من نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في جدة، ولقاءات وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي في قطر.
وفي هذه الاثناء، دعا الرئيس بشار الأسد الذي تحدث بلغة هادئة حول تركيا، وانتقادية حول حكومة رجب طيب اردوغان، أنقرة إلى الموافقة على تحقيق مشترك لمعرفة حقيقة من يقف وراء سقوط قذائف على الأراضي التركية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) ان نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بحث مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في جدة، «تطورات ومستجدات الأزمة السورية، وجهود المبعوث المشترك واتصالاته الدولية والإقليمية».
وأجرى وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي محادثات في الدوحة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني تناولت «التطورات الإقليمية» التي يهيمن عليها الوضع في سوريا. وكان صالحي بحث مع رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التطورات في سوريا.

وقال الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة «أيدينليك» التركية نشرت الجزء الأول منها أمس، «لا توجد لدينا أية مشاكل مع الشعب التركي ومع العسكريين. ولم تظهر سوريا أية عداوة إزاء تركيا، بل تعاملت معها دائما بشكل أخوي. لدينا مشاكل مع الحكومة التركية بسبب موقفها الذي نعاني بسببه من مشاكل على الحدود معها».
وأشار الأسد إلى أن التحقيقات مستمرة في حادث سقوط قذائف في منطقة اكجاكالي التركية، والتي أعلنت تركيا أنها أطلقت من سوريا، وردت بقصف الأراضي السورية. وقال «هل كانت المعارضة مسؤولة عن وقوع هذا الحادث، أم أن القذيفة التي يستخدمها الجيش السوري أخطأت الهدف، هذا أمر يتطلب توضيحه من خلال التحقيق المشترك. وإن هذا الأمر يحتاج إلى تعاون بين الحكومتين. إننا ندعو إلى فتح تحقيق مشترك لحادث اكجاكالي. فلندع حكومتي البلدين، بالتعاون مع الخبراء، تعملان على هذا الأمر وتكشفان الحقيقة».
وحول موافقة البرلمان التركي على السماح للجيش بشن هجمات داخل سوريا، أشار الأسد إلى انه لا يوجد أي سبب يدعو تركيا إلى شن حرب. وقال «لقد قلنا في الأيام الأولى عقب بدء الأحداث، إننا لا نستبعد وقوع أعمال استفزازية، وها هي قد بدأت بالحدوث». وأضاف ان «الأخطاء التي تظهر في مثل هذا الوقت يجب أن تصحح من قبل كلا البلدين عن طريق المحادثات».

في هذا الوقت، تصاعد الخلاف بين أنقرة ودمشق وموسكو، جراء إجبار طائرات حربية تركية طائرة سورية على الهبوط على أراضيها.
واعتبرت دمشق أن اعتراض طائرة ركاب سورية عمل من أعمال «القرصنة الجوية». وقالت وزارة الخارجية السورية ان الطائرة كانت تحمل شحنة قانونية وان الظهور المفاجئ لطائرات حربية هدد سلامتها.
واتهمت موسكو تركيا بتعريض حياة مواطنين روس، كانوا على متن الطائرة، للخطر. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان موسكو «تطالب السلطات التركية بتوضيحات حول مبررات أعمال كهذه حيال مواطنين روس». وقال مصدر في أجهزة تصدير الأسلحة الروسية «لم يكن هناك لا أسلحة ولا عناصر لصنع أسلحة على متن الطائرة».
وحاولت أنقرة الدفاع عن نفسها، حيث أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الطائرة كانت تنقل «ذخائر». وقال إن «الذخائر على متن الطائرة أرسلتها شركة روسية متخصصة في الصناعات الميكانيكية والكيميائية إلى وزارة الدفاع السورية».
لكن وزارة الخارجية السورية سارعت إلى تكذيب هذا الأمر. كما نقل التلفزيون السوري عن وزارة الإعلام ان «الطائرة السورية لم تنقل ذخائر ومعدات عسكرية، وكلام اردوغان عن ذلك يفتقر إلى المصداقية، وعليه أن يعرض هذه المعدات والذخائر ليثبت ما يقوله أمام شعبه على الأقل».
ونفى اردوغان أن يكون لحادثة الطائرة أي علاقة بتأجيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا، والتي كان من المقرر أن تتم الأسبوع المقبل، لكنها أرجئت حتى 3 كانون الأول المقبل.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان زيارة بوتين لأنقرة قد تجري في الثالث من كانون الأول المقبل لكنه رفض تأكيد هذا الموعد رسميا، مضيفا ان الموعد النهائي سيتحدد من خلال «القنوات الديبلوماسية».
وأعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن أنقرة اتخذت كافة الإجراءات لضمان سلامة ركاب الطائرة السورية، رافضة الانتقادات بشأن تعاملها مع الحادثة. وقالت «لا أساس للمخاوف حول تعريض سلامة الركاب والطائرة للتهديد».
واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن هناك «خطر» تصعيد بين تركيا وسوريا، مشيدا «بضبط النفس» الذي تحلت به أنقرة لمنع تدهور الأوضاع. وقال، في مقابلات إذاعية وتلفزيونية، «علينا أن نفعل كل ما يمكن فعله كي لا تكون للثورة السورية انعكاسات سلبية على تركيا ولبنان والأردن». وكرر رفض فرنسا تسليح المعارضة السورية، مذكرا بما حصل في ليبيا.

 وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...