الأسد يدعو للتصدي لتهويد القدس و«علماء الشام» يدينون الصمت العربي

12-04-2012

الأسد يدعو للتصدي لتهويد القدس و«علماء الشام» يدينون الصمت العربي

أكد الرئيس  بشار الأسد، خلال لقائه وفد «اتحاد علماء بلاد الشام» أمس، «أهمية مؤتمر نصرة القدس لجهة الوقوف في وجه الممارسات الإسرائيلية الخطرة لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، والمساهمة في التصدي لهذه الممارسات».
وكان مؤتمر «علماء بلاد الشام لنصرة القدس» اختتم أعماله في دمشق بتأسيس «اتحاد علماء بلاد الشام» فضلاً عن انتخاب هيئة تأسيسية مهمتها إقرار النظام الداخلي للاتحاد. وأكد المشاركون، في البيان الختامي، أن «الصمت العربي والعالمي المريب تجاه ما يجري في القدس وخاصة المسجد الأقصى هو مشاركة في الجرائم التي ترتكب بحقه، ما يفرض العمل على تصعيد الحملة الجماهيرية في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي لنعيد للقدس مكانتها في صدارة أولويات تحرك المسلمين في العالم».الأسد يتسلم نسخة من القرآن خلال استقباله وفد علماء الدين في دمشق أمس (رويترز)
وأكد الأسد، خلال لقائه وفد «اتحاد علماء بلاد الشام» في دمشق، «أهمية مؤتمر نصرة القدس لجهة الوقوف في وجه الممارسات الإسرائيلية الخطرة لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، والمساهمة في التصدي لهذه الممارسات عبر تصعيد الحملة الجماهيرية في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي لنصرة القدس والقضية الفلسطينية، ولجهة تشكيل اتحاد علماء بلاد الشام ليكون منارة للعالم لنشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، دين المحبة والخير، انطلاقاً من بلاد الشام التي احتضنت الديانات السماوية ونشرتها في أنحاء العالم، والتي باركها الله سبحانه كما قال الرسول».
وشدد الأسد على «أهمية هذا الاتحاد لمواجهة التحديات التي يواجهها العرب والمسلمون والتعامل معها بشكل جدي، وخاصة لجهة تسويق صورة الإسلام الصحيح في ظل حملة التشويه التي يتعرض لها المسلمون».
وحول موضوع التطرف، أشار الأسد إلى أنه «لا يوجد شيء اسمه تطرف في الإسلام، فالإسلام تطرف بالخير وبالمحبة، وبكل ما له علاقة بتنظيم المجتمعات والنهوض بها وتطورها».
وحول موضوع الإسلام والعروبة، أوضح الأسد أن «كثيرا من المسلمين العرب فصلوا العروبة عن الإسلام، في الوقت الذي بقي المسلم غير العربي يربطها»، متسائلا «كيف نفصل عروبة الرسول عن الإسلام، ونفصل القرآن عن العروبة ومضمونه الإسلامي والعربي، بينما الرسول تباهى بعروبته وبانتمائه لقريش، ولذلك لا يمكن أن نفصل بينهما، فالعروبة كانت هي الحامل للفكر الموجود في القرآن ولتعاليمه والإسلام حافظ على العروبة واللغة العربية».
وأكد رئيس «اتحاد علماء بلاد الشام» محمد سعيد رمضان البوطي أن «أهم عوامل نجاح مؤتمر نصرة القدس أنه اهتم بمسألة يتمت وأهملت، وهي قضية فلسطين، قضية الأمة العربية والإسلامية التي احتضنتها سوريا، لا بدافع السياسة بل بدافع المبادئ والواجب والقيم».
وأعرب أعضاء الوفد عن «تقديرهم الكبير لاحتضان سوريا لمؤتمر نصرة القدس، وتبنيها الدائم للقضية الفلسطينية قضية العرب المركزية»، داعين إلى «تضافر الجهود لنصرة قضية فلسطين والقدس»، ومحذرين من «محاولات إشغال الشعوب بمشاكل داخلية وتشتيت الصفوف بين أبناء البلد الواحد لصرف النظر عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الأقصى». وأدانوا «الحملة التي تتعرض لها سوريا للنيل من مواقفها ومحاولات زعزعة أمنها واستقرارها عبر قلب الحقائق وخلق الفتن والأعداء الوهميين ونسيان القضية الفلسطينية».
وكان المؤتمر الذي أقامته وزارة الأوقاف السورية بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان، وبمشاركة علماء من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، انتخب البوطي رئيساً «لاتحاد علماء بلاد الشام»، ونواباً للرئيس هم: السيد عباس الموسوي من لبنان، والشيخ تيسير التميمي من فلسطين، والشيخ محمد هشام سلطان من الأردن. وتم انتخاب الهيئة التأسيسية للاتحاد من 60 عالماً، وانتخبت الهيئة التأسيسية مكتباً تنفيذياً مؤلفاً من 15 عضواً.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بالتوجه إلى «كافة الفعاليات داخل المجتمعات العربية والإسلامية للوقوف في وجه الممارسات الصهيونية الخطيرة لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى، ضمن خطة مدروسة والقيام بخطوات عملية تتخطى البيانات والدراسات، ودعوة وسائل الإعلام العربية والإسلامية للقيام بدورها في فضح ممارسات الصهاينة ونشر ثقافة الوعي والتصدي لكل أشكال البغي والظلم والإساءة لفلسطين ومقدساتها».
وشدد المشاركون في المؤتمر على أن «الصمت العربي والعالمي المريب تجاه ما يجري في القدس وخاصة المسجد الأقصى هو مشاركة في الجرائم التي ترتكب بحقه، ما يفرض العمل على تصعيد الحملة الجماهيرية في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي لنعيد للقدس مكانتها في صدارة أولويات تحرك المسلمين في العالم». وأكدوا «حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة الوسائل والسبل، وأن هذا الحق هو حق مشروع أقرته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، وأن نصرة المقاومة في فلسطين واجب شرعي وإنساني».
واستنكر المشاركون في المؤتمر «الفتاوى التحريضية والطائفية الصادرة عن بعض علماء المسلمين في الدول العربية، واعتبروها فتاوى مسيئة للعلماء وطلبة العلم وللشرائع، وأنها لا تتفق مع مبادئ الإسلام وأحكامه المبنيّة على فقه الواقع والمقاصد العامة والخاصة، وليس ما تمليه المصالح الشخصية أو مقاصد الأعداء، وقد كان من الأجدى والأحرى بدلاً من هذا التحريض المباشر، واللهجة الدموية في الخطاب الديني أن يذكروا الناس جميعاً في سوريا وعلى مختلف فئاتهم وشرائحهم وطوائفهم وشرائعهم بأهمية حقن الدماء والخروج من الأزمة».

المصدر: السفير+ سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...