الأنظار مجدداً إلى دمشق والاتهامات متبادلة بين النظام ومعارضيه

07-01-2012

الأنظار مجدداً إلى دمشق والاتهامات متبادلة بين النظام ومعارضيه

عادت الانظار لتتجه مجددا إلى العاصمة السورية في أعقاب التفجير الانتحاري الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى في حي الميدان على مقربة من مقر المخابرات العامة في دمشق، خصوصاً أنّه وقع عشية اجتماع اللجنة الوزارية العربية للنظر بالتقرير الاول الصادر عن المراقبين، الذين كانوا اول المتوجهين لمعاينة مكان الانفجار والخسائر الناجمة عنه، لا سيما وأنّ التقارير الأولية أفادت أنه استهدف سيارة عسكرية.
وفي حين اعتبر قائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد أنّ الانفجار هو من تدبير النظام، معلناً أنّ الانشقاقات في صفوف الجيش السوري تزداد يوما بعد يوم، كشف زوار العاصمة السورية أنّ دمشق كانت قد تلقت إنذارات من أكثر من جهة مخابراتية دولية وإقليمية تحذرها من أعمال تخريبية وإرهابية، وأنّ الجهات الامنية السورية تعمل بصمت وهدوء على كشف المجموعات التي تصفها بالتخريبية عبر جمع المعلومات والمراقبة الحثيثة، وبالتالي فإنّ الاعمال الارهابية باتت مكشوفة بالكامل، بعد أن عملت الاجهزة على تعرية المتسبّبين بها.
في المقابل، تبرّر مصادر المعارضة السورية اتهامها للنظام بتدبير الانفجار بالاستناد إلى نظرية المستفيد، بحيث يصحّ القول أنه المستفيد الوحيد من هذه الموجة التي تتزامن مع الترويج لتسويات محددة غير موجودة سوى في أذهان النظام بحسب تعبير المصدر، كما تأتي في غمرة التجاذبات الاقليمية والعربية حول مضمون تقرير لجنة المراقبة العربية، وما يمكن أن يصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في هذا الصدد، بدليل أنّ النظام سارع إلى دعوة لجنة المراقبة لمعاينة مكان الانفجار، الذي يقع على مقربة من مركز أمني محصّن لا يمكن الوصول إليه إلا بمعرفة الأجهزة الأمنية وتسهيل منها.
غير أنّ زوار العاصمة السورية لا يوافقون المعارضة هذا الرأي. فالمعلومات الواردة إلى الاجهزة الامنية المعنية تشير إلى أنّ معارضات الخارج ومن يدعمها من قوى اقليمية وأجنبية  انتقلت إلى الخطة "ب" بعد أن فشلت في تحقيق الأهداف المرجوة من الخطة "ا" وبعد أن تمكنت القوات الامنية من حصر الاضرار ضمن دائرة مقفلة. وبحسب هؤلاء، استفاد الرئيس السوري بشار الأس نوعاً ما من الانتفاضة الشعبية، فهو استغل واقع الحال لاجراء تبديلات جذرية على مستوى القيادة، كما أنه استبعد بعض مراكز الخلل ممّن كانوا يعرفون بالحرس القديم لمصلحة بعض المقربين منه الذين كانوا يشغلون مراكز الصف الثاني. وبالتالي فإنّ الهدوء الذي يبديه غالبا لا ينبع من فراغ، بل من ثقة بقياداته، وبتحالفاته السياسية والدبلوماسية على حد سواء.
ويشير هؤلاء إلى أنّ خصوم النظام وجدوا أنفسهم مرغمين على الانتقال للخطة "ب" التي تعتمد على ما يبدو على التفجيرات الانتحارية الهادفة لايقاع أكبر عدد من الاصابات في الارواح لتأليب الرأي العام السوري، ودفعه إلى معارضة النظام غير القادر على حمايته، وذلك بعد أن عمد الاسد وبتوجيهات شخصية منه إلى الركون لمبدأ حصر التوترات الامنية في الداخل السوري، أي بعيدا عن الحدود مع لبنان وتركيا والاردن، وذلك على اعتبار أنّ تحركات الداخل يمكن حصرها من خلال محاصرتها بالكامل، وبالتالي اللجوء إلى ما يعرف بحرب الاستنزاف الامني، وهذا ما لاحظه المراقبون من خلال جولاتهم على محافظة حمص، وما يمكن أن يشكل المقاربة او حتى المفارقة في تقرير اللجنة الامنية.
ويخلص هؤلاء إلى الاعتبار أنّ المنطق السياسي والامني يفرض بأن يلحظ تقرير المراقبين موجة المتفجرات التي لم يتبناها أحد حتى الان مع انها تحمل بصمات معروفة الاصحا،. لاسيما أنّ ما شهدته دمشق في الساعات الاخيرة الماضية يشبه إلى حد بعيد ما يشهده العراق، وتحديدا بغداد. 

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

التعليقات

المرة الماضية تخلصنا من الحرس القديم و تخلصنا معو من الاشتراكية . و أزهر في سماءنا إياد غزال و الدردري و العطري و صار عندنا نجوم فن و نجوم دراما على الطريقة الأمريكية . مين لكن بدو يشتري ساعات سويسرية و ازياء من الوكالات الباريسية يلي بدها تفتح في ظل الاقتصاد الحر!!! و مين بدو يغسل المال السياسي !!! و صار فيه عندنا سوق عقارات على حساب سوق العمل. مشان ما تصير السلع ببلاش و تصير المنافسة بالعمل. مشان تضل المنافسة بالاحتكار , و مال الإحتكار بيجي من السرقة و المخدرات و السلاح مو من المشاريع الوطنية و عرق الجبين . و بدل ما يصير بسوريا عشرين مصنع و ألف تاجر بيصير مصنعين و عشر تجار . بيعملولهن حزبين و مندخل عصر الاصلاح .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...