البرادعي: على سوريا تقديم معلومات إضافية حول «الكبر»

03-03-2009

البرادعي: على سوريا تقديم معلومات إضافية حول «الكبر»

دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، في فيينا أمس، إيران على «كسر الجمود» بشأن ملفها النووي معبرا عن أمله في أن يؤدي التغيير المحتمل في السياسة الأميركية تجاه طهران إلى ذلك. وحث سوريا على تقديم معلومات إضافية حول موقع «الكبر»، الذي تزعم الولايات المتحدة انه كان يضم مفاعلا نوويا سريا إلى أن قصفه الطيران الإسرائيلي في أيلول العام 2007.
وفي ما يعكس التزام الرئيس الأميركي باراك اوباما بالحوار مع طهران ودمشق وبيونغ يانغ، تعهد مندوب الولايات المتحدة لدى الوكالة غريغوري شولت بانتهاج دبلوماسية قوية مع إيران وسوريا وكوريا الشمالية لمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مواجهة تحديات الانتشار النووي، إلا أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أعربت عن «تشكيكها» في أن تستجيب طهران لمبادرات الحوار الأميركية عندما يتم طرحها.
وقال البرادعي، في افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة ويستمر لمدة أسبوع في فيينا، «أحث إيران مجددا على تطبيق كل الإجراءات المطلوبة لبناء الثقة في ما يتعلق بالطبيعة السلمية حصرا لبرنامجها النووي في اقرب وقت ممكن وكسر جمود هذا الوضع».
وأضاف «آمل أن تعطي المقاربة الجديدة التي عبرت عنها المجموعة الدولية للحوار مع إيران دفعا جديدا لجهود حل هذه القضية المستمرة منذ فترة طويلة بطريقة توفر الضمانات المطلوبة بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي وأيضا طمأنة إيران الى حقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية». ولم يأت البرادعي على ذكر واشنطن تحديدا، لكنه كان يشير بوضوح إلى المؤشرات التي عبر عنها اوباما بأنه مستعد للحوار مع إيران لحل الأزمة.
وتابع البرادعي إن «الوكالة لم تتمكن للأسف من إحراز أي تقدم حول المواضيع المتبقية التي تثير قلقا حول الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي بسبب نقص التعاون من قبل إيران».
وحول سوريا، حث البرادعي دمشق على تقديم معلومات إضافية حول موقع «الكبر» الذي تزعم الولايات المتحدة انه كان يضم مفاعلا نوويا سريا.
وقال «في خطاب يعود تاريخه إلى 15 شباط العام 2009 كررت سوريا القول بان المنشأة المدمرة والمنشأة الحالية في موقع دير الزور هي منشآت عسكرية لم تنخرط في أي أنشطة نووية. لم يتطرق الخطاب للعديد من الاستفسارات التي طرحتها الوكالة. رد سوريا على بعض استفسارات الوكالة كان فقط جزئيا وتضمن معلومات قدمت بالفعل للوكالة من قبل. إن الوكالة تتوقع من سوريا أن تقدم معلومات إضافية ووثائق مدعمة لها حول الاستخدام السابق وطبيعة المبنى في دير الزور».
وحث البرادعي دمشق على تأمين الوصول إلى مواقع إضافية متصلة بهذه المسألة، معتبرا أن الوصول إلى تلك المواقع بالترافق مع «العينات من المعدات المدمرة وتلك التي أنقذت والحطام يعتبر أمرا أساسيا بالنسبة للوكالة لاستكمال تقييمها». وأضاف البرادعي أن «تقييمنا الحالي هو أن هناك احتمالا ضئيلا بأن يكون مصدر اليورانيوم هو استخدام صواريخ». وكانت دمشق أكدت أن مصدر جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في الموقع هو القنابل الإسرائيلية.
إلى ذلك، أشار شولت، في كلمته في افتتاح أعمال المجلس، إلى «فرصة فريدة مع التزام أميركي جديد تجاه الأمم المتحدة والدبلوماسية المتعددة الأطراف»، معتبرا أن واشنطن تؤمن بأن الدبلوماسية القوية ستدعم قدرة الوكالة على كشف الساعين للانتشار النووي والتشجيع على التعاون مع محققيها.
وأضاف «نعتقد أن الحفاظ على مصداقية الوكالة في تطبيق منع الانتشار النووي يعتمد على نجاحنا في التعامل مع التحديات المباشرة، خاصة تلك التي تفرضها كوريا الشمالية وإيران وسوريا». وتابع إن «الإدارة الجديدة تنوي تعزيز الجهود الدبلوماسية لمواجهة كل هذه التحديات، ومن هنا استعدادها لإجراء حوار مباشر مع طهران، ومن هنا إقدام الإدارة على الحوار مع سوريا لتشجيعها على التعاون مع وكالة الطاقة، والتزامها بالعملية السداسية لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي».
وكان مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية نقل عن كلينتون قولها لوزير خارجية دولة الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان خلال لقاء على هامش مؤتمر إعادة اعمار غزة في شرم الشيخ، إن الولايات المتحدة ليس لديها «أي أوهام» بشأن إيران. وأضاف «قالت إنها متشككة في أن تستجيب إيران لأي نوع من عروض الحوار أو لليد الممدودة لها».
وأشار المسؤول إلى أن الشيخ عبد الله عبر عن مخاوف دول الخليج من إمكانية إبرام اوباما لصفقة مع طهران من دون استشارتها. ونقل عن كلينتون قولها للوزير «ستكون أعيننا مفتوحة بشكل واسع في ما يخص إيران. كونوا على ثقة بأنكم ستحاطون علما باستراتيجيتنا وستستشارون». واعتبرت أن «أسوأ كوابيس» طهران هو اتحاد المجتمع الدولي ضد طموحاتها النووية.
إلى ذلك، حاول البنتاغون توضيح تصريحات رئيس الأركان الأميرال مايكل مولن التي اعتبر فيها أن طهران تملك ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج قنبلة ذرية. وقال المتحدث باسم البنتاغون برايان ويتمان إن مولن كان يشير إلى كمية اليورانيوم الضعيفة التخصيب التي تنتجها إيران، والذي يتعين تخصيبه بمستوى أعلى لإنتاج القنبلة الذرية.

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

الحملة الإسرائيليةعلى وكالة الطاقة الذرية العالمية:الآليات والأهداف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...