الحرارة أعلى من معدلاتها اليوم وغداً

01-08-2011

الحرارة أعلى من معدلاتها اليوم وغداً

تستمر درجات الحرارة أعلى من معدلاتها بنحو 5 إلى 8 درجات مئوية والرياح متقلبة إلى شمالية غربية بين الخفيفة والمعتدلة وتوقعت مديرية الأرصاد الجوية أن يكون الجو شديد الحرارة وصحواً بشكل عام مع ظهور بعض السحب المتفرقة وسديمياً في المناطق الشرقية والجزيرة والبادية نتيجة تأثر البلاد بامتداد المنخفض الموسمي الهندي السطحي المترافق بمرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا.
موجة الحر هذه تعتبر الأسوأ هذا الصيف وتشتد مع أول أيام شهر رمضان لذا حذر الأطباء من الإصابة بضربة الشمس أو الإصابات المرافقة لارتفاع درجات الحرارة وقلة السوائل وأكثر الحوادث وقوعاً ضربة الشمس كما حدث لطبيب أسنان بعمر خمسين عاماً لم يدرك أن الشمس ستنهي حياته خلال أربعة وعشرين ساعة، ولم يعلم أن قليلاً من الوهن إضافة إلى إصابته بمرض السكر ستقضي عليه، هذه القصة مضى عليها حولان واستعادتها ذاكرة المتخصص بأمراض القلب والشرايين الطبيب عمر يوسف  عن مخاطر ارتفاع الحرارة الكبير.
حالة الطبيب المتوفى جاءت نتيجة سيره لزمن طويل في الشمس ولكن هذا لا يعني أن البقاء بعيداً عن الشمس يمنع إصابة الإنسان بضربتها بحسب معاون مدير مستشفى الهلال الأحمر -مستشفى طوارئ دمشق- الطبيب أنور العيد الذي أكد  أن المسألة باختصار تبدأ بفرط التعرق وخلل في احتباس السوائل في الجسم والذي يتحول مع الوقت إلى حالات من التجفاف، والحكاية كما بيّن العيد تتمثل بموت خلايا أنسجة متعددة بالجسم، مع إخفاق مراكز المخ الحيوية والتي تقوم بعمل التوازن الحراري المعتاد بسبب ارتفاع الحرارة الداخلية نتيجة إخفاق أجهزة دفاع الجسم ومن ثم اختلال الجهاز العصبي، وقلة إفراز العرق، وأكد العيد أن ضربة الشمس تعتبر من الحالات التي تستدعي إسعافاً عاجلاً.
وحسب خبراء في الطب الإسعافي فإن أعراض ضربة الشمس تبدأ بالضعف العام، وشعور بالهبوط، وقيء ربما دموي، وإسهال ربما دموي، وقلة إفراز البول، وتغير السلوك، وأحياناً تشنجات، وربما غيبوبة (فقدان للوعي)، أما العلامات المرضية فتتمثل بارتفاع حرارة الجسد إلى 40-42م (من الشرج)، النبض 150/الدقيقة، الضغط 80 ملمتر زئبق، سرعة في التنفس 60/الدقيقة، الجلد جاف وحار غير متيبس، أنزفة جلدية دقيقة، زرقة بالشفتين، ملتحمة العين تكون أحياناً صفراء، ومن الممكن اختفاء العرق أحياناً وهي علامة غير ثابتة، وهناك أيضاً علامات عضوية وظيفية تختلف من حالة إلى أخرى إذ ربما يحدث انتفاخ أو انسداد شرياني رئوي، وسرعة في ضربات القلب وربما عدم انتظامها، أما في الكبد فتبدو علامات الفشل الكبدي، وعلامات هبوط حاد بالكليتين، وفي الجهاز العصبي يحدث عدم تحريك العينين - ضيق الحدقتين - انعكاس القرنية سلبي -انعكاس الوتر العضلي سلبي - غيبوبة عميقة – وتشنجات.
وفي مختلف الحالات السابقة لا بد من نقل المريض إلى المستشفى فوراً والتبريد السريع من خلال خافضات الحرارة والسوائل، وهذا ما يحتاج إلى سرعة بالفحص، وفي الإسعافات الأولية الفردية في المنازل أو الشركات وغيرها يجب نقل المريض إلى الظل، وتسليط مروحة عليه، ورش جلده بالماء العادي، وإذا كان متوافراً استنشاق أوكسجين، ويصر الخبراء على أن «درهم وقاية خير من قنطار علاج» ومن هنا بينوا كيفية الحماية من ضربة الشمس والتي تعتمد بالدرجة الأولى على وعي الناس وفي حال العاملين في الشمس ولمدة طويلة خاصة إذا كانوا سيبذلون مجهوداً كالمشي أن يتنبهوا إلى الإكثار من شرب الماء (أو السوائل) بكمية كافية، كما يجب أن تكون كمية البول في مدة 24 ساعة لا تقل عن لتر، إضافة لعدم التجمع في أماكن قليلة التهوية والازدحام والامتناع عن المشي في الشمس لمسافات طويلة وإذا كان لا مفر منها فليتم العمل أول النهار أو آخره أو ليلاً مع ملازمة الظل في حالة المشي بالأوقات الأخرى مع استعمال المظلة (الشمسية) لمنع التعرض المباشر للشمس على أن تكون بيضاء اللون وارتداء ملابس فضفاضة واسعة قطنية تسمح بالتهوية الجيدة، وإذا كان الشخص مصاباً بأي نوع من الحميات حتى الخفيفة يجب الامتناع عن التعرض للشمس نهائياً، أما المصابون بأمراض مزمنة وهم أكثر الناس تعرضاً لضربة الحرارة فينبغي عدم تعرضهم للحرارة.

جابر بكر

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...