السوريون يتصدّرون والأطفال نصف اللاجئين

20-06-2016

السوريون يتصدّرون والأطفال نصف اللاجئين

أطلقت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» دراستها حول حركات اللجوء في العام 2015 اليوم، فوجدت أنها ضربت حدّها الأقصى مع اضطرار 65.3 مليون شخص حول العالم لمغادرة مناطقهم، بسبب أعمال العنف أو الاعتداءات المسلّحة. ويشكّل ذلك زيادة 5 ملايين شخص عن العام 2014. ولفتت المفوضية إلى أنّها المرّة الأولى التي يتخطّى بها عدد اللاجئين الستين مليوناً.
وفي حين ينتظر 21.3 مليون لاجئ تقرير مصيرهم من قبل الدول التي لجأوا إليها (3.2 مليون منهم لجأوا إلى الدول المتقدّمة)، نزح 40.8 مليون شخص من مدنهم وقراهم إلى مناطق أخرى ضمن حدود بلدانهم. ما يعني أن 1 من كل 113 مواطناً حول العالم هو لاجئ أو طالب لجوء.
وقد علّلت المفوضية هذه الظاهرة باستمرار بعض الحروب لعقود كالحرب في الصومال وأفغانستان، ونشوء حروب جديدة كالحرب في سوريا واليمن وأفريقيا الوسطى وأكرانيا وجنوب السودان... من جهة، وارتفاع نسبة اللجوء بشكل غير مسبوق منذ العام 2005، من جهة أخرى.
إذ لفتت المفوضية إلى أن العام 2005 كان يشهد 6 عمليات لجوء كل دقيقة، بينما تصل عمليات اللجوء إلى 24 كل دقيقة في هذه الأيام. ومع تضاعف هذه الأرقام تضاعفت الأخطار على اللاجئين أيضاً، فيؤكّد المفوض العام فيليبو غراندي، أن أعداداً كبيرة منهم تموت في البحر، بينما تبقى أعداد أخرى مجهولة المصير بسبب سياسات الحدود المقفلة وخطط بعض الدول للحدّ من اللجوء إليها.
السوريون يتصدّرون
 وبحسب أرقام التقرير، يتصدّر السوريون أعداد اللاجئين إلى بلدان أخرى مع هروب 4.9 مليون مواطن إلى بلدان أخرى، يتبعهم الأفغان بعدد يناهر 2.7 مليون لاجئ، ومن ثم الصوماليون الذين ترك 1.1 مليون منهم بلدهم الأم.
أما في النزوح الداخلي، فتتصدّر كولومبيا الأرقام بـ6.9 مليون مواطن، تليها سوريا بـ6.6 مليون مواطن وبعدهما العراق بـ 4.4 مليون. بينما نزح 9 في المئة من شعب اليمن إلى مناطق أخرى فيها، وهي أعلى نسبة بالمقارنة مع عدد مواطنيها.
وفي حين تتخبّط الدول الأوروبية لاستقبال مليون لاجئ، يستقبل جنوب العالم 86 في المئة من اللاجئين، الذين يلجأون إلى البلدان المجاورة لمناطقهم في العموم. وتتصدّر تركيا لائحة الدول المستضيفة بـ 2.5 مليون لاجئ. وينتزع منها لبنان هذا اللقب إذا ما قورنت أعداد اللاجئين إليه بعدد مواطنيه إذ يقابل كل ألف نسمة 183 لاجئ (لم تحدد المفوضية عدد اللاجئين إليه، علماً أن الأرقام الرسمية تشير إلى نحو مليون و700 ألف لاجئ سوري ونحو 270 ألف لاجئ فلسطيني).
ووفق تقرير المفوضية تتصدّر ألمانيا قائمة الدول المستجيبة لطلبات اللجوء باستقبالها 441.9 ألف لاجئ، تليها الولايات المتحدة الأميركية باستقبالها 172.7 ألف لاجئ، وبعدهما سويسرا باستقبالها 156 ألفاً وروسيا 152 ألفاً، علماً أن عدد طلبات اللجوء يناهز المليونين.
الأطفال نصف لاجئي العالم
 يشكّل الأطفال 51 في المئة من عدد اللاجئين حول العالم، ومنهم من اضطر لترك أرضه من دون أهله. وتسجّل المفوضية 98.400 ألف طلب لجوء لأطفال من دون أهلهم.
ومقابل هذه الأرقام، لم يتمكّن من العودة إلى بلدهم الأم الا 201.400 ألف لاجئ (معظمهم إلى أفغانستان والصومال والسودان). كما لم تبلغ عمليات إعادة التوطين الا نسبة ضئيلة جداً 0.66 في المئة، (أي 107.100 ألف لاجئ)، من أعداد اللاجئين وذلك في 30 دولة.
إلى هذا يتصدّر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المناطق المصدّرة للاجئين، مع تحوّل نصف الشعب السوري إلى اللجوء (4.9 مليون خارج البلد و6.5 مليون داخله)، وربع الشعب العراقي (4.4 مليون نزحوا إلى مناطق عراقية غير مناطقهم). يتبعهما اليمن، وذلك مع استمرار حالات اللجوء لدى الشعب الفلسطيني الذي هُجّر منه 5.2 مليون فلسطيني خارج فلسطين.
وتحلّ دول الصحراء الأفريقية ثانية بتصدير اللاجئين، ومنها السودان والصومال وأفريقيا الوسطى... (18.4 مليون لاجئ) بينما تستقبل دول الجوار مثل أثيوبيا وكينيا وغيرهما 4.4 مليون منهم.
بعد أفريقيا تحلّ الدول الآسيوية كأفغانستان وميانمار ثالثة في تصدير اللجوء (2.7 مليون و451 ألفاً)، تتبعها دول الأميركيتين كالسلفادور وغواتيمالا والهندوراس (109.8 آلاف مجتمعة).
أما في أوروبا فتسجّل عمليات اللجوء في معظمها من أوكرانيا وقد بلغت 593 ألفاً. وبحسب التقرير تستقبل أوروبا 4.4 مليون من لاجئي العالم (من بينهم 2.5 مليون في تركيا و1.6 مليون نازح ضمن أوكرانيا).

مادونا سمعان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...