الغلاء ينعش حرفاً قديمة كانت في طريقها إلى الاندثار

16-06-2014

الغلاء ينعش حرفاً قديمة كانت في طريقها إلى الاندثار

في ظل الحالة الجنونية للسلع والارتفاع المخيف للأسعار ومع انخفاض القدرة الشرائية للمواطن أو انعدامها في كثير من الأحيان، هذه الأمور دفعت الكثيرين من المواطنين إلى اللجوء لترميم وإصلاح ممتلكاتهم وإعادتها إلى حيز الاستعمال نظرا لغلاء وجنون أسعار نظيرها من الجديد في الأسواق وهذا الأمر الذي أدى إلى إعادة إحياء وازدهار حرف قديمة كانت قد بدأت تتلاشى أو تندثر في أدق تعبير حيث يشير أبو ماهر صاحب محل تصليح للأحذية والحقائب إلى أن الغلاء الذي طال جميع الأحذية والحقائب أدى إلى اضطرار الأهالي إلى تصليح القديم لديهم من الأحذية أو حتى الجديد منها بعد أن اتسمت البضاعة المنتشرة في الأسواق بالفترة الأخيرة بسوء الصناعة ورداءة النوعية رغم أن أسعار بعضها وصل إلى 6 آلاف والبوط الرياضي تراوح سعره بين 2-5 آلاف ل. س كما أن إصلاح الحقائب المدرسية والنسائية هي الأخرى باتت باب الرزق الأول في المحل وأضاف مبتسما ابتسامة مرارة (رب ضارة نافعة) .

وأشارت هيا وهي خياطة نسائية إلى أن كثيراً من الأمهات قصدن محل الخياطة لتصغير ثياب أطفالهن الأكبر سناً» لتتناسب مع أطفالهن الأصغر بعد تجاوز ثمن البنطال الـ3 آلاف ل. س والكنزة مثل سعره أو أكثر والفستان النسائي بعد أن تجاوز ثمنه الـ10 آلاف ل.س والفستان الولادي تراوح سعره بين 4 إلى 6 آلاف.

كما أكد الكثيرون من أصحاب محال التصليح والسمكرة أن عملهم ازدهر خلال الأزمة وتحديداً في السنة الأخيرة بعد أن أصبحت محالهم مقصداً لكثير من المواطنين لإصلاح مدافئ المازوت بعد أن تجاوز سعر الجديدة منها ولأصغر مقاس الـ7 آلاف ل.س في حين كان سابقاً لا يتجاوز سعرها الـ900-1500 ل.س حيث أصبح المواطن يفضلّ إصلاح القديم منها ولو اضطر إلى تغيير جهاز المدفأة الداخلي بمبلغ 1500 ل.س على أن يشتري مدفأة جديدة بخمسة أضعاف قيمة إصلاحها وما يندرج على تلك البضائع جميعها يندرج على الأدوات المنزلية كافة وخاصة الكهربائية منها حيث نشطت محال إصلاحها وخاصة مع عدم انتظام شدة التيار الكهربائي الذي كان المتهم الأول في أعطال تلك الأجهزة من براد وتلفزيون وغسالة ومدفأة ومكواة ووو... واضطرار أصحابها إلى الوقوف في الطابور في انتظار إصلاحها حيث يشير المهندس الكهربائي ت. أبو حلا صاحب أحد تلك المحال إلى أنه لا يرجع إلى منزله قبل العاشرة ليلا وحتى إنه يعمل في ساعات متأخرة من الليل حتى يستطيع إنهاء أعمال التصليح المطلوبة منه.

عبير صيموعة

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...