الفتنة اللبنانية بين فريقي الإشعال والإطفاء

19-08-2011

الفتنة اللبنانية بين فريقي الإشعال والإطفاء

على رغم كشف السرية عن بعض أجزاء القرار الإتهامي في جريمة إغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، وما حمله من إتهامات لعناصر حزب الله الأربعة، وفي الوقت الذي تجندت فيه قيادات قوى الأقلية النيابية ووسائل إعلامها بهدف التهويل من الفتنة الداخلية، خصوصاً أن رزمة جديدة من القرارات الإتهامية يحكى أنها ستصدر في الجرائم الأخرى التي ارتكبت بعد العام 2005، لا يرى حزب الله أمامه سوى هدفاً واحداً في هذه المرحلة ولا يتأثر في كل هذا الضجيج الذي يثار، والهدف هو "العمل على تجنيب لبنان هذه الفتنة التي يتحدث عنها حلفاء الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في الداخل".
وفي هذا الإطار تكشف المعلومات أن قيادة الحزب أعلنت ما يسمى بـ"حال الطوارئ" معممة على عناصرها ضبط النفس وعدم الإنجرار الى أي إشكال قد يحدث، حتى تلك التي تتخذ طابع الفردية، كل ذلك تفادياً لإستغلال تيار المستقبل وحلفائه هذه الحوادث الفردية وتصويرها كأنها ردة فعل على المعلومات التي وردت في القرار الإتهامي". كما ركز تعميم قيادة الحزب على بعض المناطق اللبنانية المعرّضة أكثر من غيرها الى مثل تلك الإستفزازات لا سيما في مناطق التماس بين الفريقين داخل العاصمة بيروت، والبقاعين الأوسط والغربي. وقد تم التنسيق في هذا الإطار أيضاً مع قيادة حركة أمل لأن أي توتر قد تنجر اليه الحركة يصيب بحسب الحزب الهدف الذي يريده التيار الأزرق ألا هو الفتنة السنية - الشيعية أكان الطرف الشيعي حزب الله أم حركة أمل لا فارق بينهما بالنسبة الى وسائل الإعلام الدولية.
في المقابل يتحضر تيار المستقبل لأعنف حملة سيشنها ضد الحزب وسلاحه كل ذلك تحت مظلة ضرورة تسليم الحزب للمتهمين الأربعة الذي جاء القرار الإتهامي على ذكر أسمائهم وليست الدعوة الى التجمهر بجانب ضريح الحريري اليوم إلا من ضمن سياق هذه الحملة. دعوة التجمع هذه قد يتبعها إعتصام مركزي في العاصمة، يركز فيه تيار المستقبل امام المجتمع الدولي على التسويق لرواية أن حزب الله يرفض تسليم المتهمين الأربعة هذا مع مواكبة ذلك إعلامياً عبر القنوات والمواقع الإلكترونية كما الصحف المؤيدة لهذا الخط. وبعد الإعتصام الذي قد ترفع فيه شعارات إستفزازية من العيار الثقيل، لدرجة أنها قد تتعرض للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قد يلجأ "المستقبليون" بحسب المعلومات الى تظاهرة حاشدة علّ رسائلهم تصل الى المعنيين.
أمام خطة المواجهة هذه، أسئلة عدة تطرح، أين موقع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري منها؟ وهل سيديرها من الخارج أم أن للضرورة أحكام العودة الى ربوع الوطن على رغم ما يحكى عن تهديدات أمنية تلقاها وعلى أساسها أرجأ العودة؟ أم أنه سيتّكل على رئيس كتلته فؤاد السنيورة في قيادة المعركة؟

مارون ناصيف

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...