المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات والحرب الاقليمية الطائفية أحدها

18-11-2011

المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات والحرب الاقليمية الطائفية أحدها

تتسارع التطورات الاقليمية السياسية والدبلوماسية والميدانية في المنطقة بشكل غير مسبوق، الأمر الذي يفتح الباب من جديد أمام الاحتمالات كافة، وذلك في ظل جملة ملاحظات ومؤشرات لا بد من التوقف عندها لاستشراف معالم المرحلة المقبلة التي ستبدأ حتما مع إتمام انسحاب الجيش الاميركي من العراق نهاية العام الجاري، أي بعد أقل من ستة أسابيع وهي فترة زمنية غير كافية لاستكمال الربيع العربي، كما أنها مفصلية يمكن التأسيس عليها للانطلاق بمعادلات جديدة يتم رسمها وفق سقوف وهوامش مختلفة عن تلك المعمول بها راهنا.
وفي هذا الاطار، برزت المواقف الصادرة عن المنتدى العربي التركي الذي انعقد في الرباط بحضور وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو وغياب وزير الخارجية السوري، وذلك في ظل تسارع الاحداث الميدانية في سوريا التي تشهد منذ ايام استخدام ما كان قد هدد به النظام حول أدوات قمع الفتنة أو ما اصطلح على تسميته بالقبضة الحديدية، كما في دولة الكويت التي شهدت للمرة الاولى منذ انطلاق الربيع العربي تحركا ميدانيا بهذا الحجم الذي وصل إلى حدود اقتحام المتظاهرين لمبنى مجلس الامة الكويتي في تأكيد على أن دول الخليج ليست بمعزل عن التحولات الحاصلة في العالمين العربي والاسلامي، بل على العكس تماما، فانها دخلت عين العاصفة وباتت قريبة للغاية من خط الزلزال الذي ضرب المنطقة بدءا من تونس مرورا بمصر وليبيا وسوريا التي كان لها النصيب الاوفر من التوتر كونها واحدة من دول الممانعة التي تعتبرها واشنطن واحدة من الاذرع الايرانية القادرة على تحريك الخليج من خلال الاوراق الرابحة التي جمعها النظام طيلة فترة حكمه التي تعتبر الاطول في تاريخ سوريا الحديث.
وسط ذلك، تطرح مصادر دبلوماسية عربية واسعة الاطلاع أكثر من علامة استفهام حول عدد من المؤشرات التي لم تتوقف عندها جامعة الدول العربية، واكبرها يتمحور حول الهدف الذي تبتغية الولايات المتحدة من دفع الدول العربية إلى المواجهة الحاسمة في وقت لا تقدم هي على ملاقاة العرب في منتصف الطريق، ولا تقدّم لهم سوى النصح والارشاد بعيداً كل البعد عن ترجمة دعمها ميدانيا او عسكريا. فضلا عن ذلك تبقى علامة الاستفهام الاكبر حول نهاية الحراك العربي، بحيث بدا ان الرسالة الروسية كانت واضحة للغاية وهي استخدام حق الفيتو في اي قرار مناهض لسوريا قد تطرحه الولايات المتحدة او المجموعة العربية على طاولة مجلس الامن، ما يعني حكما استحالة تدويل الازمة السورية التي بدأت نيرانها تصل إلى دول الخليج التي اخذت على عاتقها الحملة الحاسمة.
ويعرب المصدر عن خشيته من مغبة اتخاذ القرارات المتسرعة، اذ ان العبرة تبقى في التنفيذ مع الاشارة إلى ان قدرة الدول العربية تبقى غير كافية لاحقاق التغيير المطلوب على مستوى المحور السوري الايراني الذي قد ينضم اليه عاجلا ام آجلا العراق الذي المح من خلال مواقفها الاخير إلى مثل هذا القرار، وذلك من عبر الموقف الذي اتخذه في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير، اي الامتناع عن التصويت ضد قرار عزل سوريا، مع الالتفات إلى الموقف الاميركي الاخير الذي يعتبر ان حراك المعارضة العنيف يصب في خانة النظام ما يعني دعوة مبطنة إلى وقف القتال والتخفيف من حدة الحراك في الشارع الذي واجهه النظام يالايعاز إلى خروج تظاهرات شعبية ضخمة مؤيدة له وللاصلاحات المزمعة، بحيث بدا المشهد في الساعات الاخيرة مغايرا لما كان عليه قبل المقررات العربية، بما يوحي ايضا بان النظام يسير قدما في حملته العسكرية بغطاء من الشارع نفسه.
وبالنسبة للموقف التركي القديم المتجدد، استبعد المصدر الدبلوماسي العربي ان يتطور اداء انقره باتجاه التصعيد العسكري خصوصا انها تدرك بان دمشق ضبطت الاوضاع على الحدود المتاخمة لها بحيث بدا ان انشاء اي كيان امني او جغرافي للمعارضة شبه مستحيل، ما يعني بان الامور قد تنزلق إلى حرب اقليمية طائفية تشعل المنطقة برمتها.

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...