اليمن: تفاؤل حذر باتفاق وشيك وتفجيرات واغتيالات تستهدف الحوثيين

12-09-2014

اليمن: تفاؤل حذر باتفاق وشيك وتفجيرات واغتيالات تستهدف الحوثيين

لم تتوصل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين أمس، إلى اتفاق نهائي لحل الأزمة المتفاقمة في البلاد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في ظل الاعتصام المفتوح الذي أعلنه الحوثيون لإسقاط الحكومة، وإن لاحت بادرة انفراجة في أفق المفاوضات بين الطرفين، بعد إعلان مصدر قريب من هذه المفاوضات التوصل إلى ما أسماه «اتفاق مبدئي» لحل الأزمة، سرعان ما نفاه مسوؤلون في الجماعة، بالرغم من تأكيدهم على «استمرارية التواصل».
في هذا الوقت، استمرت اعتصامات الحوثيين في العاصمة اليمنية وفي مناطق أخرى في البلاد، فيما أدى انفجار ثلاث عبوات ناسفة في محافظة عمران استهدفت تجمعاً للمعتصمين إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح 12 آخرين.
وكان مصدر قريب من الرئاسة اليمنية أعلن صباح أمس، التوصل إلى اتفاق تسوية وصفه بـ«المبدئي» بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثيين لإنهاء الأزمة الحالية.متظاهرون من جماعة الحوثيين خلال تجمع حاشد في الضاحية الشمالية للعاصمة اليمنية صنعاء أمس (أ ف ب)
وبحسب المصدر، تشمل التسوية «تسمية رئيس وزراء جديد في غضون 48 ساعة، وخفض إضافي لأسعار الوقود، مقابل رفع الحوثيين مخيماتهم ومسلحيهم من العاصمة صنعاء ومحيطها»، مشيراً إلى أن «الطرفين توصلا إلى اتفاق التسوية هذا في وقت متأخر من مساء أمس الأول».
وفي ما خص أسعار الوقود تحديداً، تتضمن التسوية «خفض 500 ريال إضافي، ليصل مجموع الخفض على سعر صفيحة الوقود (20 ليتراً من البنزين والديزل) ألف ريال»، أي حسم أكثر من نصف الزيادة السعرية التي كانت اعتمدتها الحكومة اليمنية اعتباراً من نهاية شهر تموز الماضي. ويذكر أنه سبق أن أقرت الحكومة خفض 500 ريال من الزيادة، ضمن مبادرة سابقة أطلقها هادي لإنهاء الأزمة مع الحوثيين.
وفي موضوع الحكومة، تتضمن التسوية أن «تتم تسمية رئيس الوزراء المكلف في غضون 48 ساعة، يقوم بعدها الحوثيون برفع مخيماتهم ومسلحيهم».
وإذ يتزامن الاتفاق مع عودة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاء، أعلن المصدر أن « ما تم التوصل إليه هو اتفاق مبدئي حول تسوية، يشرف على استكمالها بن عمر».
من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن عضو في الفريق الحكومي المفاوض مع الحوثيين قوله إن الاتفاق وقّعه بالفعل محافظ صنعاء عبد القادر هلال ومسؤول الشؤون السياسية في جماعة الحوثيين حسين العزي، كما ذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية على الإنترنت أن هناك «انفراجة سياسية وشيكة ومفاوضات لتسمية رئيس حكومة جديد».
في المقابل، وفي تعليق فوري على خبر التوصل إلى اتفاق مع الحكومة اليمنية، نفى مسؤول في المكتب الإعلامي للحوثيين أن يكون «هناك أي اتفاق نهائي لإنهاء الاعتصام وحل الأزمة «، موضحاً أن «هناك مقترحات للحل لا تزال قيد الدرس». وأكد المسؤول أن «التواصل مستمر»، كاشفاً أيضاً أن «الأجواء إيجابية، لكن لا نتيجة معلنة حتى الآن».
بدوره، كتب المتحدث باسم حركة «انصار الله» التابعة للحوثيين، محمد عبد السلام، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أنه «حتى الآن، لم نصل بعد إلى اتفاق نهائي أو التوقيع عليه، والتواصل لا يزال مستمراً». كما أبدى عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي تفاؤلاً بشأن عملية التفاوض قائلاً إن «الاتصالات مع الحكومة عادت، وإن شاء الله تكون هذه بداية انفراجة».
وفي وقت لاحق، قال عضو المكتب السياسي للحوثيين عبد الملك الحجري إنه «تم الاتفاق على القضايا الأساسية، فيما تبقى قضايا صغيرة يتعين تسويتها».
في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر ديبلوماسي في صنعاء قوله إن «الجانبين بعيدان جداً عن التوصل إلى اتفاق».
وكشف المصدر للوكالة أنه «لم يوقع شيء حتى الآن، ولم يتم الاتفاق على شيء... توجد أفكار يتم تداولها، ولأسباب سياسية يحاول كل جانب أن يقول إن المفاوضات مستمرة».
وفي سياق متصل، دعا مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، اليمنيين إلى «بذل جهود جدية وذات مصداقية لتسوية خلافاتهم والتوصل إلى حل يخدم المصلحة العليا للبلاد، التي يجب أن تكون فوق جميع المصالح الأخرى».
وأوضح بن عمر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن زيارته الحالية إلى اليمن التي بدأت أمس «تأتي من أجل بحث التطورات الأخيرة على الساحة اليمنية ومواصلة التعاون مع الرئيس عبد ربه منصور هادي وجميع الأطراف السياسية للدفع في اتجاه حل سلمي، بناء على اتفاق نقل السلطة (المبادرة الخليجية) ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن».
وقال المبعوث الأممي، عقب زيارته الرئيس اليمني، إن « زيارتي الحالية لصنعاء تأتي فيما يقف اليمن عند منعطف خطير»، مبدياً أسفه الشديد لـ«وقوع خسائر في الأرواح خلال أحداث الأيام الماضية».
إلى ذلك، استمرت التظاهرات والاعتصامات التي يقوم بها أنصار الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء وفي مناطق متفرقة أمس، كما تحدث موقع «أنصار الله» عن وصول حشود إضافية إلى المناطق لدعم المحتجين.
وفي هذا السياق، أدى انفجار ثلاث عبوات ناسفة استهدفت تظاهرات للحوثيين في محافظة عمران إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح 12 آخرين، بحسب ما نقل الموقع، الذي تحدث أيضاً عن تمكن المتظاهرين من «تفكيك خمس عبوات ناسفة في أماكن أخرى».
وبالتزامن مع ارتفاع حدة التوتر في العاصمة صنعاء، احتدمت المعارك في محافظة الجوف الشمالية وفي المناطق القريبة منها بين الحوثيين والقبائل الموالية لـ«التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمون) المدعومة من الجيش.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر قبلية ومصادر قريبة من الحوثيين، مقتل القيادي البارز في جماعة الحوثيين أبو مالك يوسف الفيشي، المقرب من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أمس الاول مع ثلاثة قياديين آخرين في منطقة الغيل خلال المواجهات مع القبائل المدعومة من الجيش.
وفي سياق منفصل، قتل أربعة عناصر من تنظيم «القاعدة» أمس، في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار استهدفت سيارة في محافظة شبوة جنوب البلاد، بحسب ما أفاد مسؤول عسكري محلي.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...