اليوم الثاني لملتقى الشباب: تركيز على دور الإعلام في نشر ثقافة التطوع

12-07-2007

اليوم الثاني لملتقى الشباب: تركيز على دور الإعلام في نشر ثقافة التطوع

اكد الشباب العربي امس خلال فعاليات اليوم الثاني للملتقى جدارتهم بالثقة المعطاة لهم والامال المعقودة عليهم في بناء مستقبل واعد لمجتمعاتنا العربية فالطروحات كانت على قدر المسؤولية والمناقشات اتسمت بكثير من الجدية والتفاعل والحرص كان واضحا لدى الجميع للمشاركة بابداء الرأي وتقديم نماذج عن تجاربهم في العمل التطوعي واقتراح الحلول والاساليب الاكثر جدوى لجعله ثقافة تسود مجتمعاتنا التي نفخر بان اخلاقياتها تشكل نواة حقيقية وتربة صالحة لنمو هذه الثقافة ونشرها وزاد هذا الحوار فاعلية وحماسة بمشاركة السيدة اسماء الاسد للشباب في ورشات عمل الملتقى ودعمها لهم بدعوتها لتبني طاقاتهم التي تشكل غالبية المجتمع وفتح المجالات للاستفادة من قدراتهم في شتى ميادين العمل التطوعي وذلك بما ينسجم مع رغباتهم وتطلعاتهم. واستمعت السيدة اسماء لطروحات واراء الشباب حول توسيع دائرة العمل التطوعي في مجتمعاتهم والمعوقات التي تحول دون ذلك مؤكدة على دور الاعلام في بث روح التطوع بين افراد المجتمع ونشر ثقافته.‏‏
العمل التطوعي الشبابي عمل تلقائي يقوم على تعاون الشباب فيما بينهم ومع غيرهم من الفئات العمرية لتلبية احتياجات مجتمعهم وتنميته ونظرا لاهمية النتائج المترتبة على ذلك وانعكاسها المباشر وغير المباشر على المجتمع وافراده لابد من تنظيم هذا العمل ليعطي المأمول منه وهو ما تم بحثه ومناقشته مع الشباب العربي المشارك في الورشة المخصصة للعمل التطوعي الشبابي على ارض الواقع المدرجة ضمن فعاليات الملتقى حيث تم استعراض مشجعات هذا العمل لدى الشباب واهمها ثقافته في مجتمعنا والقوانين التي تنظمه فيما لو وجدت والجهات الحكومية التي ترعاه وتتبناه اضافة للمؤسسات المختلفة ودورها في تبني هذه الثقافة ونشرها بالمقابل تم التعرض لمعوقات العمل التطوعي على ارض الواقع كنقص البرامج التدريبية لقيادات المنظمة والاعضاء المتطوعين كذلك الابحاث العلمية المتعلقة بانشطة المنظمات وعدم وجود تنسيق وتعاون بين المنظمات التطوعية الشبابية والاخرى سواء محليا او عربيا وعالميا واخيرا محدودية دور وسائل الاعلام في تسليط الضوء على اهمية العمل التطوعي الشبابي . وتم طرح مجموعة من التساؤلات التي تمنى المشاركون ان تتحول الى برنامج عمل او مقترحات لبرنامج عمل منها اسباب غياب التنسيق والتكامل بين المنظمات التطوعية الشبابية المختلفة وعدم تكريم المتطوعين الشباب الذين يقدمون خدمات متميزة وبالتالي غياب تشجيع هذا العمل في صفوفهم وسوى ذلك من الاسئلة التحريضية على تبني فكرة العمل التطوعي ومدها بالعون اللازم.‏
جميعنا يبادر بشكل او باخر للقيام بعمل ما عند شعوره بحاجة المحيط والافراد اليه انطلاقا من احساسنا بانه واجب علينا ولا ننتظر ازاءه اي مقابل هذا الامر يؤكد باننا مجتمعات يفترض ان تكون سباقة في تبني اعمال تطوعية اكثر جدوى وفاعلية وذلك من خلال تنظيمها وايجاد اليه صحيحة لتطبيقها وحث ابنائنا على تبنيها بصورتها الصحيحة وهو بعض ما حاول المشاركون في ملتقى الشباب العربي بحثه ومناقشته في ورشة عمل تبنت فكرة اعداد دليل ارشادي عن العمل التطوعي والتي حظيت كسواها بكم هائل وغني من الافكار والطروحات التي قدمها شبابنا العربي بمنتهى الجدية واللهفة والرغبة بالوصول الى دليل او حتى بداية حقيقية لتنظيم هذا العمل ورؤية نتائجه تنعكس بشكل ملموس على واقعنا.‏‏
الدكتور معتز بالله عبد الفتاح خبير ومنسق حوار الشباب في منظمة المرأة العربية ورئيس جلسة اعداد الدليل اشارفي حديثه للثورة ان التطوع في الوطن العربي موجود ربما بدوافع دينية فردية فيها اخلاص ورغبة باداء دين تجاه مجتمع لكنها لا تتمتع بالحرفية والتنظيم والفاعلية الكافية وذلك بسبب معوقات ثقافية واقتصادية وقانونية.‏‏
لذلك الهدف من الدليل (المقرر الدراسي) الذي يعمل الملتقى على اعداده اولا بناء ما نسميه بالذات التطوعية اي الانسان الذي يجب ان يشارك في بناء مجتمعه.‏‏
حوار الشباب وخبرات التربويين‏‏
ثانيا نشر ثقافة تحترم العمل التطوعي وثالثا خلق فرص العمل التطوعي بالاضافة لمؤسسته بمعنى وضع اطر مؤسسية له تضمن ديمومته واستمراريته وتجعله قادرا على مخاطبة الفئات الاكثر احتياجا للعمل التطوعي.‏‏
اما عن امكانية تطبيق الدليل الذي سيتم اعداده فبين د. عبد الفتاح بان المنظمة المتبنية له حكومية وحينما يكلف الشباب بمثل هذا العمل فمن المتوقع ان مردوده سيكون بشكل توصيات ترفع للحكومات والوزارات المعنية( التربية والتعليم) وسيتيح للمنظمات غير الحكومية المعنية فرصة الاطلاع على الجهود التي بذلت من قبل الشباب ويضيف قائلا : لو كان هناك شيء جديد ومبتكر هو اننا نحاول ان ندمج بين حوار الشباب للشباب والخبرات التي وفرتها من تربويين وخبراء في مجال العمل الاجتماعي والاسري بما يجعلنا ندمج الشباب مع الخبرة.‏‏
اخيرا اكد د. عبد الفتاح بان الملتقى محاولة جادة وجديدة لربط الشباب بالمجتمع عن طريق دعم فكرة التطوع وابراز محوريته من خلال واحدة من اهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مجتمعاتنا العربية وهي المدرسة.‏‏
السيدة ندوى النوري خبيرة تربوية من سورية اشارت بان الطموح هو بولادة دليل يأتي ملبيا لحاجات الشباب والقائمين على العمل التطوعي وتمنت ان يكون عمليا بعيدا عن التنظير والنصح والارشاد وان يزخر بالجوانب العملية والامثلة الحية التي يمكن ان تكون دليلا يوجه الى مفهوم العمل التطوعي ومجالاته ومعوقاته وان يأخذ بالتطوع خطوة الى الامام وانا اؤمن بالشباب وبقدرته على تحقيق الاهداف المرجوة منه ولاسيما انه يمتلك المعرفة المفتوحة امامه والحماسة التي يتمتع بها لكن هذه الحماسة لا يمكن ان تؤتي ثمارها ما لم تدعم من قبل هيئات ومؤسسات.‏‏
أمام التشبيك‏‏
ويعتبر التشبيك احدى اهم اليات التعاون والتنسيق بين المنظمات والهيئات التطوعية العربية من هنا حددت ورشة العمل الثانية مبررات التشبيك واهمية وعوامل القوة والتحديات التي تواجهه داخل وخارج المنظمات او الهيئات وناقش المشاركون فيها ضمن ثلاث جلسات اليات التشبيك ووسائله وحددت بانشاء بنى جديدة واعتماد طريقة للوصول الى القرارات المشتركة كالتصويت بالاكثرية او التوافق للتمكن من انتاج التأثير على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي وتشكيل اطار للحوار بين الجهات الاهلية العربية التي تجمع فيها القضايا المحددة وتشكيل اللجان التنسيقية لعمل محدد يحقق تشبيك تكتيكي لمواجهة حالة طارئة, اضافة لتشكيل شبكات التواصل الالكتروني وتقوية الشبكات والروابط القائمة على المستوى القومي والاقليمي.‏‏
كما تطرقت الجلسات في طاولة مستديرة الى نقاط القوة والضعف في الواقع واعتبرها المشاركون فرصا وتحديات في التشبيك المأمول من نقاط القوة التي تم طرحها خلال الجلسة وجود اتصالات وشبكات عربية قائمة, تطوير بناء قدرات المنظمات, وجود مشاريع وابحاث مشتركة بينما نقاط الضعف تحددت بضعف النشاط والتنسيق والتشاور والتشبيك ,ضعف المشاركة في المعلومات بين المنظمات , غياب التعاون المنهجي بين المنظمات العربية وغيرها من النقاط. ومن وجهة نظر المشاركين في الورشة يتطلب التشبيك بين المنظمات العربية بلورة اطار مؤسساتي يحظى بتأييد عربي شامل ووجود رؤية واستراتيجيات واليات عمل واضحة وتوفير التمويل المؤسساتي له.‏‏

تجارب ناجحة‏‏
السيد مجدي علام رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة طرح تجربة الاتحاد في مجال التشبيك وبين انه احد المنظمات المنضوية تحت مظلة الجامعة العربية للتنسيق بين الهيئات العربية المتنوعة ويضم الاتحاد 18 دولة عربية و108 هيئات يستفيد من عملها 6300 شاب متطوع مشيرا الى ان 13 معسكرا علميا تم عقده في سورية للشباب المتطوع و6 مؤتمرات اخرى عقدت في مصر والعديد من الفعاليات في تونس والجزائر والمغرب والكويت ,الاردن,لبنان. ولفت ان من اهم انجازات الاتحاد تقرير عن اعتداءات ( الاحتلال) الاسرائيلية واثرها على بيئة فلسطين المحتلة واخر حول اعتداءات الاحتلال الامريكي على بيئة العراق اضافة لمعسكرات زراعية في الدول العربية و17 تقريرا عن البيئة العربية وموقع معلوماتي خاص بالبيئة مشيرا الى انه تمت دعوة الشباب العربي للمشاركة في ملتقى الاتحاد بصنعاء في شهر اب القادم.‏‏
اما يوسف جبر ممثل منظمة المرأة العربية في لبنان تحدث عن اهمية اعداد دليل خاص للعمل التطوعي خلال الملتقى وانه جزء من ورقة العمل لتحديد شروط النجاح واثاره الايجابية ليكون مرجعا ومنهجا يستفيد منه الافراد في الدول العربية لتطوير العمل التطوعي ودوره في توعية الشباب ونسعى لنشر التوعية بثقافة العمل التطوعي ضمن المدارس والجامعات. واشار الى الدورالايجابي للعمل التطوعي خلال فترة العدوان الاسرائيلي على لبنان وتخفيفه لمعاناة النازحين بفضل تقديم القدرات المستطاعة سواء المادية والمعنوية من قبل المتطوعين وتحت وطأة القصف والخطر.‏‏

رولا عيسى - عبير ونوس
المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...